حكايات الصراف الآلي
* وأنت تركض في طرقات العاصمة الخرطوم مابين صراف آلي وآخر ، بحثا عن بعض الجنيهات التي سوف تصرفها في ذات اللحظة في أقرب سوبر ماركت ، أو دون ذلك من المهلكات الاستهلاكية بمختلف أصنافها ، هذا طبعا ان حالفك الحظ وتدفقت بين يديك الأوراق النقدية بسلاسة ، وقتها تصيبك نشوة الفرح التي تضاهي فرحتك بمولودك الأول ، أو تخرجك من الجامعة أو ربما نجاح مشروعك الذي ظللت تحلم به ، هي حالة من الابتهاج المترف وعشق لتلك الآلة التي لم تبخل عليك لحظة وقفت أمامها مستجديا لبعض العطف النقدي..
* أذكر في تلك الأمسية أني قضيت قرابة الساعتين بحثا عن بعض النقود ، كلما أدخلت تلك البطاقة لتلقي التحية على أهل الدار أوصدوا بوجهها الأبواب ، معلنين عن عدم رغبتهم في حل المعضلة المالية ، فتعود بطاقتي هزيلة كئيبة مكسورة الخاطر ، وأظل أحملها كطفل رضيع يشكو ضيق التنفس بحثا عن حاضنة مشبعة الأوكسجين تغيه الموت ..
* وأنت في خضم بحثك اللامتناهي ، تتعثر بالكثير من الذين تتشابه أقدراهم النقدية معك ، فتجدهم قد سبقوك الى ذلك الصف الطويل ، أو ربما تتطابق المواقيت بعد أن افترقتم عند الصراف السابق ، لحظتها لابد أن نلقي التحية على بعضنا ، وربما نشرع بالسؤال عن الأهل وبعض الأشياء الشخصية ، ولم لا وقد ترافقنا أكثر من مرة في صف الصراف الآلي في أمسية واحدة ، لحظتها تصبح العلاقة أكثر من كونها لهثا خلف صندوق الأوراق النقدية ، وقد نودع بعضنا بحرارة ، وقد نذرف الدموع الحارقة والنصر لكسب المال وفراق الأصدقاء …
قصاصة أخيرة
يبدو أن الصراف الآلي أكثر من مجرد صندوق للأوراق النقدية.
قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة
مقال جميل بارك الله فيكم
قالوا في مرة واحد أدخل بطاقة الصراف الآلي في الماكينة فظهرت له في الشاشة ( الله يدينا ويديك )