تحقيقات وتقارير

أنباء عن إدارة مشتركة حلايب.. هل تتحول لـ(حبايب)؟

تصدر خبر قبول السودان مقترحاً بإخضاع مثلث حلايب المتنازع عليه لإدارة مشتركة بين البلدين بصدر صحف الخرطوم أمس، وبحسب موقع (أفريكا انتليجنس) الذي نقل عن مصادر دبلوماسية، فإن المقترح دفعت به الحكومة المصرية وأن مدير المخابرات المصرية عباس كامل أطلع الرئيس البشير في زيارته الأخيرة للخرطوم على مقترح من القاهرة لحل النزاع على مثلث حلايب عبر إدارة مشتركة للمنطقة كحل توفيقي للأزمة التي أصبحت عصية على كل المعالجات كونها أزمة حدود، ولا تقبل الحلول الوسطى. وكان سفير الخرطوم بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم، قد قال في أول لقاء مع وسائل الإعلام المصرية بعد عودته إلى مصر إن السودان طرح التفاوض أو التحكيم بشأن مثلث حلايب، على أن يتولى رئيسا البلدين هذا الملف خلال زيارة الرئيس البشير التي ستبدأ غداً الإثنين إلى القاهرة ليوم واحد في إطار التواصل بين قيادة البلدين الذي بدأ في أديس أبابا لحل القضايا العالقة .

أرض الثروات

ظلت منطقة حلايب التي تتمتع بأراض فلاحية شاسعة وثروة سمكية توصف بالهائلة وتضم في باطنها ثروات معدنية ثمينة، من أهمها الذهب والمنجنيز، أحد أسباب التوتر الرئيسية بين البلدين التي تتصاعد نتيجة لردود الأفعال كلما توترت العلاقة السياسية بين البلدين تصاعدت وتيرة الأزمة التي أصبحت حجر عثرة في سبيل تحسن العلاقات السودانية المصرية التي شهدت توتراً وتصعيداً لم يسبق له مثيل طوال عمر الأزمة في المراحل السابقة باستدعاء السودان سفيره بالقاهرة على خلفية تعثر مفاوضات سد النهضة، والنزاع على منطقة حلايب وشلاتين، حتى تم احتواء التصعيد وحدث التوتر الذي وصل مرحلة أشبه بقطع العلاقات بين البلدين تم احتواؤها في لقاء الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي، على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا.

ثلاثة خيارات

كان السودان عرض على الحكومة المصرية ثلاثة خيارات لحل مشكلة حلايب، التحكيم الدولي، أو إقامة منطقة تكامل بين البلدين في المنطقة، أو التوصل إلى تسوية سياسية تؤدي إلى اقتسام الأرض، لكن مصر رفضت بقوة وأصرت على بقائها في المنطقة التي احتلتها عسكرياً بالكامل عام 1995، ويرى مراقبون دبلوماسيون أن المبادرة المصرية جاءت رداً على عودة السفير السوداني للقاهرة عبد المحمود عبدالحليم إلى ممارسة مهامه بالقاهرة بعد استدعائه من قبل حكومة بلاده لشهرين، ما أنهى توتراً بين السودان ومصر بسبب سد النهضة الإثيوبي.

ويقول الخبير في التحكيم الدولي د. أحمد المفتي: سبق السودان أن قدم هذا المقترح بإدارة مشتركة للمنطقة باعتبار أن العلاقة بين البلدين تحكمها مصالح كبيرة ومتعددة، يجب ألا يكون النزاع على قطعة أرض أن يكون مجال مواجهة بين الدولتين.

وأضاف المفتي لـ(الصيحة): أهمية هذا المقترح أتى هذه المرة من قبل مصر وموافقة السودان تعتبر خطوة إيجابية كبيرة لنزع فتيل الأزمة التي ظلت خميرة عكننة للعلاقة بين البلدين، مؤكداً أن مقترح الإدارة المشتركة يعد البديل الأنسب لخيار الاحتكام للمحافل الدولية التي مهما كانت لا أحد من الطرفين يضمن نتائجها، لكن الحل التوافقي لأي مشكلة بين دولتين يعد أفضل الحلول.

تمسك سوداني

وأرجع المفتي طرح مصر مقترح إخضاع مثلث حلايب لإدارة مشتركة بين البلدين كحل تفاوضي نتاج تمسك السودان بمنطقة حلايب في الفترة الأخيرة ومطالبته باللجوء للتحكيم الدولى الذي رفضته مصر ما يعني أن السودان يمثل الطرف الأقوى في التحكيم، لكن واضح راجعت موقفها من رفض التحكيم الدولي الذي يضعها في موقف تعسف إن هي أصرت عليه وإن قبلت فهي لا تضمن نتائجه مقابل موقف السودان القوي ما دفعها للقبول بالإدارة المشتركة، منوهاً إلى أن تمسك السودان بحقه في حلايب أشبه بموقفه عام (58)، على عكس موقف السودان في فترة التسعينيات الذي يُظهر فيه تراخياً واضحاً في مطالبته بحقه في حلايب.

واعتبر المفتي حل إخضاع المنطقة لإدارة مشتركة حلاً توافقياً لإنهاء المشكلة واقتسام لكل ثروات الإقليم، وليس تأجيلاً مؤقتاً لها كما يعتقد البعض حتى لا يكون لها تأثير على الكثير من القضايا المشتركة بين البلدين.

وقال الخبير في قضايا القرن الأفريقي بروفيسير حسن مكي لـ(الصيحة) إن إخضاع منطقة حلايب لإدارة مشتركة هو حل مؤقت يفي بمطلوبات المرحلة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً .

سند مصري

وأرجع بروفسير حسن مكي أسباب قبول السودان بالمقترح لحاجته للمساندة المصرية سواء في قضاياه مع الخليج العربي أو الرافعة الدولية وأن يصل مواطنوه للمنطقة والعمل في التنقيب عن الثروات التي فيها خاصة الذهب وممارسة مهنة الصيد، وبذات القدر مصر تحتاج للسودان في هذه المرحلة لإيجاد حلول لكثير من المشكلات التي تواجهها ممثلة في الانفجار السكاني وهم يشهدون عملية إعادة التوطين التي يقوم بها السودان للسوريين وشريحة البدون الكويتية والجنوبيين والمهاجرين من دول غرب أفريقيا والتجارة مع أفريقيا حاجة مصر القوية لأراضٍ لإعادة توطين الزيادة السكانية وهناك مشكلة المياه التي اقتنعت مصر بأن لا حل لها إلا بالتهدئة والتعاون مع السودان.

وأكد بروف حسن مكي في ختام حديثه لـ(الصيحة) أنه أول من طرح مقترح إخضاع منطقة حلايب لإدارة مشتركة أو منطقة تكامل بين السودان ومصر في فترة سابقة من خلال كتاباته وحديثه في أجهزة الإعلام وأن يتم تجاوز الحديث عن السيادة فيها في هذه المرحلة.

الصيحة.

‫5 تعليقات

  1. لا لا لا لا لا لا. هذا الاقتراح المصري مرفوض مرفوض مرفوض. هذه ارض سودانية و لا يحق لاي جهة مشاركتنا ادارتها. اقتراح شيطاني مرفوض.

  2. حلايب ســــــــــــــووووودانية مية المية
    لا تكامل لا تفاوض

  3. قمه الخيانه للوطن هذا المفترح ان صدق يكون تحت الاحتلال ولايكون اداره مشتركه التحكيم هو الفيصل

  4. وما الذي تملكه مصر من أوراق حتى يتقرب السودان لي دول الخليج .. لا أدري ما الذي يريد قوله بروفيسور. حسن مكي دول الخليج مجتمعه هي من تريد التقرب إلى السودان من آجل خيرات السودان وامكنياته وموقعه كل العالم يعلم ذلك ماعدا النظام الإسلامي الذي لا يجيد شيئا سوى القتل و نهب أموال البلد والبقاء في الحكم والبحث عن شرعيه مفقوده في الداخل والخارج …
    وأفق شعب السودان على استفتاء جنوب السودان لعوامل عدة دينيه وثقافيه واثنيه .. أما
    حلايب وشلاتين وأبو رماد مكون أساسي لتركيبة السودان عرقيا ودينيا وثقافيا
    مصر لا تملك لا من بعيد ولا قريب شيئا واحدا في حلايب ولا تستطيع الاحتفاظ بالأرض ولا يستطيع المصريين المكوث في تلك المناطق حتى لو أضحت مثل ميامي ..التركيبة المصريه هشة ولا يكمن أن تتحمل العيش في تلك البيئة ولا حتى يمكن لحكومة السيسي
    جلب استثمارات لتلك المناطق ( رأس المال يبحث عن استقرار ) ولا تمتلك مصر إمكانيات استخراج ما يوجد
    في باطن الأرض ولا تستطيع تحمل فتح جبهة قتال اخرى ولا تعرف كيف الخروج منها فاختارت الحل الوسط وهي تعلم حب البشير وزبانيته لي المال وفسادهم وعدم اهتمامهم بالوطنيه ولكنها تعلم جيدا
    كفاءة الإنسان السوداني. وتربيته الدينيه السمحة وحبه لارضه.وعرضه والموت في سبيل ذلك
    لا البشير ولا الشعب السوداني يستطيع تحمل خدعة مصريه أخرى مثل أراضي حلفا .. الحرب أو التحكيم الدولى.فلا توجد( منطقة أخرى ما بين الجنة والنار )

  5. القبول بالمقترح قتل لقضية حلايب وهذه خدعة مصرية مثل خدعة اتفاقية السد العالي الذي أخرج السودان خالي اليدين مصر لجأت لهذه الخدعة لأنها تعلم أنه ليس لها الحق في حلايب ولو كانت حلايب مصرية لما طرحت هذا الحل …الحذر ثم الحذر ثم الحذر , لا تنازل عن سودانية حلايب ولا بد من مواصلة الشكوى لدى مجلس الامن لأنه إذا وافق السودان على المقترح ستنتهي كل القضايا المرفوعة في مجلس الامن وستعمل مصر على تمصير حلايب وتفصلها من السودان إداريا وتستحوز على كل مقاليد الإدارة وستضيع القضية وتكسب مصر حلايب هذه لعبة إذا وافق عليها البشير سيضيع السودان وليس حلايب لأنها ستكون بداية الإختراق نحو أهداف مصر في تدمير السودان , الأمر خطير وخطير جداً هذا المقترح تمهيد لخطة لاحقة والغباء الذي تسبب في ضياع حلفا سيتكرر في هذا المقترح لقد خدعنا في حلفا فهل يلدغ المؤمن من جحر مرتين .
    السادة المعلقين دشنوا حملة في الفيس بوك ضد المقترح الأمر أخطر مما يتصور قادة البلاد