منوعات

قرار بمنع تداول أخبار الصحف على مواقع التواصل والإذاعات بحجة تأثيرها السالب على توزيع الصحف..


لم يعد سهلاً إخفاء أية معلومة في زمنٍ تطورت فيه وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد، ما حفز الكثيرين على نقل الأخبار، وإن لم تكن مؤكدة؛ إذ يتداول البشر على سطح هذا الكوكب مليارات الرسائل النصية، الصوتية، الصور والفيديوهات بصورة يومية، ما صعب فكرة احتواء المعلومات داخل حيز جغرافي محدد، فكثرت المنابر الإسفيرية التي تناقش قضايا أقصى منطقة في العالم على نطاق يصل الأقصى المقابل له على الجانب الآخر من الكرة الأرضية.
هذه الثورة المعلوماتية، دفعت ناشري الصحف السودانية ليقرروا منع نشر مانشيتات الصحف والمواد التحريرية على المواقع الإلكترونية وكافة وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم الذي تصدر فيه الصحيفة، مع إمكانية السماح لهم بتداوله في اليوم التالي. وكذلك شمل القرار منع القنوات التلفزيونية والإذاعات من بث أقوال الصحف قبل الساعة الخامسة من مساء يوم النشر.

(1)
توعد الناشرون، القنوات والإذاعات التي تخالف القرار ببثها للأخبار واستعراضها للتقارير قبل الزمن المسموح به، بتكفلها بكافة الخسائر المالية التي يترتب عليها نشر تلك المواد الصحفية، بعد أن وقع على البيان التوضيحي والتحذيري (14) ناشراً ثم قاموا بنشره على الصحف، معللين منع التلفزيونات والإذاعات ومواقع التواصل، لأن نشر الأخبار عبر الوسائط الإسفيرية قد يقلل من توزيع النسخ الورقية، وبالتالي يتسبب في خسائر مالية للصحف.
يستغرب الصحفي ياسر عبد الله – مُعد برنامج مانشيتات صحفية على قناة (سودانية 24)، قرار الناشرين، وتساءل عن الحق القانوني الذي تعتمد عليه المؤسسات الصحفية في قرار منع القنوات والإذاعات والأفراد من تداول الأخبار، التي نشرتها سلفا على صفحاتها ووزعتها على كافة المكتبات، ويرى عبد الله أنه لا يوجد نص في القانون يمنع المواطنين من تبادل عناوين الصحف وتقاريرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن تبادل تلك الأخبار يسهم في زيادة توزيع الصحف ويكون بمثابة إعلان ترويجي ومجاني في ذات الوقت. ويضرب ياسر مثلا بذلك بصحيفة (الجريدة) التي تقوم بنشر صفحاتها كاملة على حسابها في فيس بوك، ويُتابعها أكثر من (100) ألف، وبالتالي يقرأها ضعف أعداد قُراء الصحف الورقية مجتمعة، كما يرى عبد الله أن النشر الإسفيري لم يؤثر على توزيع الصحيفة، بل على العكس تماما زاد توزيعها بحسب آخر تقرير لمجلس الصحافة والمطبوعات.
ووافقه الرأي الكاتب الصحفي علي ميرغني حول منع تداول أقوال الصحف في عموده (حديث في الزراعة) قائلاً: “نشر المانشيتات يساهم بقوة في مقروئية الصحف”، كما استذكر وصف الناشرين للحكومة بأنها لا تفكر خارج الصندوق، وحين جاء الدور على الناشرين في التفكير أخفقوا.

(2)
ويزيد الترويج من مقروئية الصحف سواء على مواقعها في الإنترنت أو الحصول على نسخها الورقية، وكذلك تدفع العناوين المتداولة عبر مجموعات مواقع التواصل المواطنين إلى قراءة التفاصيل الكاملة، وبالتالي فإن قرار الصحف بمنع هذا التداول ليس هو القرار الصائب على الإطلاق، بحسب رنا خالد – مديرة قسم تسويق- وأضافت رنا: “من ناحية عملية لن يستطيع أياً كان السيطرة على ما يتم تداوله إسفيريا في ظل عصر التطور التكنولوجي في عالم الاتصالات، وإن سيطروا على أقوال الصحف في الإذاعات والتلفزيونات فلن يستطيعوا فعل ذلك على مواقع التواصل، ومن الأحرى أن يتعاملوا مع الجهات التي تقوم بتداول أخبارهم كمواقع إعلانية.

اليوم التالي.


‫2 تعليقات

  1. الجرائد فيها شنو اصلا حتى يشتريها القراء غير النفاق وغياب الحقيقة ، الجريدة تحمل ربع الحقيقة في العالم اجمع ،

    وجرائد السودان ليس بها حقيقة اصلا لان الحكومة غير بث الكذب والنفاق ليس لديها شيء اخر ،،،،،

    فالحقيقة غائبة خاصة في السودان وضحك على الذقون بس .