هوامش الانفصال
> داخلياً..
> كل شيء كان يغلي داخل… ومن حول السودان
>.. وإنقاذ السودان كان عملاً لا بد له من عقول خاصة
> عقول تتخطى قيادة الإسلاميين إلى قيادة آخرين.. وتتخطى قيادة السودانيين إلى قيادة آخرين
>.. وبدايات الإنقاذ كانت تشهد دعماً هائلاً يذهب إلى قرنق (جزءاً من مخطط أمريكا لالتهام العالم بعد سقوط موسكو)..
> وقرنق = لحسم الأمر تماماً = يتجه إلى… جوبا.. سراً
>.. والخرطوم لا تشعر بشيء
> وفي العيلفون منتصف الليل السيد الطيب النص يفتح الباب للطارق.. ويجد أمامه أجنبياً (أبيض) يعرفه
> والزائر كان يطرق باب الطيب النص.. منتصف الليل .. لأن حديثه كان شيئاً لا يُصدق.. ولا يحتمل انتظار البرهان
> قال
: قرنق يتجه إلى جوبا.. وسفارة كذا .. سفارة بلدي تعمل معه
> والثانية صباحاً .. الطيب النص يطرق باب علي عثمان .. وهذا يستدعي مدير الأمن وقائد القوات المسلحة
> .. وقرنق يحطم في معركة (كبري كيت) الشهيرة
(2)
> وأجنبي آخر من سفارة أخرى يطرق باب أحد قادة الإنقاذ منتصف الليل .. وبيده اليسرى يقدم مظروفاً.
> المظروف يحمل خطة شركة شيفرون لانسحابها المفاجئ من السودان.
> وملف عن سوداني يعمل للاستفادة القصوى من الأمر..
> الأمر الذي يحطم أسنان السودان
>.. ودكتور حمدي يعرف الحكاية وينقذ السودان من كارثة
> و..و…
> الإسلاميون الذين يحرسون السودان كانوا يصنعون المعجزات لحماية السودان.. صامتين.. صامتين تماماً..
(3)
>.. والإنقاذ = حتى تحدث العالم بلغته = تسعى لصنع معارضة
>.. معارضة تحاور.. بدلاً من المعارضة التي تذهب إلى إريتريا وتحمل السلاح.
>.. وفي صالون غازي سليمان نجلس للحوار.. والرجل الذي يدخن بشراهة = وفي إشارة مهذبة = يجلس على الطرف الآخر من الصالون
> كانت صحيفة الإنقاذ تقوم بتلميع غازي سليمان.. وتظن أنه (هين) والإنقاذ تكتشف أنها أيقظت بركاناً..
> وأحد قادة الإنقاذ حين نحدثه عن البركان المتدفق هذا يقول: بركان حي .. ولا ميت؟ ونقول: حي..!!
ويقول: الجاب أحمد سليمان والنميري للإسلام رايح يجيب بركانك دا
> وغازي يلحق بالصف الإسلامي
> والحكايات لا تنتهي..
> والحكايات ما يقودها هو أن الإسلاميين ينجحون لأنهم ظلوا يجودون قراءة الأحداث والناس، ولهذا يجودون النبوءات..
(3)
> خارجياً..
> و(الرّيس مانوريغا).. أغنية أول أيام الإنقاذ كانت تشير إلى ما تفعله أمريكا بالعالم يومئذٍ..
> وما بين السبعينيات وحتى سقوط السوڤيت = مرحلة الغليان المكتوم = تعقبها مرحلة الغليات المعلن..
> ومن بينها اختطاف نوريغا..
> ونوريغا = الذي كان عميلاً مباشراً للمخابرات الأمريكية تقتله المخابرات هذه.. جزءاً من مخطط أمريكا الجنوبية ومن الأسلوب الجديد..
> قبله قتلوا رئيس الإكوادور.. بعده قتلوا صاحب الباكستان و.. و
>.. قبلها قتلوا كل من عارض الحرب الأهلية في لبنان..
> وصناعة العالم الجديد كانت تنطلق
> ومن هناك تبدأ أحداث (سوريا).. الآن
>.. فإيران أيام حربها مع العراق كانت تشتري السلاح بأموال ليبية تمر عبر مصارف سورية
> وفي خطوة أخرى (خطوة إيرانية لبسط نفوذها على الشرق الأوسط كله) إيران تصنع حزب اللَّه.. وتصنع حسن نصر اللَّه.
> وحزب اللَّه هو ما يدير لبنان من يومها.. وحتى اليوم
> .. وما يجعل القذافي يمول حرب إيران كان هو حكاية صغيرة
> إيران كانت تعد الإمام الصدر اللبناني الشيعي ليحكم لبنان
> والقذافي عندما يقتل الصدر تهدده إيران بالقتل مباشرة وإيران لا تقتل القذافي لأن حياته أنفع لها من قتله..
> والقذافي يشتري حياته بالمليارات هذه
> وإيران تصنع حزب اللَّه الشيعي في لبنان..
> وسفير إيران في لبنان «علي محتشمي» ومحمد حسن خضري هم الذين صنعوا حزب اللَّه.. وصنعوا حسن نصر اللَّه.. ونبيه بري..
> .. والخوف من الخطر الشيعي /الإسرائيلي كان هو ما يصنع حماس من هنا
> و.. و..
> الأجواء هذه كانت أظافرها تخمش الخرطوم.. وجهات كثيرة تهمس للخرطوم بأنه: إن لم تقبلوا بنا (مستشارين) لكم.. ذهبنا إلى قرنق
>.. وكلمة (مستشار) لها معنى معروف
> والخرطوم ترفض.. و..
> .. والضغط الاقتصادي يزداد.. والعسكري يزداد.. والعزلة الديبلوماسية تزداد..
> والمواطنون يطلبون الثمار.. ولا يعرفون ما يجري
> والمعارضة تقوم بين من يبيع بندقيته للعدو .. وبين من هو (ما جايب خبر)..
> هوامش مطابقة لهذه.. تحدث الآن وبصورة أكثر خطورة وتقود لخطاب البشير.
> هوامش كثيرة تصنع انقسام الإسلاميين يومئذٍ .. و(عودتهم) الآن..
> والخطاب طويل ومتسع..
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة