تحقيقات وتقارير

ارتريا… هل حصلت على مطالبها؟!


بدأ تعالي الاصوات من داخل الاراضي الارترية بتوازن العلاقة مع السودان…بتحذير اكاديميين ارتريين لحكومة بلادهم من اتخاذ اي خطوات تصعيدية تجاه السودان ..معتبرين ان الأمن القومي للسودان خط احمر…داعين الي عدم التورط في استراتيجيات بعض الدول التي تهدف لتقسيم ارتريا… متهمين مصر بممارسة الضغط علي السودان من خلال اثارة خلافات مع دول الجوار في الشرق عبر ارتريا ودولة الجنوب من الجنوب والجنوب الغربي.. مؤكدين ان ارتريا في امس الحاجة للسودان باعتباره الرئة الوحيدة التي تتنفس عبرها حكومة اسمرا اقتصادياً وتجارياً منذ العام 2006م…
وتفيد مصادر من داخل الاراضي الارترية في حديثها ل»الصحافة» ان الاوضاع الاقتصادية تسير نحو التأزم وان الحكومة لا تأبه لمواطنيها الذين لم يتبق منهم سوي ثلثين نسبة لعامل الهجرة بكافة انواعها…كما ظل الشعب الارتري داعما اساسيا للمهربين بتسهيل حركتهم التي تعود اليهم بالسلع الضرورية اهمها الوقود الذي يستخدم لتوليد الكهرباء خاصة في اقليم «القاش بركة» الارتري المتاخم لولاية كسلا..بالاضافة الي الدقيق والسكر وقطع الغيار وكل انواع الزيوت…

التاريخ المشترك..

فالعلاقات السودانية الارترية محكومة وفقا للمصالح والتاريخ المشترك مع هذا فان تقديرات بعض الخبراء الارتريين تري ضرورة تحسين العلاقات مع السودان واعتباره أمرا مفيدا وتنصح الحكومة بوضع ميزان العلاقات جيدا دون ترجيح كفة لأي من الجانبين..

تقاطع المصالح..

وقال المحلل السياسي من دولة ارتريا أحمد نقاش ان تنفيذ الاجندة الخارجية للدول من خلال ارتريا غير صحيح.. واشار الي انه بذلك تصبح ارتريا «مخلب القط» في المنطقة للاجندة الخارجية التي تتقاطع مع مصالحها ، داعيا الرئيس افورقي لتجاوز الخلافات والنظر لمصالح الدولة.. مؤكدا ان علاقة الحكومة الارترية مع السودان هي علاقة الحاجة والضرورة فقط وهي علاقات تكتيكية وليست استراتيجية …
واتفق عدد من المراقبين علي اهمية توازن العلاقة بين الخرطوم واسمرا خاصة في الوقت الماثل لانهما يحتاجان لبعضهما البعض بشدة بصورة اكثر مما مضي في ظل التقاطعات والتشابكات الداخلية لكل دولة حسب رؤية استاذ العلوم السياسية أسامة زين العابدين الذي يعتقد ان العلاقة التي تربط البلدين لاتحكمها ضوابط وانما تجئ وفقا لمتطلبات المرحلة وحسب مقتضيات الاحوال لكل منهما، ويري ان ارتريا تمر بصراعات داخلية وأزمة اقتصادية مما يتطلب تعاونها مع السودان لضمان استقرارهما الأمني ..واشار الي عدائها الواضح مع بعض دول الجوار مما يتطلب توجهها نحو الخرطوم لتأمين الموقف الاقتصادي وانسياب الحركة التجارية دون توقف…. مؤكداً ان اغلاق الحدود معها اثر عليها بشكل واضح.. حيث نشطت ارتريا في اتباع اجراءات مكثفة لتسهيل عمليات التهريب في الحدود بغرض عبور المعونات والغذاءات والمواد التموينية لداخل اراضيها..خاصة بعد تشديد الخرطوم باغلاق الحدود معها في كافة منافذ التهريب التي من شأنها ان تسهم في تسرب السلع والمواد التموينية الي خارج البلاد..وكشف زين العابدين عن تأثر دولة ارتريا كثيرا عقب اغلاق الحدود وان ذلك التأثر معلن عبر وسائل اعلامها..

الامتداد الاقتصادي…

وشدد القائد العام لجيش الحركة الشعبية جناح السلام اللواء نجيب ابنعوف في حديثه ل»الصحافة» علي اهمية تطهير ارتريا لمعسكراتها من متمردي الحركات…لان العلاقة بين البلدين تتطلب نوعا خاصا من التوازن وان الوجود البشري الارتري الكثيف في السودان مع الامتداد الاقتصادي والحدودي علي نحو واسع الي جانب الابعاد الاقتصادية والروابط التاريخية وان هذا الرابط يتطلب وضع الميزان جيدا لعدالة العلاقة وعدم التأثر باي اجندة خارجية مع مراعاة مصالحها مع الخرطوم.

الحاجة للسودان…

وحسب مقال نشره المحلل السياسي الارتري أحمد نقاش اكد خلاله علي انه عندما انتصر الجيش الشعبي لتحرير ارتريا ودخل افورقي الي عاصمة البلاد في مايو 1991 كان امامه استحقاقين أساسيين الاستفتاء الذي سيجري بعد ثلاث سنوات من ناحية والقضاء التام علي اي قوة ارترية معارضة له من ناحية اخري، وكان وقتها في امس الحاجة للسودان الذي كان يمتلك كثيرا من اوراق المعارضة الارترية وكان له ما اراد من السودان… وعقب سيطرة الرجل علي كامل التراب الارتري واعلان دولته واعتراف العالم بها، انقلبت علاقته مع السودان وفي ديسمبر عام 1994 اعلن افورقي قطع العلاقات مع السودان بل تسليم السفارة السودانية في اسمرا للمعارضة السودانية …في سابقة غير معهودة في التعامل الدبلوماسي … واعلن افورقي رسميا تبني اسقاط نظام الانقاذ في الخرطوم وفتح للمعارضة السودانية ركنا اذاعيا في اسمرا واستمر العداء والقطيعة الي ديسمبر 1997، دفع السودان خلالها ثمنا باهظا حتي ادي فيما بعد الي انفصال جزء عزيز من ترابه الوطني …واضاف نقاش خلال سرده «مع بداية بوادر الخلاف بين اثيوبيا وارتريا منذ 1996 ثم الحرب الطاحنة عام 1998/2000 احس افورقي الي حاجته للسودان مرة اخري وقام بمغازلة الخرطوم دون حياء، ثم كانت اتفاقية الدوحة عام 1999 التي ادت الي فتح السفارات بين البلدين .. ومنعت الخرطوم جميع نشاطات قوي المعارضة الارترية في السودان بما فيها النشاطات المدنية والاعلامية … مع ذلك منذ 1999 الي اعلان اغلاق الحدود الارترية السودانية من جانب السودان في نهاية 2017 كانت العلاقة بين مد وجذر الي ان وصلت الان الي طريق مسدود «…
وارجع نقاش الاسباب الحقيقية للأزمة بين السودان وارتريا للصراع الاقليمي الذي اطل برأسه علي منطقة الشرق الاوسط والقرن الافريقي . ضمن هذا الصراع تأتي الأزمة الاخيرة بين ارتريا والسودان …. لان وضع الدولتين في الوقت الحالي لا يحتمل اي أزمات نتيجة للوضع الاقتصادي وغلاء الاسعار…
واضاف ان ارتريا في امس الحاجة للسودان لان السودان يعتبر منذ 2006 الرئة الوحيدة التي تتنفس عبرها حكومة اسمرا اقتصاديا وتجاريا… اذا هي أزمات بالنيابة وليست بالارادة «مجبر اخاك لا بطل «هي انعكاس لأزمات المنطقة وان المستهدف من هذه الأزمة في الوقت الحالي بشكل مباشر هو السودان ،لان مصر لا تريد استمرار تحالف الخرطوم واديس أبابا لان هذا التحالف يشكل نقطة الضعف في المفاوض المصري بخصوص «سد النهضة» وبالتالي تريد ممارسة الضغط علي السودان من خلال اثارة مشاكل السودان من الجهات الثلاث المتاح لها الان وهي من الشرق عبر دولة ارتريا ، ومن الجنوب والجنوب الغربي عبر دولة جنوب السودان ومن الشمال بنفسها هذا ما يتضح من خلال التحرك المصري في المنطقة.

لجنة أمنية مشتركة…

من جانبه قطع الخبير في الشأن الافريقي بروفيسور حسن مكي ل»الصحافة» بان الخيار الوحيد لاظهار نوايا ارتريا يتمثل في تكوين لجان مشتركة للبحث والتقصي حول معسكرات ارتريا لاثبات عدم وجود افراد تابعين لحركات التمرد ضمنها..عبر مقابلات او كشف سوداني ارتري ذات طبيعة أمنية واقتصادية…وان تتعامل ارتريا بشفافية في علاقتها مع السودان .

الصحافة.


‫3 تعليقات

  1. الحل الوحيد لهذه المعضلة العمل علي إسقاط نظام أرتريا وتغييره بنظام يراعي مصالح شعبه ومصالح جيرانه.
    نحن غير ملزمين بشعب ارتريا إلا إذا تعاملو معنا بالتي احسن(حكومة وشعبا)
    تشديد الحصار واجب لبلد يسعي لإسقاط حكومتك ,حتي يعرف أن يتعامل مع الدول بمنطلق المصالح المشتركة
    المثل يقول البجيك((مشمر تعال له عريان))

  2. أرتريا في موقف صعب فهي لا تريد حرب مع السودان ولا تريد أن تخسر الإمارات ولا تريد أن تنتعش أثيوبيا، وطبعا إذا قامت حرب مصرية أثيوبية فحسب الخطة أن يكون القتلى سودانيون وأرتريون وأثيوبيون والمعلم المصري جالس على عرشه لا تصيبه شوكة.. مشكلتنا ليست مع أرتريا ومشكلة مصر ليست معنا وسد النهضة ليس في السودان..
    الأفضل للأفارقة السمر أن يتحدوا ويتناسوا خلافاتهم وستعطي أثيوبيا الكهرباء بسعر رمزي إلى أرتريا والسودان ومصر نفسها.