مرة أخرى.. المعذَّبون بالنار في ليبيا
أرسل لي صديقي العزيز د. محمد عيسى عليو تعليقاً على مقالي المعنون: (عندما يُستَرق السودانيون ويعذّبون بالنار) والذي قلتُ فيه ما يلي: (الله وحده يعلم مقدار الألم الذي غمرني وأنا أشاهد عبر الواتساب مجموعة من السودانيين من أسرى الحركات المسلحة وهم يتعرضون لتعذيب وحشي من قبل بعض الفصائل الليبية لا يمكن أن أتخيل أبشع منه وأقذر)، ثم وصفت في المقال كيفية ذلك التعذيب الوحشي محتقرًا ومستقذراً صنيع مرتكبيه، وأضفت إلى ذلك خبر استرقاق السودانيين والأفارقة في ليبيا وتساءلت: (من المسؤول عن ما حدث ويحدث أيها الناس لبني وطننا في ليبيا والذين يسيء إلينا ما يسوؤهم ويؤذينا ما يؤذيهم رغم كل ما اقترفوه في حق شعبهم ووطنهم).
كتبت ذلك معتقداً أن أولئك المعذبين كانوا من المنتسبين إلى الحركات المسلحة ولكن ..
الأخ عليو، وهو من قيادات المجتمع الدارفوري والعالمين بتضاريسه ومكوناته، استدرك علي وصححني وأكد أن الذين تعرضوا للتعذيب بالنار ليسوا من المنتسبين إلى الحركات المسلحة وأجدني بكل أسف أعتذر لأولئك الأبناء الذين ذاقوا من كيد وانحطاط وخسة أولئك الوحوش الذين أدموا وأحرقوا بالنار أجسادهم البريئة.
معلوم أني كتبت بأني أتعاطف مع أولئك المعذبين بالنار حتى لو كانوا من أتباع الحركات المسلحة فكيف بالله سيكون شعوري إزاء أناس تعرضوا لذلك الظلم وتلك الوحشية بالرغم من أنهم لا ذنب لهم ولا جريرة ؟!
الأخ عليو مضى بعد ذلك إلى مخاطبة بعض من غضبوا من مقالي فقال ما يلي – رغم تسميته لي بـ(صاحب الانتباهة) التي ما عدتُ صاحبها وإنما صاحب (الصيحة) – قال: (أما صاحب الانتباهة فقد تألم وتضامن واستنكر هذه الممارسة حتى لو كانت من منسوبي الحركات وبرغم ذلك يكذب البعض فيما صرح به وقاله ويحاسبونه على ما لم يقله بل على ضميره ونواياه التي لم يقلها.. كان على المبادرين باتهامه بالعنصرية إحسان الظن به حسب ما قال وحسب ما أبدى من تعاطف واعتباره مفتقرًا إلى معلومة أن هؤلاء المُنكَّل بهم هم أناس من سواد أهل غرب السودان الذين ذهبوا يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وليسوا من الحركات التي تحمل السلاح).
إذن فإن الأخ عليو أكد بأن من تعرضوا للتعذيب لم يكونوا من المنتسبين إلى الحركات المسلحة وأنا أصدّقه لأني لم أعهد عليه كذباً قط.
لكن ألا يحق لي أن أسأل الذين اتهموني بالعنصرية ممن طاش سهمهم وتجنوا عليَّ، على غرار من ناصبوني العداء قديماً من أتباع الحركة الشعبية لتحرير السودان: ماذا تعنون بذلك أيها الناس؟ هل تقصدون أني (عنصري) تجاه أبناء دارفور كلهم أم تجاه بعض إثنيات دارفور؟!
إن كانوا يقصدون أني عنصري تجاه أبناء دارفور جميعاً أو بعض الإثنيات الدارفورية فإني أتحدّاهم أن يُدلّلوا على ذلك من خلال أي كلمة صدرت مني.
أنا، أيها العنصريون الذين رميتموني بدائكم وانسللتُم لا أستهدف بنقدي إلا الحركات المسلحة التي أهلكت الحرث والنسل ودمّرت وخرّبت وقتلت وشرّدت وظللتُ أُشيد بما قامت به قوات الدعم السريع التي تنتمي في معظمها لدارفور فكيف أكون عنصرياً أنا الذي لا أكن غير الاحترام والتقدير لأولئك الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم ولا يزالون في سبيل تأمين هذه البلاد من الخارجين على سلطانها؟!
هؤلاء ينسون أن قضيتي المركزية التي اتخذتها بوصلة تحدد مواقفي الوطنية هي (حرمة الدماء) فهي التي قادتني إلى اتخاذ موقفي من قضية الجنوب التي أعيت الطبيب المداوي بعد أن علمت وأيقنت من الدراسة الوافية لتاريخ العلاقة المأزومة بين الشمال والجنوب.
إنه لا حل ينهي تلك الحرب المجنونة التي سفكت الدماء الغزيرة بين الشعبين الشمالي والجنوبي إلا الطلاق بين الزوجيْن المتشاكسيْن والتسريح بإحسان.
ذلك ما جعلني أنبذ كل التمرّدات والمتمردين ووالله العظيم لن تجدني إلا رافضاً ومقرّعاً لأي تمرّد ينشأ في أي بقعة من بقاع السودان سواء في شندي أو كسلا أو جبل مرة أو الخرطوم.
ظللتُ أنادي بطي صفحة الحرب، ويعلم من حضروا آخر اجتماع للجنة العليا لإنفاذ مخرجات الحوار الوطني في القصر الجمهوري قبل نحو عشرة أيام أمام السيدين رئيس الجمهورية ونائبه الأول بأني كنتُ الوحيد الذي طالبتُ بـ(التفكير خارج الصندوق)، وقلتُ في ذلك الاجتماع إنه لو ذهب رئيس الوزراء بكري حسن صالح بنفسه إلى أديس أبابا لمخاطبة (كبرياء) جبريل إبراهيم مثلاً لربما عاد به إلى الخرطوم مثلما فعل الشهيد الزبير محمد صالح حين ذهب إلى الغابة وأتى برياك مشار ولام أكول لتوقيع اتفاقية الخرطوم للسلام عام 1997، وأضفت أننا نحتاج إلى أن نقدم على انتخابات عام (2020) وقد أتيْنا بالمحاربين والممانعين إلى انتخابات ديمقراطية كاملة الدسم تحتكم إلى صندوق الانتخابات بدلاً من صندوق الذخيرة ونحتاج إلى تهيئة المناخ بإنفاذ مخرجات الحوار فيما يلي الحريات التي ستغري الممانعين بالانخراط في العملية السياسية السلمية وذكرت الاجتماع بما قلته داخل المجلس الوطني بحضور رئيس الوزراء ورئيس البرلمان أن آخر حكومة ديمقراطية سابقة للإنقاذ أسقطها قرنق بتمرده اللعين ولا نريد لديمقراطيتنا الجديدة أن يعكر صفوها أي تمرد أو حرب.
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة
” آخر حكومة ديمقراطية سابقة للإنقاذ أسقطها قرنق بتمرده اللعين ” ؟؟؟؟!!!
تحسست رأسي فلم أجد الفنبور !
*القنبور
لك التحية فعلا لقد اوجع قلوبنا ذلك التعذيب لابناء جلدتنا والله ان ذلك سلب منا قلوبنا وادماها pjn g, ;hk,h lk hgjlv]