أعباء جديدة..ادى زيادة تذاكر دخول المستشفيات إلى إحجام الكثيرين عن زيارة المرضى والاكتفاء بالمكالمات الهاتفية
ظل المواطنون وعلى مدى سنوات يبحثون عن طرق تجنبهم دخول المستشفيات بدون قطع تذاكر نظير زيارة المرضى، مُستخدمين شتى أساليب (الزوغان) والتهرب من المسؤولين في البوابات، الذين ارتبطوا في أذهان الكثيرين بأنهم حادون الطباع.
مع ذلك كانت تنجح فهلوة البعض في الدخول، حتى مع زيادة ثمن التذاكر التي كانت تُقدر في تدرج الزيادة من 3 جنيهات إلى أن وصلت اليوم إلى 15 جنيهاً، وهذا وفق قرار صادر من وزارة الصحة ومُعمم على كافة المشافي الحكومية.
قرار غير مدروس
قال الجنيد محمد – طالب جامعي – لـ (اليوم التالي): تؤثر الاقتصاديات في أخلاقيات الناس بشكل مباشر، ولذا يقال دوماً في تفسير كل أزمة (أبحث عن الاقتصاد)، وبالتالي فإن زيادة رسوم دخول المستشفيات الحكومية سيترتب عليها نتائج اجتماعية سلبية تصل إلى إحجام الناس عن زيارة المرضى، كما كان يحدث في الماضي. وأضاف: الشعب السوداني ظل محافظا على عيادة المريض باعتبارها حقا دينيا واجتماعيا، وكان من الطبيعي أن ترى عربة نقل كبيرة محملة بالزوار تحط أمام المشافي، وهو ما قد لا يحدث مستقبلاً، بالإضافة إلى أنني أرى بأن هذه الزيادة غير ضرورية وفيها قدر من الانتهازية، فما الداعي لهذه الزيادة؟ هل يعمل حارس الباب بالبنزين والجازولين أم أن الدولة رفعت الدعم عن قطاع الصحة أيضا؟
فرض كفاية
وخالفه الرأي زميله مظفر بشير، قائلا: إن القرار لن يوقف زيارات السودانيين للمرضى، ولكنه سيحد منها على نحو كبير، بمعنى أن الزيارات ستقتصر على المعارف من الدرجة الأولى، وحتى هؤلاء ستتناقص معدلات زيارتهم، ولن تكون يومية كما كان يحدث في السابق، وللأسف، مع كل دعوة لزيارة مريض، ستقفز إلى الأذهان حسابات الاقتصاد وكلفتها العالية، وتشتغل آلات العقول الحاسبة للكلفة الكلية التي تتطلب “وسيلة نقل، وربما هدية بسيطة، ومصروفات دخول”، وعليه من غير المستغرب أن توفد الأسر أحد أبنائها لينوب عنهم في زيارة المريض التي ستتحول إلى فرض كفاية إذا قام به أحد سقط عن الباقين.
خلاصة إيجابية
قالت رفيدة وقيع الله – موظفة – لـ (اليوم التالي): إن انتهينا إلى تقليل عدد زوار المستشفيات الحكومية بعد القرار الخاص بزيادة رسم الدخول، نكون وصلنا إلى خلاصة إيجابية جداً، معلقة على امتعاض البعض من القرار لظنهم أنه قد يُنهي أصرة العلاقات في المجتمع، فتقل عمّا كانت عليه الأحوال سابقا، ولكن إذا ما نظرنا إلى المكاسب وراء القرار، وبعد سنوات من عيادة المرضى، نصل إلى أن تكدس الزوار من أكبر العادات السودانية المؤثرة على تعافي المرضى، حيث تعد فترة تلك الزيارات من أكثر الفترات إزعاجاً وإقلاقاً لطريحي الأسرة البيضاء، بل ولذويهم الذين يُضيف عليهم الزوار رهقاً إلى عنتهم اليومي، فيضطرون إلى الوقوف لساعات طوال لمجاملة القادمين.
الوقوف على الحالة
قد يُحجم الكثيرون عن الدخول للمستشفيات، ويكتفون بممثلين لهم، يحملون مجاملاتهم النقدية والمعنوية للمريض وذويه، وذلك لأن تكاليف الزيارة ستكون مكلفة لأكثر من شخص في أسرة واحدة، هكذا ابتدرت حديثها فاطمة يوسف (خريجة تربية). وأضافت: وآمل أن ينهي القرار كذلك تردي الأحوال البيئية الناجمة عن هذه الزيارات، ولكم أن تسألوا عمال النظافة عما يعانوه عقب انتهاء خروج الزوار بـ (العافية). أما لو تحولت هذه الزيارات إلى مكالمات مطمئنة، فيما اكتفى الأهل والأصدقاء والجيران بابتعاث واحد منهم ليعود مريضهم حاملاً معه قيمة الكلفة التي كانت لتكون لو سجلوا زيارة جميعهم، إذن لأدخلوا السعادة في قلوب أهل المريض الذين من المؤكد أنهم يعانون وإلا لذهبوا بمريضهم لمشفى خاص، وأيضاً لكفوهم عناء الوقوف لساعات في شرح حالة المريض والوقوف على خدمتهم.
اليوم التالي.
اقتباس (ولكن إذا ما نظرنا إلى المكاسب وراء القرار، وبعد سنوات من عيادة المرضى، نصل إلى أن تكدس الزوار من أكبر العادات السودانية المؤثرة على تعافي المرضى، حيث تعد فترة تلك الزيارات من أكثر الفترات إزعاجاً وإقلاقاً لطريحي الأسرة البيضاء، بل ولذويهم الذين يُضيف عليهم الزوار رهقاً إلى عنتهم اليومي، فيضطرون إلى الوقوف لساعات طوال لمجاملة القادمين.)
راي سديد وكملتي القول ، ونتمنى ان تندثر هذه العادة السيئة
عقبال رسوم علي المودعين و المستقبلين و الفراجة و العطالة و تجار العملة و النشالين و المحتالين في مطار الخرطوم .