الفاتح جبرا

فنجطة

ما أن تسارعت وتيرة الإنهيار حتى تزاحمت تصريحات القوم وتنظيراتهم طارحين بعض الحلول البائسة من أجل علاج تراكمات أمراض فتكت بالبلاد لعقود ثلاث أعماهم بريق السلطة وحب المال الجم من الإلتفات إليها حتى رقد المريض في غرفة الإنعاش يشكو الأنيمياء الحادة وصعوبة التنفس فهل يمكن لهذه (الفنجطة) أن تعيد إليه بعضاً من عافيته؟
والفنجطة لغير الناطقين بها هي الجري والهرولة مع (النطيط) بصورة عشوائية لا تناغم فيها وهذا لعمري ما يفعله القوم الآن بعد أن تيقنوا بأن (جبل الكحل) قد أفنته المراويد ! ولكن هل كانت (مراويد) حقاُ؟ لا وأيم الله بل كانت (غرافات) و (جرافات) مما لا عين رأت ولا أذن سمعت .. أرأيتم كيف أن اللبع واللهط كان بلا رحمة ولا شفقة؟ دون وازع من دين أو أيمان أو ضمير بل دون خوف من قانون أو (إله)؟ أما سمعتم بقضية كالأقطان تم الإستيلاء فيها على (مئات) ملايين اليوروهات و(مئات) ملايين الدولارات أو (مليارات الدولارات) التي عرفت بعائدات البترول التى لم ترد في ميزانيات القوم لا هي ولا (أطنان الذهب) التي نسمع بها ولا نراها؟ ، وها نحن نسمع ببيوت (السودان) بالعاصمة البريطانية التي بيعت بثمن بخس ولم تورد حصيلتها إلى الخزينة العامة حتى تاريخ اللحظة مثلها مثل ثمن (هيثرو) الذي تقاسمه القوم و(لحق أمات طه) والقائمة تطول !
ماذا كان يتوقع القوم ؟ أكانو يتوقعون لهذه البئر ألا تنضب وما فتئوا ينهلون منها في شبق جم على مدار عقود من الزمان؟ وكيف لهم أن يتوقعوا أن يقاسمهم المواطن المسكين مآلات (هبرهم) و (لغفهم) التي تسببت في شظف عيشه و(خلتو يمشي على عجل الحديد)؟
بالله عليكم أنظروا وأسمعوا ماذا يقول وزير (التهاون الدولي) إدريس سليمان، يقول في تصريح له أن هنالك (10) تجار يتسيطرون على الدولار، وقال إنهم يتاجرون في حجم عمل لايقل عن (10) بليون دولار (يعني عارفهم بالأسماء وكمان عارف حجم شغلهم) ومع ذلك فإن السيد الوزير وحكومته لا يسألونهم بل يطاردون (السريحة) ويلقون القبض على صغار المتعاملين ! وربما يسأل سائل : لماذا لا يلقون القبض عليهم؟ هنا يجيب السيد الوزير بأن هؤلاء (العشرة الكرام) قد سبق و حلوا مشكلة السودان في فترة العقوبات ولولاهم لانهار الاقتصاد وكنا سنجوع … (ولتذهب البلاد وإقتصادها إلى الجحيم ولا تعليق) !
بالله عليكم من يستحق القمع والزجر والضرب بالبراطيش (مش الخراطيش) ؟ مواطن أرهقته متطلبات الحياة الأساسية وغلاء الأسعار أم لصوص ما كان الواحد منهم يمتلك شروى نقير قبل أن يستوزر؟ يرفلون الآن في أزهي الحلل ويسكنون في أبهى الفلل ويسافرون ‘لى أرقى الدول ويتزوجون بمثنى وثلاث ورباع؟
كل (التنظيرات) لن تجدي لأن الحل يكمن في إعادة المسروقات ودون ذلك فإن الأمر ليس بمقدور كائن من كان حتى لو تمت الإستعانة بأعتي وأمهر السحرة فالإقتصاد (علم) والسرقة (حرام) كما أن (الحلة بصل) والفأر (عدو نفسه) وعلى نفسها جنت براقش .
على الرغم من أن أي طالب (أولى إقتصاد) يعلم بأن طباعة النقد والبنكنوت , يرتبط بعدة معايير وضوابط تتعلق بالغطاء المتوافر من الذهب وحجم الانتاج من السلع والخدمات والنمو الخاص بالناتج المحلي الإجمالي للدولة إلا أن (الحكومة) لم تكترث لذلك بإعتبار أنه خيار سهل وقامت بطبع (تريليونات) الجنيهات وضخها في الأسواق مما رفع معدلات التضخم وبالتالي ارتفاع مستويات الأسعار مما أنذر بكارثة اقتصادية تهدد الاقتصاد السوداني وأدى إلى إنهيار الجنيه .
إن الوضع الإقتصادي الكارثي الذي نحن فيه الآن هو نتيجة طبيعية لسياسات التمكين التي أتت بالحرامية واللصوص إلى مواقع إتخاذ القرارات حيث تمت إستباحة أموال وممتلكات الدولة بشكل غير مسبوق حيث التفكير في (المواطن) و (الوطن) في ذيل الإهتمامات (ده لو أصلاً موجود) حتى وصل الأمر إلى ما نحن فيه … وقد أن أوان (الجرد) حيث لا تجدي (الفنجطة) !

كسرة :
نشوفكم ح تحلوها كيف؟

• كسرة تصريح النائب العام : (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون) … في إنتظار ملف هيثرو (ليها شهر)!

كسرة جديدة لنج : أخبار كتب فيتنام شنو(و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو(و) … (ليها ستة شهور)

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 94 واو – (ليها سبع سنوات وحداشر شهر)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 53 واو (ليها أربعة سنوات وستة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

‫2 تعليقات

  1. بعد شوية ما حتلقي حتة تكتب فيها بسبب الكسرات الكتيرة