بورصة الخبز

سألتني صديقة لي تقيم بالولايات المتحدة الأمريكية بكل عفوية بينما كنا نتحدث مساء امس عبر الانترنت ، الدولار عمل كم عيشة ؟ بذات العفوية أخبرتها : ثمانية وعشرين عيشة ، فتعالت ضحكاتها بعد أن اخرجت زفيرا من على صدرها وقالت الحمد لله ، لم أفهم في تلك اللحظة قصدها تحديدا ، لكن أحسب أنها ربما ارادت أن تخبرني أن الدولار أكثر كرما علينا من عملتنا المحلية ، والتي عصفت بأحلامنا المعيشية في مهب ريح هوجاء ..

* يبدو أنه بات من المفيد جدا أن نتخلى عن عملتنا المحلية «الجنيه» طالما أنها تخلت عنا ، لم تغفر اسرافنا كلما أحسسنا بثقلها في جيوبنا ، ولم ترحم حاجتنا كلما تيبست أطرافنا للبحث عنها في الطرقات ، حان الوقت لأن نكون واقعيين اكثر ، حقيقيين اكثر ، واكثر شجاعة في التعبير عن احلامنا وامنياتنا المعلقة في بورصة تضغط على كل مايجيد الاحتمال بنا ، وليكن قرارنا هو التداول بعملة تحترم احتياجاتنا وطموحاتنا البسيطة والعظيمة..

*الناس هنا ضاقت بهم السبل ، بعضهم ألقى بنفسه في البحر لكن دون أن ينتظر أن يلتقطه أحد ، وبعضهم القى بكل أحلامه في سلة النفايات علها تحظى بعملية اعادة تدوير قبل استخدامها على حساب أمير المؤمنين ، طالما أنه المالك الوحيد لمصباح علاء الدين لتحقيق الامنيات ، وبعضهم فضل الانتحار صامتا تحت ظل شجرة تستخدم « البوتكس «حتى تحافظ على شبابها رغم أنف الحطابين …

قصاصة أخيرة
ماذا بعد أيها الوطن ؟

قصاصات – آمنه الفضل
صحيفة الصحافة