اللهم زهجنا !!
*اليوم نصيغ فقط…. ولا نكتب..
*ليس لنا من كلمتنا هذه سوى أجر الصياغة ؛ إن لم يكن أجر آخرة… فدنيا..
*أما بطل الفكرة فجار لي في المسجد…عند صلاة الجمعة..
*وكان الإمام ذا وجه كئيب… بل وكأنما تبدت كل هموم الدنيا – وعذاباتها – فيه..
*ولم نُفاجأ حين جاءت خطبته منسجمة مع تعابير وجهه..
*كانت كلها عن الموت… والسكرات… والسؤال… والعذاب… ونار جهنم..
*فنهض أحد المصلين خارجاً؛ وتبعه ثانٍ… فثالث..
*وكل منهم يشيح بيده… ونظرات الجالسين تشيعهم لغاية الباب..
*وكل منهم كانت ملامح وجهه كئيبة أيضاً… وكأني بلسان حالهم يقول (مش ناقصين)..
*وراودتني نفسي على الخروج مثلهم كذلك…. لولا..
*لولا إنني تذكرت أن أقرب مسجد مجاور كنت قد هربت من إمامه جراء التكرار..
*فكل جمعة ليس عنده ما يقوله سوى صفات ذات الله..
*ثم لعن المعتزلة الذين جعلوا من كل صفة من هذه الصفات ذاتاً لله..
*والمصلون المساكين يكادون يلعنون ذواتهم… ويغفون..
*ثم ختم ذو الوجه الكئيب خطبته – أخيراً – بالدعاء الذي يُستهل بمفردة (اللهم)..
*فإذا بجاري على اليسار يزمجر فجأة (اللهم زهجنا)..
*فتساءلت: هل يقصد زهج هو؛ وقالها بصيغة الجمع؟… أم يقصد زهجاً جماعياً؟..
*ولحقت به عقب الصلاة لأعرف منه الإجابة..
*وهذه عادة فضولية قد تبدو غير مستحبة… ولكني لا أقول (اللهم زهجت منها)..
*وعرفني بنفسه بدءاً… موظف أُحيل للمعاش بأمر الصالح العام..
*ولكن ليست هذه هي المشكلة – حسب قوله – ولا يحمل في نفسه ضغينة..
*وإنما زهجه – يقول – بسبب حال البلد (الواقف)..
*ثم يستطرد غاضباً (واقف؟… يا أخي يا ريتو لو واقف، ده راجع لورا)..
*ويذكر – في فورة غضبه – بعض دول استقلت بعدنا… وفاتتنا..
*ويصيح فجأة (ياخي خليك من ديل، رواندا دي مش كان عندها حرب أهلية؟)..
*فأومئ موافقاً ليواصل (أها رواندا دي ذاتها فاتتنا الآن)..
*ويصمت ريثما يبصق بلغماً تجمع في حلقه… ويرمق وجوه آخرين التفوا حولنا..
*وكانت كلها كئيبة… فبدا مرتاحاً لهذا التوافق المزاجي..
*ثم يتابع (ونحنا نرقص ونغني من مهرجان لمهرجان… ونفرح بمصنع بهار)..
*وعند ذكره هذه الجملة الأخيرة ضحكنا جميعاً… ثم انصرفت..
*وسمعته من خلفي يقول لمن بقوا بجانبه (ياخوانا إثيوبيا… إثيوبيا…)..
*وعرفت طبعاً ما سيقوله عن إثيوبيا… مقارنةً بنا..
*بل كل الذي ذكره عن دول كانت خلفنا – وتجاوزتنا – معروف… ويدعو للزهج..
*وتساءلت وأنا أبتعد: يا ترى هل مسؤولونا يعرفون؟..
*وجاءتني الإجابة – عبر الشاشة – مكتوبةً على فضاء (تتراقص) فيه العصي..
*فتذكرت صرخة (اللهم زهجنا !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة
السيد المحترم صلاح عووضه والله تفتحت اساريرى وكدت ان اضحك لولا دمعه نزلت مع دوام الغصه التى على الحلق والمراره (ان وجدت) التى يشعر بها البنى ادم كلما تمر عليه السنين وهذه الحكومه وهؤلاء اللا مسؤلين على رؤوسنا فعلى قدر تكريم البنى آدم من ربنا عز وجل على قدر ما اهين من حكومه السودان اهانه المواطن بتدمير دولته ومؤسساتها وتشريده هو من اكبر ماحرصت عليه الحكومه ….استطيع ان اكتب حتى الغد ولا استطيع ان اعبر عن الوجع والالم ولكن اكتفى بان اقول الله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل