بحجة أنهن يهتممن بالأبناء أكثر اضبط .. رجال يتزوجون بـ(الخادمات الأجنبيات) سراً!
(نسوانا بقن غير النقة ما عندهن شغلة، والبيت مستلماه الخدامة الأجنبية، وأنا شايف بدل الواحد يعرس ليهو سودانية ويعين ليهو مرتب لي خدامة أجنبية أحسن يقصر المشوار ويعرس أجنبية وخلاص)، جملة استعجبت لها واستوقفتني أطلقها أحد الرجال المتذمرين من طباع زوجاتهم في المركبات العامة أثناء حديثه لصديقه الذي أجابه ضاحكا: (خليك من موضوع البيت نحن لازم نكسر روتين السودانيات دا ونجدد). بالمقابل، كثر وانتشر وزاد -حد الإفراط- الحديث عن زواج الرجل السوداني بـ(العاملة المنزلية الأجنبية) وهو ما حاولت (كوكتيل) التنقيب عنه وخرجت بالحصيلة التالية:
(1)
حول الموضوع ابتدر الحديث الموظف محمود حسين قائلا: (الزواج قسمة ونصيب)، مضيفا أن الزواج الثاني بشكل عام تختلف أسبابه من رجل لآخر وبحسب ميوله بعيدا عن المرأة التي تزوج منها، وزاد أن المرأة هي التي تقود زوجها للزواج فالنساء أصبحن متطلعات ولا يوجدن بالمنزل بالمقابل فإن العاملة (الأجنبية) هي التي تهتم بالمنزل وتديره مما يجعل الرجل يميل إليها لما يجده من اهتمام ولكن عليهم مراعاة توافر التواصل الاجتماعي الذي لا يتوافر إلا لدى أبناء الثقافة الواحدة وحينما يتضح الاختلاف بينهما حتما ستظهر عوامل الصراع.
(2)
حول الموضوع قالت ربة المنزل زينب إبراهيم: (كتار العرسو خادمات أجنبيات ونسوا بيوتهم وأولادهم)، وأضافت: (صحيح أن تكاليف الزواج أصبحت مرتفعة وتجعلهم يتجهون للزواج من العاملة المنزلية لأنه لا يتطلب إهدار أموال على عكس الزواج الاجتماعي، لكن إن اختلفت الأسباب تظل المرأة السودانية هي الخيار المناسب وهذا الزواج الأخير مرفوض اجتماعيا)، وزادت: (الرجل السوداني بطبعه متطلب وناني، لا بعجبه العجب لا صيام رجب).
(3)
بدورها ذكرت الموظفة إيمان مبارك في حديثها لـ(كوكتيل) أن كثيرين تزوجوا من عاملات أجنبيات بحجج لا يتقبلها العقل مثلاً (بتهتم بأولادك أكتر من أمهم) بينما يرى آخرون أنها (جميلة ونشيطة) وأوضحت أن هذا عملها وواجبها فليس كل النساء يوجدن بالمنزل فقد أصبحت المرأة اليوم لها دور بارز في المجتمع ومن الضروري أن توجد عاملة منزلية تهتم به في أوقات غيابها، وزادت أن الرجال أصبحوا لا يحترمون العادات ويقومون بأفعال متهورة يدفعون ثمنها لاحقا لأن هذا النوع من الزواج لا ينجح لما فيه من مفارقات كثيرة (محكوم عليه بالفشل).
(4)
من جانبها أوضحت اختصاصية علم الاجتماع عبير شيخ الدين لـ(كوكتيل)، قائلة إن الزواج المرحب به اجتماعيا أن يتزوج الشخص من بيئته ومجتمعه فالتقارب الفكري والثقافي يساعد على التوافق والرضا الزوجي، ومع ذلك يبقى الزواج حالة خاصة لا تخضع لمعايير أو مؤشرات قياس مطلقة فالزواج يتم عبر قناعة فردية مشروطة بقبول اجتماعي تحكمه أعراف وتقاليد موروثة يصعب التمرد عليها، وزادت أن ما دام لا يمكن منع الرجل من الزواج بأجنبية فأحد الحلول هي أن يتم ضبطه، وأضافت: (الزواج من أجنبية قد يخلق مشاكل اجتماعية ونفسية تؤثر على الزوجين نفسهما وعلى أبنائهما والزواج المختلط له مخاطر على تماسك المجتمع ومن شأنه الإخلال بسلامة النسيج الاجتماعي نتيجة للاختلاط بسلالات اجنبية اضافة لتأثيره المباشر على الهوية).
تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني