في هذه الحالة فقط .. العلاج الوهمي يشفي!
يسارع كثير من الجراحين إلى استئصال جزء صغير من عظمة الكتف عندما يشعر المريض بألم في الكتف، مما يؤدي إلى تضاؤل المسافة بين مفصل الكتف وعظمة الشائكة في لوح الكتف.
ويقوم الجراحون خلال هذه الجراحة التي تعرف بعملية “تخفيف الضغط” باستئصال بعض المادة العظمية أو النسيجية في هذه المنطقة، وذلك لتوفير مساحة وتخفيف الضغط على الأوتار على سبيل المثال من أجل خفض الألم في هذه المنطقة. ولكن باحثين بريطانيين أوضحوا في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة لانسيت البريطانية أنه من الممكن التخلي عن الكثير من هذه الجراحات.
جراحة وهمية
بحث الجراحون خلال الدراسة ما إذا كانت الجراحة تؤدي لخفض أقوى للألم مقارنة بتدخل جراحي وهمي، وذلك لأنه من المعروف منذ فترة طويلة بالفعل أن أمل المريض في التخلص من الألم لا يساعد في حالة تعاطي عقاقير فقط، بل يمكن أن يتأثر إيجابياً بشكل هائل عندما يدخل غرفة العمليات ويوهمه الأطباء بأنهم أجروا له جراحة مع عدم القيام بالتدخل الجراحي المقصود.
ولمعرفة مدى التأثير الإيجابي للجراحات الوهمية بالنسبة لعملية توسيع المجال تحت عظمة الأخرم، أخضع الباحثون نحو 100 مريض إما لجراحة فعلية أو جراحة وهمية لا يتم خلالها استئصال مادة عظمية.
واعتمد الباحثون على 100 مريض آخرين لم تجر جراحة لهم على الإطلاق لمقارنتهم مع المرضى الآخرين. وتبين للباحثين خلال ذلك أنه لا يوجد أي اختلاف من الناحية الإحصائية بين الجراحة الحقيقية والجراحة الوهمية حيث ذكر مرضى المجموعتين بعد 6 إلى 12 شهراً من بداية الدراسة أنهم شعروا بتحسن ليس أكثر كثيراً عن التحسن الذي شعر به مرضى المجموعة التي لم تعالج أصلا والذين تراجعت لديهم الآلام بدون أن أي تدخل جراحي.
نتائج الدراسة
وعن الدراسة، قال أندريو كار المشارك في الدراسة: “تظهر نتائج دراستنا أن الجراحات لا تتميز من الناحية الإكلينيكية كثيراً عن التخلي عن العلاج، وأن جراحة توسيع المجال تحت عظمة الأخرم ليست أفضل من العلاج الوهمي”.
وأكد ديفيد بيرد، الباحث في جامعة أوكسفورد هو الآخر، ضرورة المراهنة أكثر على المسكنات والعلاج النفسي وحقن السترويد بدلاً من الاعتماد على الجراحة.
وقال الجراح الألماني فليكس تسافانج من جامعة هايدلبرج معلقا على الدراسة إنها “موسعة جداً” ورأى أن جراحات لوح الكتف تجرى بشكل مبالغ فيه رغم الدراسات السابقة رغم أن العلاج النفسي يساعد ثلثي المرضى مضيفاً: “يجب ألا تناقش إمكانية الجراحة إلا بعد شهرين من العلاج التقليدي”.
العربي الجديد