نور الدين مدني

الهوية السودانية والمواطنة


[ALIGN=JUSTIFY]* يطرح منبر التخطيط الاستراتيجي نهار اليوم بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ورقة حول الهوية السودانية والمواطنة أعدها ويقدمها أ. د. عبد الوهاب احمد عبد الرحمن.
* تمثل هذه الورقة جهداً مقدراً من الدكتور عبد الوهاب احمد تجاه الاتفاق نحو الهوية السودانية التي تتهددها النعرات الجهوية والقبلية التي كانت وما تزال مصدر قوة متى وظفت توظيفاً إيجابياً داخل نسيج الأمة السودانية الواحدة.
* لقد مضى حين من الدهر والخلافات تحتدم بين من يريدون تصنيف هوية السودان بأنها عربية إسلامية ومن يريدون تصنيف هويته بأنها إفريقانية مسيحية أو علمانية بينما ظل التيار السودانوي ينمو وسط هذه التصنيفات التي تقسم السودان بدلاً من أن تعزز وحدته.
* صحيح كما ذكر معد الورقة فإن مسألة الهوية تعد من أعقد الأزمات التي يعاني منها السودان ومن الأسباب الجوهرية التي أقعدت السودان وزجت به في أتون حرب أهلية خاصة بين الشمال والجنوب (1983 2005م) ولكنها بالطبع ليست العامل الوحيد أو الأساسي لهذه الحرب وغيرها من النزاعات التي ما تزال قائمة.
* بالنظر إلى التطور التاريخي الذي حدث في بلادنا منذ السلطنات القديمة وحتى تاريخنا المعاصر والأسباب التي عمقت الفجوة والجفوة المفتعلة بين أبناء الوطن الواحد نجد أن السمات المشتركة للمواطن السوداني بغض النظر عن جذوره الإثنية وتوجهه الفكري والسياسي ولدت الإحساس بالانتماء للسودان شعباً ووطناً.
* إن مدرسة الغابة والصحراء كما ذكر معد الورقة الدكتور عبد الوهاب احمد كانت قد جمعت بين التيارين المتنازعين بحيث لا يطغى تيار على الآخر وإنما لا بد من التعايش بينهما خاصة وأنه لا يمكن الفصل بينهما فصلاً دقيقاً.
* ونحن هنا نتفق مع الدكتور عبد الوهاب في أن موجهات الاستراتيجية القومية قد عززت هذا التوجه السودانوي الجامع عندما أكدت أهمية بناء مجتمع متمسك أفراده بهويتهم السودانية القاسم الأعظم لتفاعل أعراقه.
* ونضيف أيضاً أن الدستور والمبادئ الموجهة له أكدت ان السودان وطن جامع تكون فيه الأديان والثقافات مصدر قوة وتوافق وإلهام وأن التنوع الثقافي والاجتماعي هو أساس التماسك القومي ولا يجوز استغلاله لإحداث فرقة.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني-العدد رقم:935 – 2008-06-20
noradin@msn.com