ولو يأكلون روث البهائم !!

* كتب علينا أن نواجه كل يوم جيشا جرارا من المنافقين والمطبلين الذين لا هم لهم سوى المحافظة على كراسيهم والاوضاع التى خلقوها لانفسهم بمحاباة النظام الفاسد على حساب الوطن والشعب ومصالح البلاد !!

* منافقون من طراز فريد، لا يطرف لهم جفن، ولا تهتز فيهم شعرة، ولا تعلو وجوههم ملامح خجل، ولا يشعرون بتعب وهم ينافقون ويطبلون ويرقصون، ويكذبون كما يتنفسون!!

* سألت صحيفة (اليوم التالى) عضو حزب الأمة السابق، والمتوالى الحالى مع النظام الفاسد (عبدالله مسار) عن رأيه فى ما يجرى الآن على مستوى الحزب الحاكم والدولة، هل هو فعلا تغيير، فلم يجرؤ رغم تاريخه الطويل فى العمل السياسى إلا أن يداهن، وينمق الكلمات ويجيب: “بالتأكيد هنالك تغيير حقيقي حدث في المؤتمر الوطني وقيادته، وتغيير في جهاز الأمن العام، سيقود لتغيير سياسي في البلاد بصورة عامة، ويقود الآن لتغيير في كل مؤسسات الدولة، لكنه يحتاج لترتيب ونقاش، لكن التغيير الأهم حدث فعلياً”!!

* تخيلوا .. التغيير الأهم هو أن التغيير قد حدث وحل شخص محل شخص، لا منهج محل منهج أو سياسة محل سياسة، ولم يبق له إلا أن يهتف بأعلى الصوت .. عاش الملك، مات الملك !!

* ويسأل المحرر: هنالك من يرى أن التغيير يجب أن يتم وفقاً لمرجعيات الاتفاقات السياسية، فيجيب: “هنا الأمر يبدو مختلفا بحكم أن البلد به أزمة اقتصادية حادة، وظروف استثنائية تستدعي أن تتخذ القيادة قرارا لمعالجة بعض الأزمات”.

* أى، لتذهب المرجعيات إلى الجحيم ما دامت هنالك ظروف إستثنائية تستدعى أن تتخذ القيادة قرارا لمعالجة الأزمة”، ويؤكد ما ذهب إليه عندما سئل عن مقولة (التفكير خارج الصندوق) بأنها “معقولة من واقع أنه في بعض المرات الحل الطبيعي ما بمشي، وما دام الحل الطبيعي لم يؤدِ لنتائج، يجب أن يستبدل بالحل غير الطبيعي، وهو موجود في دول العالم الثالث، لأنها غير مرتبطة بمنظومة ديمقراطية مستقرة، عكس ما هو عليه في الدول المتقدمة، التى يكون التغيير فيها عبر استقالة الحكم، أما نحن وبما أن الرئيس هو الوحيد الذي لديه تفويض كامل من الشعب هو من يقوم بالتغيير الآن، ويقوم بتعديل “الميلان”، والقرار عنده لكنه أيضا يحتاج للتشاور مع بقية الأجهز” .. تأملوا هذه الكمية من النفاق، فلم يبق له إلا أن يهتف مثل طلبة المدارس.. “سير سير يا البشير” وليس عضوا برلمانيا يجب أن يزن كلماته بميزان الذهب، فتأتى متسقة مع تطلعات الجماهير!!

* ويتعمق النفاق أكثر عندما يساءل المحرر عن إعادة ترشيح الرئيس البشير، فلا يترك العضو البرلمانى المحترم الذى يجب ان يكون احرص الناس على الدستور والقانون الفرصة تمر، بدون أن يصعد أعلى ابراج النفاق، ويقول مزهوا ” أنا شخصياً مع إعادة ترشيح الرئيس البشير لدورة جديدة، يعدلو الدستور، يسوو أي شيء، مفروض البشير يجي، لأنه الضامن للحوار الوطني الجاري بتنفيذاته ومخرجاته، هذا بالنسبة لي أنا شخصياً، وهنالك من يدهم على الباسطة دايرين الديمقراطية، وهنالك من يدهم على الماريق، وأنا مع من يأكلون الماريق”!!

* تخيلوا .. يعترف العضو البرلمانى المحترم بلا خجلة أو حياء، أنه من أجل إعادة ترشيح البشير، أو (بالأحرى، من أجل الحفاظ على السلطة والنعيم)، لا يمانع فى اكل روث البهائم !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version