آمنة الفضل

رهن الألم


* لا ندرك كم نحن ضعفاء إلا اذا سقطنا تحت وطأة المرض ، تلك لحظة نختبر فيها مدى تشبثنا بالحياة ، نكتب ما لم نكن نستطع كتابته ونحن نبتهج بخارطة العمر ، نرى مالم نستطع رؤيته من قبل ، جميع الصور لا لون لها ، وحدها وجوه الأصدقاء ومواساتهم يمكنها خلق محيط يعج بالأمل ، ليس هنالك سوى الإنتظار وطرح بعض الأسئلة التي قد نفشل في إيجاد أجوبة لها …
* تلك لحظات لا يمكن التكهن بنهايتها ، كل لحظة تأخذنا إلى منعطف أكثر ضيقا ، تخنق توقعات القادم ، جميع أنظمتنا تصبح رهن جرعة دواء ، ربما لا يجدي نفعا في كثير من الأحيان ، ابواب أخرى تفتح على المجهول وأخرى تغلق على ماتبقى من أنين ، ذلك هو الوجه الآخر من الحياة …

* أتدرون شيئا نحن حقا نحتاج إلى تلك اللحظات المؤلمة ، نود أن ندرك أننا لم نزل على لائحة الآخرين ، ذلك الفضول الذي يعترينا ونحن نبحث عن رسائل ، أو أرقام هواتف تحمل عنا بعض الألم ، الأصوات التي تسكب بداخلنا بعض السكينة ، تمنحنا فرصة ثانية لمصافحة الحياة والإقلاع عن إدمان اليأس ، الكثير من الدعاء والترقب والصبر والأمل ويوم آخر من الحظ ، تلك هي تذكرة النجاة … أو كما قال مولانا جلال الدين الرومي :
سألته كيف يمكن لقلبي المتناهي الصغر ان يتسع الي كل هذا الالم ؟
فأجابني: انظر الي عينيك كم هما صغيرتان ولكنهما تريان الكون …

 

قصاصة اخيرة
لاندري بماذا سنتعثر غدا

 

 

 

قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة


تعليق واحد

  1. قلب صغير يتحمل الكثير وعين ترى كل متاح لها وإنسان يستخلص من الألم تذكرة أمل ،، كم هو جميل أن ننتفع من أعماق أحزاننا .
    ((وَعسَى أن تَكرَهُوا شَيْئًا وَهُو خيرٌ لَكُمْ وعَسى أن تُحبُّوا شَيْئًا وهُو شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعلمُ وأَنتُم لا تَعلَمونَ))
    قصاصة خفية
    نكتب ما لم نكن نستطع كتابته