تطوير صناعة الدواجن بالسودان .. التحديات والحلول
تعتبر صناعة الدواجن ذات اهمية اقتصادية وتلعب دوراً مهما في دعم الاقتصاد الوطني وهي تعتمد علي العلم والتكنلوجيا في سلسلة من الصناعات المتكاملة.
ومشاريع الدواجن من اهم المشاريع الاستثمارية بوصفها اسرع الانشطة الاقتصادية نموا واسرعها عائدا واكثرها وفرة وهي من اهم مرتكزات الأمن الغذائى حيث تشير التوقعات المستقبلية ان تحتل لحوم الدواجن المرتبة الأولى فى العقود القليلة القادمة في جانب الغذاء .
و قد اهتم السودان بتطور صناعة الدواجن نسبة لزيادة استهلاك اللحوم البيضاء والذي يأتي كبديل للحوم الحمراء والتى اصبحت اسعارها مرتفعة.
دكتور جلال الدين رابح وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية أكد في ورشة تطور صناعة الدواجن في السودان نظمتها مؤسسة سودان فاونديشن بمقرها مؤخرا بحضور مدير المؤسسة وعدد من الخبراء والعلماء المختصين بصناعة الدواجن ، أكد أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والخبراء والعلماء لبناء سودان يحقق الأمن الغذائي للمواطنين، وقال إن صناعة الدواجن تساهم في تقليل حدة الفقر، وانها أصبحت البديل الحقيقي للحوم الحمراء.
المدير التنفيذي لمؤسسة سودان فاونديشن المهندس الدكتور سليمان جودابي قال إن توطين صناعة الدواجن بالسودان والنهوض بها تتطلب التعاون والشراكات مع القطاع الخاص والمجتمعي.
الدكتور محمد المدني ممثل شركة قرطاج التي تعمل في مجال صناعة الدواجن، أكد أهمية توطين صناعة الدواجن بالسودان بتوفير العلف ومركزات العلف وتوفير اللقاحات، مشيرا الى أن كثيرا من الشركات المستوردة للعلف تتلاعب في المواصفات، موضحا أن التوطين يقلل تكلفة الاستيراد ويزيد الإنتاج وينهض ويطور صناعة الدواجن بالسودان.
بروفيسور عبد القادر عبد الرحمن الأمين الخبير في مجال الدواجن أكد في ورقة (إنتاج جدات الدجاج اللاحم) قدمها في الورشة أهمية صناعة الدواجن للاقتصاد الوطني في توفير انشاء وتشغيل صناعات محلية جديدة مثل صناعة الاعلاف والمعدات والاجهزة والادوات وتشغيل الايدي العاملة والفنيين وزيادة الدخل القومي حيث أن خفض الاستيراد وانتاج اللحوم محليا وقيام الصناعات المحلية وتشغيل الايدي العاملة يؤدي الي رفع مستوي المعيشة وزيادة الدخل القومي.
وقال إن تطور صناعة الدواجن يعتمد علي زيادة الانتاجية ورفع كفاءتها الانتاجية وتحقيق الأمن الغذائي والحد من الفقر والالتزام بمتطلبات الجودة والسلامة الغذائية ورفع قدرات العاملين في صناعة الدواجن لرفع الكفاءة .وقال إنه توجد 22 شركة تعمل في انتاج الدواجن بمعدل 46 مليون و588 الف فرخة بما يعادل 57 الف و405 أطنا.
وعن واقع إستيراد الدجاج اللآحم وأمات اللآحم قال البروفيسور عبد القادر أن السودان يستورد أعداد مقدرة من بيض تفقيس الدجاج اللآحم وكتاكيت أمات اللاحم لتغطية حاجة مشاريع الدواجن وذلك نظراً لأن الأنتاج المحلى لا يلبي الحاجة الفعلية مما يزيد من تكلفة المنتجات ،مشيرا الى أن تربية الدجاج اللآحم مفيدة بحيث يكون السودان محققاً الإكتفاء الذاتى من الدواجن.
بروفيسور أسامة الشيخ الخبير في مجال الدواجن قدم في الورشة ورقة( تحديات الغذاء والتغذية في الدواجن) أكد أهمية التغذية في الدواجن بأسس علمية ودراسات بدلا عن التغذية العشوائية غير المحسوبة وان التغيير في نمط التغذية ادي الي ظهور الانتاج المركز باعداد كبيرة وراس مال كبير لا يسمح بالتغذية الارتجالية، وتم استخدام الطرق الحديثة للوراثة والانتخاب والحصول علي سلالات ذات تراكيب وراثية ممتازة لا تظهر قوة فعاليتها الا تحت ظروف غذائية علمية مدروسة ومركزة في بداري اللحم وسلالات البيض عالية الانتاجية.
واوضح بروفيسور الشيخ أن اهم التحديات الغذائية في السودان تتمثل في الاعتماد علي مادة الذرة الرفيعة (الفتريتة) خاصة في تغذية الدواجن رغم فقرها لحامض اللينوليك الدهني المهم في اانتاج الدواجن واحتوائها علي مادة التانين ذات التاثير السالب على عملية الهضم والنمو والانتاج مقارنة بالذرة الشامية الاكثر استعمالا عالميا واقليميا في تغذية الدواجن لاحتوائها علي الاحماض الدهنية الضرورية كلها وارتفاع نسبة الطاقة فيها عن الذرة الرفيعة وانخفاض نسبة الالياف واحتوائها علي مادة الكروتين والصبغات التي تؤثر علي لون صفار البيض مما يستوجب استعمال كبديل كلي او جزئي عن الذرة الرفيعة. واضاف أن المربين لا يهتمون بالفحوصات المبدئية للمواد الخام سواءً كانت بالجوال او سائبة من حيث النظر والشم والخلو من العلف ونسبة مستوي الرطوبة , إضافة الي عدم الاهتمام بالتخزين الجيد من حيث جودة التهوية والخلو من الحشرات والقوارض والطيور البرية واهدارها للمواد والعلف .
وأكد بروفيسور أسامة الشيخ أهمية صناعة المركزات محلياً للامكانات المتاحة محلياً من المكونات العلفية لصناعة المركزات ، وان تجربة التصنيع السابقة وجدت قبولا من المنتجين والشركات، وقال إن هناك آفاق واعدة مستقبلية لتتمدد الصناعة الداجنية. وان تصنيع المركزات العلفية كمورد اقتصادي اضافي للبلاد يوفر عملات حرة من الاستيراد. وادخال تقنيات وتكنلوجيا حديثة في تصنيع مركزات الاعلاف والاستفادة من القيمة المضافة باستغلال المخلفات النباتية والحيوانية . وان التوجه العام في استراتيجيات الدولة يشجع الاستثمار في قطاع الصناعات الغذائية.
وقال إن هناك امكانات علفية متاحة كحبوب بقولية مثل فول الصويا والذي يمكن زراعته وانتاجه محليا وقد سبق تجربة زراعته في بعض مناطق السودان واظهرت مؤشرات جيدة (تجربة منطقة اقدي للهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي ) تمت تجربة اربعة اصناف منه واظهرت نتائج مبشرة . ومحصول اللوبيا العلفي وهو غني بالاحماض الامينية يزرع في عدة مناطق بالبلاد ومخلفات الصناعات الزراعية وتشمل الاكساب( الامبازات) من السمسم والفول السوداني وزهرة الشمس وبنسب بروتين جيدة للصناعة .
الخرطوم 1-3-2018م (سونا)