تحقيقات وتقارير

غياب الرؤية هل أقعد بالشيوعي؟

رغم محاولاته للتنسيق المشترك مع القوى السياسية المعارضة، إلا أن الحزب الشيوعي وبشهادة جميع القوى السياسية فشل في تحريك الشارع العام عقب القرارات الإقتصادية الأخيرة، وأثبت الشيوعي عقب هذه التحركات إنكشاف فقدانه لسند قواعده وعضويته، وقناعة المواطن السوداني ووعيه بأن المعارضة لن تفلح في حل أي قضايا سيما وأنها فشلت في حل قضاياها وخلافاتها الداخلية.

ويؤكد مراقبون أن خلافات الحزب الشيوعي الداخلية ستظل مشتعلة بسبب الإختلافات الفكرية بين قياداته العليا والقواعد، وأشاروا إلى أن محاولات الشيوعي ونشاطه المكثف عقب الموازنة الأخيرة للدولة الغرض منه ممارسة هوايته في استغلال القضايا الخدمية على رأسها معاش الناس وذلك في محاولة منه للتشويش على الخلافات التي تشهدها أروقة الحزب، عقب فشله في لملمة اطرافه.

فالحزب الشيوعي رغم أنه ينادي بالديمقراطية إلا أنه يعتبر على رأس الأحزاب التي لايعمل بها داخل مؤسساته، وخير دليل على ذلك عمليات الفصل التعسفي لعدد من قياداته بسبب توجههم الفكري، الأمر الذي صاحبه سيل من الإستقالات الفردية والجماعية من مؤسسات الحزب داخلياً وخارجياً.

وكانت وتيرة الأزمة قد إزدادت داخل الشيوعي عقب تقدم 19 طبيباً ينتمون للحزب باستقالات جماعية احتجاجاً على نهج القيادة المركزية للحزب، وقد سبقهم بالإستقالة القيادي وعضو لجنته المركزية، كمال الجزولي.

وعزا الأطباء استقالاتهم إلى ما أسموه بسياسية الإقصاء والتسلط من قبل الإدارة المركزية للحزب. وقالوا في بيانهم لهم “إن مجموعة محصورة العدد في الحزب الشيوعي أصبحت تتسلط على أعضاء الحزب كأنها تمتلك المعرفة الكلية، والحكمة المطلقة”، وأن هذه المجموعة تستعين بسيطرتها على قنوات التواصل الداخلية في الحزب، لتمارس أعتى آليات التغييب والتجهيل المتعمد والتبشيع بالرأي الآخر.

وذكر البيان، أن سياسة القيادة المركزية أقعدت مؤسسة الحزب عن كل مبادرة سياسية وجماهيرية، وحادت به عن سبيل السعي لتحقيق أهدافه العريضة في الحرية والمساواة والسلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعمل على شق طرق جديدة للثورة السودانية في سبيل الاشتراكية.

ويرى الكثيرون أن الشيوعي لازال يفتقد للمبادرات السياسية والإجتماعية بجانب انفضاض الشباب الناشط عنه وتراجع انتاج الحزب الفكري، وطالبوا بإقالة القيادة الحالية والتي لايوجد لها إى انجاز سوى تعميق جراحات الحزب وزيادة إنشقاقاته.

ويصف سياسيون الحزب الشيوعي بانه من الأحزاب التقليديه القديمة التي ظلت معارضة لمعظم الحكومات التي حكمت السودان، وأن الرؤية الراسخة لدي الشعب السوداني جعلته لا يتوقع من الحزب أن يدعم أي مشروع وطني لا يتفق مع رؤيته الاقصائية ومبادئه الرافضة لجميع مشروعات التوافق الوطني ووقوفه ضد مسيرة الحوار الوطني الذي شاركت فيه الكثير من الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة والذي توج بالنجاح. وأكدو إن المواطن السوداني فوت الفرصة على الحزب الشيوعي ووقف أمام مخططات ومحاولات استغلال قضاياه المعيشية والاقتصادية وأنه اصبح واعياً ومتفائلاً بالانفراج الاقتصادي الذي بدأت تباشيره تظهر بعد قرار رفع العقوبات والانفتاح في العلاقات الخارجية، هذا الى جانب الانفراج الذي تشهده الساحة السياسية.

تقرير (smc)

‫2 تعليقات

  1. هل لا زالت الشيوعية موجودة ؟ ؟ بعد ان انقرض رفاقهم في مواطنها اﻷصلية في قبلتهم موسكو وما جاورها وبعد ان انقضوا وتراجعو عن المبديء اﻷم … وهل امعاتهم عنا يرفعون شعارات الشيوعية اﻷصلية لا إله والحياة مادة … مجرد اسئلة بريئة ابحث لها عن اجابات…

  2. ممكن يا بتاع التعليق الفوق دة تورينا وين الشيوعية قالت لا اله والحياة مادة ، مين قالوا وفى ياتو كتاب ، عشان ما تردد كلام ساى زى الببغاء