تحقيقات وتقارير

يلتئم اليوم في اجتماع حاسم (قيادي الوطني).. مفاجآت في الطريق


وسط طقس سياسي ساخن يماثل الأجواء الطبيعية الأكثر سخونة هذه الأيام يلتئم اليوم (الأربعاء) المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني في اجتماع وصفه المراقبون بالحاسم، فالاجتماع الذي ينتظر أن يترأسه رئيس الجمهورية، ورئيس الحزب المشير عمر البشير ستكون أبرز أجندته تناول الأداء التنظيمي للحزب وأداء وزراء الحزب في حكومة الوفاق الوطني بجانب النظر في بعض الأجندة الأخرى المتعلقة بالإحلال والإبدال في صفوف الحزب.

أجندة عاجلة

أبرز القضايا التي سيتناولها اجتماع اليوم (الأربعاء) هي الملف السياسي والاقتصادي والذي ينتظر أن يحوز على الحيز الأكبر من أجندة الاجتماع، وسيكون مطلوباً من القطاع الاقتصادي تقديم تقرير وافٍ عن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها الدولة حالياً وكيفية المعالجات العاجلة للازمة الاقتصادية التي أطلت برأسها مؤخراً وأدت لموجة من الاحتجاجات الشعبية في عدد من أطراف العاصمة. لذا سيكون مطلوب من القطاع الاقتصادي توضيح وشرح كيفية معالجة الأزمة الاقتصادية والتصدي لها عبر المعالجات العاجلة، عطفاً على الملف التنظيمي للحزب ومدى استعدادات هياكل الحزب المختلفة لمرحلة انتخابات 2020م.

توقعات مختلفة

يعد الظرف الذي ينعقد فيه اجتماع المكتب القيادي للوطني بالغ التعقيد على الصعيدين الحزبي والتنفيذي، تنفيذياً تعاني الحكومة من أزمة اقتصادية طاحنة ممثلة في ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية مع تراحج سعر الدولار في السوق الموازي. الأمر الذي اقتضى استعانة الحكومة ببعض عناصر الحرس القديم لكبح جماح الأزمة الاقتصادية من خلال إعادة الفريق أمن صلاح قوش لإدارة جهاز الأمن والمخابرات الوطني مرة أخرى. وربما تفتح عودة قوش الباب واسعاً من أجل إعادة الحرس القديم بقيادة علي عثمان محمد طه ونافع علي نافع، وعلى المستوى التنظيمي الحزبي من المتوقع أن يشهد المؤتمر الوطني تغييرات جذرية على مستوى قيادة الحزب وقطاعاته وأماناته المختلفة لمواكبة المرحلة القادمة وهي مرحلة تمثل التحدي الأكبر للمؤتمر الوطني.

مغادرون

في السياق كشف عضو مكتب قيادي بالوطني (للصيحة) فضَّل حجب اسمه عن توصيات سيخرج بها اجتماع اليوم أبرزها التغيير في كابينة الحزب، مشيراً إلى إنه بات في حكم المتوقع إبعاد إبراهيم محمود من موقعه وتكليف شخص آخر مكانه، بل إن المصدر جزم في حديثه أن بعض رؤوساء القطاعات سيطالهم التغيير، مرجعاً التغييرات القادمة لوجود صراع أجنحة داخل الوطني يتصارع حول ترشيح البشير لدروة انتخابية قادمة وهو أمر يؤيده عدد من كبير من قيادات الوطني، وفي المقابل يرفضه عدد مقدر من قيادات الحزب. وكشف ذات المصدر عن قرار وشيك سيصدر غضون الأيام القادمة يقضي بتعيين محمد طاهر ايلا وزيراً للمالية بدلاً عن الفريق محمد عثمان الركابي، مضيفاً أن التغييرات القادمة لن تتوقف عند بوابة وزارة المالية، بل ستطال عدداً من أعضاء القطاع الاقتصادي بالدولة.

قادمون

بحسب مصدر آخر بالوطني تحدث (للصيحة) فإن الترشيحات تدور حول فيصل حسن إبراهيم أو عيسى بشرى لخلافة إبراهيم محمود في إدارة الشؤون التنظيمية بالحزب لجهة أن منصب نائب رئيس المؤتمر الوطني يتم تدويره بطريقة مناطقية كل دورة، فكان نافع علي نافع ممثلاً شمال السودان في إحدى الدورات ثم إبراهيم غندور ممثلاً لأهل الوسط ثم إبراهيم محمود ممثلاً للشرق بينما تعد الدورة الحالية من نصيب غرب السودان وتحديداً كردفان خاصة وأن دارفور لها نصيب وافر في القصر من خلال وجود نائب الرئيس حسبو عبدالرحمن ممثلاً لإقليم دارفور بالتالي فإن من المتوقع أن يكون خليفة إبراهيم محمود من منطقة كردفان، لذا تدور الترشيحات حول فيصل حسن إبراهيم أو عيسى بشرى ولا يستبعد ذات المصدر أن يتم ترفيع محمد حاتم سليمان لمنصب نائب الحزب خاصة بعد ترفيعه مؤخراً لعضوية المكتب القيادي بعد ترفيع الوطني بالخرطوم لقطاع، بالمقابل لا يستبعد أمين أحد الأمانات بالوطني أن تكون هنالك تعديلات قادمة، ولكن ذات المصدر استبعد (للصيحة) إجراء هذه التعديلات في الوقت الحالي مرجحاً إعلانها بعد انتهاء عاصفة قرار إعادة قوش للجهاز التنفيذي مرة أخرى. ويمضي المصدر بالقول من المتوقع أن تطال التغييرات في الفترة القادمة عدداً من ولاة الولايات وأمناء الأمانات.

مفاصلة وشيكة

على الصعد القاعدي للحزب الحاكم فإن قطاعاً عريضاً داخل المؤتمر الوطني يتخوف من حدوث مفاصلة داخل الحزب خاصة بعد إصرار قيادات بارزة بالحزب على تقديم مرشح جديدة في انتخابات 2020م وهي الرؤية التي يتبناها قيادي رفيع بالوطني يتهمه البعض بالعمل على بلورة قرار حزبي يقضي بعدم إعادة ترشيح البشير لدورة حزبية أخرى مع إبعاد كل المقربين منه من مفاصل الحزب، لذا فإن الكثير من جماهير المؤتمر الوطني تتخوف من حدوث سيناريو انشقاق يضرب الحزب في حالة إبعاد القيادات المناوئة لترشيح البشير. بيد أن المحلل السياسي ورئيس تحرير الزميلة (مصادر) عبد الماجد عبد الحميد يستبعد حدوث مفاصلة داخل الوطني في الفترة القادمة متوقعاً عدم خروج أي مجموعة من الوطني سواء كانت مجموعة نافع علي نافع كما يشاع أو أي مجموعة أخرى؛ لأن التجارب أثبتت أن كل من يخرج من الحزب سيكون تأثيره ضعيفاً مستشهداً بخروج عراب الحركة الإسلامية حسن الترابي من الحزب دون التمكن من تغيير الحكومة. وأضاف عبد الماجد (للصيحة) لا أحسب أن أي مجموعة قيادية بالحزب ستخرج، بل سيفكرون في المستقبل خاصة أن الدورة القادمة ستكون الأخيرة للبشير في حالة ترشحه، بالتالي سيفكرون في وراثة الحزب مستقبيلاً والبقاء به في الوقت الحالي.

الخرطوم: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة


تعليق واحد