صلاح حبيب

مطار الخرطوم ثغرات محتاجة لإغلاق


على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الأمنية والشرطية وإدارة الجمارك في كشف عمليات التهريب بالمطار أو بالموانئ المختلفة أو عبر الحدود، ولكن مازالت هناك ثغرات لابد من إغلاقها أو كشفها خاصة وأن المهرِّبين يحاولون استغلال ضعاف النفوس من العاملين بالمطار ما يعرِّض البلاد إلى خسائر مادية أو عينية فَمطار الخرطوم وبعد إدخال أجهزة الكشف المتطوِّرة للأمتعة إلا أن هذه الأجهزة أصبحت وبالاً على القادمين، إذ أن هؤلاء القادمين حينما يصلون إلى مقر سكنهم تجدهم يكتشفون أن بعضاً من أمتعتهم قد تم التعدي عليها، بل سرقت أو نهبت من المطار، وأن الجاني لا يعرفه أحد، إلا من تواطأ معه، وإلا كيف يفقد هذا القادم بعد أن تأكد من وضع أمتعته بنفسه، ففجأة يجد موبايلات ورسيفرات نهبت منه وأحياناً تصل السرقة إلى الملابس، وأذكر في رحلة عودة لي من بريطانيا إلى الخرطوم وكنت وقتها قد وضعت بعض الأغراض في مقدِّمة الشنطة، ولكن عندما بدأت حصر الأشياء اكتشفت أن عدداً منها غير موجود ولم أعلم أن هناك ضعاف نفوس يمكنهم التعدي على حقوق الغير إلا بعد أن قرأت قصص للقادمين من الخارج وفقدوا بعضاً من مقتنياتهم من داخل المطار، فهنا تأكد لي أن هناك ضعاف نفوس يتعرَّضون إلى حقائب المسافرين من يعبثون بها أو يسرقونها كما حدث لي ولغيري من القادمين من خارج البلاد وكل ما كتبته الصحف لم نجد نفياً من إدارة الجمارك أو الأجهزة الأمنية الأخرى والآن وقعت جريمة قتل كان سببها بعض الثغرات التي قيل أن عملية تهريب لذهب عبر المطار يقدَّر بمليارات الجنيهات فعملية التهريب عبر مطار الخرطوم أصبحت على مرأى ومسمع القاصي والداني، إلا أن إدارة الجمارك الوحيدة التي لم تنتبه لما قلناه وقالته بعض الصحف، لذا فإن إدارة الجمارك أو الجهات الأمنية المختصة من وقف هذا العبث، فإما أن تمنح العاملين مرتبات تكفيهَم شر التعدي على حقوق الغير لأن المرتبات التي يتقاضاها العاملون بالمطار لا تكفيهَم ليوم، ما جعل البعض منهم عرضة لإغراءات المهرِّبين وحتى الذين قاموا بضبط عمليات تهريب كبيرة ربما الحافز الذي منح لهم لم يشجع الباقين للسير في طريق ممن تصدوا لأولئك المهرِّبين أن كانت العمليات تهريب ذهب أو عملات حرة أو آثار، فالحافز غير المجزي أو الذي لا يتناسب مع حجم الضبطيات جعل البعض يستجيب لإغراءات المهرَّبين خاصة إذا كان العامل في حاجة ماسة للمال ونعلم أن فتنة المال قوية لا يستطيع المحتاج مقاومتها، لذا لابد أن يكون هناك تنسيق ما بين الجمارك والجهات الأمنية العاملة بالمطار حتى تكون عين تراقب أي عملية تستغل البسطاء والمحتاجين، لأن من ذاق حلاوة المال وفتنته فلن يقف بعد ذلك أو لن يستطيع المقاومة، والمهرِّبون إذا وجدوا من يستجيب لهم فلن يتخلوا عنه وربما تزداد الشبكة حتى يتلوَّث الجميع في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة، فإذا أردنا أن نوقف عمليات التهريب بأي منفذ من المنافذ لابد أن تكون المرتبات كافية للذي يعمل بتلك المنافذ وإلا فلن نتمكن من وقف عمليات التهريب أبداً.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي


‫3 تعليقات

  1. لابد من اعطاء العاملين نسبة كبيرة 20-25% من ما يكتشفون لتشجعهم على القيام بدورهم وان تحميهم من الاغراءات.

  2. زيادة المرتبات جزء من الحل فمهما زادت المرتبات فلن تزيد عما سيعرضه لهم المهربون من اغراءات
    يضاف للحل اعلاه اختيار عناصر أمينة و عمل تنقلات لها بين الحين و الاخر و وجود جهاز مراقبة لسلوكهم و عقوبات رادعة للمخالفين
    و اجهزة كمرات بذاكارات تسجيل في كل اركان المطار بذاكرة و رقابة خفية

  3. ليس من الصعب بمكان بمطار بحجمه المتواضع جداورغم الجيوش الجرارة من المسئوليين بالداخل من تزاحم يمكن ضبط كل العمليات لانها بمراة رجال الامن والجمارك وبالتالى كل شىء مكشوف وواضح بس اتفق كل ثلاثه اشهر يتم نقل كل الاستطاف لجودة العمل وعدم عمل علاقات مشبوهه والله الموفق لان هناك حقا ثغرات وضعاف النفوس وتندى ف الخدمات ؟ ولابد من مطار جديد وحديث وهذا امل الامه السودانية ؟ خير من العمارات ؟