ما بين الرفض والقبول قيادة بعض طلاب الجامعات للسيارات الخاصّة..

لم تنشأ بين محمد الخاتم طالب جامعة السودان القسم الجنوبي وزميله عبد الجليل مصطفى، علاقات من أي نوع على الأصعدة كَافّة، وحتى الزمالة العادية في أدنى درجاتها، رغم أنهما من حي سكني واحد، لكن سرعان ما انقلب الحال رأساً على عقب بعد امتلاك الأول لسيارة خاصّة يأتي بها صباحاً لمباني الكلية ويتنقّل بها، فما أن علم زميله عبد الجليل بالأمر إلاّ وبدأ في التقرُّب إليه والبحث عن طرق جديدة للتواصل معه، وربما كان ذلك مربط الفرس عندما قرّر إقامة علاقة مع الأول كي يضمن وسيلة النقل.
القصة أعلاها مدخل لفتح موضوع امتلاك الطالب الجامعي لسيارة خاصة، لذلك جلست (كوكتيل) مع عدد من الطلاب لمعرفة آرائهم من زوايا مُختلفة…

(1)
بعد أن أطلق ضَحكةً عَاليةً، قال الطالب الصديق محمد: (هذا يوجد بالجامعات الحكومية بنسبة تقل عن 1%، أما بالنسبة للجامعات الخاصّة هي البيئة الحاضنة لهؤلاء الطلاب، مُضيفاً أنّ قضية امتلاك الطالب الجامعي لسيارة خاصة، قضية نسبية تحكمها الظروف الاقتصادية والأوضاع العامّة للطالب، إضافةً لطٍباع الطالب نفسه، فهُنالك من ينشأ في بيئةٍ مُنعّمةٍ ويمتلك كل وسائل الرفاهية، إلاّ أنّه يظل مثالاً للتواضع مع زملائه ويُفضِّل ترك سيارته بالمنزل حتى لا يصبح في مُستوى أعلى منهم وتجده في قمة التواضع والمُساواة مع الآخرين، ويوجد طلابٌ يتقرّبون إلى الطالب صاحب السيارة بهدف المصلحة، وآخرون يتحرّجون من الجلوس معه تخوفاً من أسلوبه رغم أنّ بعضهم قد يكون مُتواضعاً، لكن البعض الآخر مُصابٌ بداء الكبرياء).

(2)
(الرباط والجامعة الوطنية والجامعة الأهلية وكذلك الأحفاد)، إضافةً لعدد من الجامعات الخاصة هي معقل للطلاب أصحاب السيارات الخاصة، هكذا جاء رد طالب جامعة النيلين نصر الدين بشير الذي أضاف ساخراً: (والله هنا الأساتذة ما عندهم عربات، وفي طالب واحد بس عامل زي الكلمة الشاذة عنده عربية حايم بيها في الجامعة)، مضيفاً: (الطلاب الذين يمتلكون سيارات خاصة يتجمّعون في قروبات خاصّة بهم حتى حديثهم وأفكارهم وطريقة لبسهم خَاصّة)، وقال ساخراً: (يعني الزول الراكب عربية دا ح يمشي معانا نحن الغبش ديل، أو ح يأكل بوش ويشرب قهوة)؟! وقال: (في بعض الكليات يتمتّع الطالب الذي يمتلك سيارة بقدرٍ من الأهمية حتى على مُستوى الأساتذة وعلى مُستوى النتيجة كذلك، كما أنّ بعض الطالبات يتصيّدن الطلاب أصحاب السيارات ويدخلن في علاقات قد يخسرن فيها الكثير من أجل المصلحة فنحن في زمان تحكمه المَصالح)!!

(3)
من جانبها، قالت الطالبة أنفال إبراهيم، إنّها غير مقتنعة بقيادة الطالب الجامعي أو الطالبة لسيارة خاصة، مُعلِّلةً: (نحن في بلد كل طبقاته سواسية عند خط الفقر أو تحته وهناك نوعٌ من التّعالي والتكبُّر، مُوضِّحةً: (أعرف نماذج من الطلاب أصحاب سيارات خاصة، إلاّ أنّ سياراتهم هذه مصدرٌ لرزقهم يعملون بها بعد الانتهاء من اليوم الدراسي وهؤلاء طبقة قليلة مُقارنةً بشباب التفحيط وأصحاب السلوكيات السالبة)..!

الخرطوم: وسام أبو بكر
صحيفة السوداني

Exit mobile version