تحقيقات وتقارير

“حصائل دبلوماسية” يأتي مشروع إنشاء أكبر ميناء على البحر الأحمر بتمويل قطري يضعها على منافسة مع مقاطعيها ويضع السودان في مجال بالغ التعقيد

أعلن أمس الأول عن اتفاق بين الخرطوم والدوحة على إنشاء ما وصف بأكبر ميناء على ساحل البحر الأحمر، وذلك في زخم تنامي التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً وأن قطر تسعى أيضاً لتطوير مشروع عملاق آخر هو ميناء بورتسودان ليصبح أكبر ميناء للحاويات في المنطقة، ويعتقد محللون أن السودان يلعب على خط رفيع في محاولة للحفاظ على العلاقة مع الرياض والدوحة في توازن بالغ التعقيد.

وحسب تقرير لموقع التلفزيون الألماني “دويتش فيلا”، فمن الصعب اتهام السودان بالوقوف إلى جانب أحد أطراف الصراع دون الآخر، فقد دأب المسؤولون على تكرار موقفهم المبدئي القائم على إعلان الحياد ودعم مبادرة الوساطة التي قادتها الكويت.

(1)

تعود العلاقات السودانية القطرية إلى 45 سنة، أي إلى عام 1972، حيث لعب السودان دوراً مهماً في دعم قطر في مجال التعليم والصحة والإعلام والقضاء والشرطة وغير ذلك. وبهذا المعنى فإن العلاقات بين الدوحة والخرطوم ليست وليدة اليوم حتى تُختزل في الأزمة التي تعصف حالياً بمنطقة الخليج، ذلك أن “مساعدات قطر للسودان فيها شق سياسي يرتبط بقضية دارفور التي تشكل وثيقة الدوحة عام 2011 أساساً لها ووافق عليها الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة.

وهناك الشق التنموي والإنساني ويشمل إعادة الإعمار في دارفور وتجاوز أزمة انقطاع البترول في السودان بعد انفصال جنوب السودان”، كما يوضح المحلل السياسي حامد فضل الله.

(2)

في سياق سعي الدوحة لإقامة علاقات اقتصادية ودعم مشاريع استثمارية في السودان، وقع الجانبان اتفاقية مشتركة لتطوير ميناء عثمان دقنة بالبحر الأحمر بوزارة النقل والطرق والجسور على اتفاق لإنشاء الميناء المشترك حيث وقع عن الجانب السوداني المهندس عبد الحفيظ علي صالح مدير الموانئ البحرية بوزارة النقل والطرق والجسور وعن الجانب القطري حسن الهيل مستشار الوزير ورئيس اللجنة المشتركة بين البلدين لقطاع النقل بحضور سفير دولة قطر.

وأوضح وزير النقل المهندس مكاوي محمد عوض، أن العمل مع القطريين بدأ في العام 2016 لإنشاء ميناء في سواكن. وأشار الوزير إلى وجود مباحثات مع الجانب القطري بخصوص تطوير ميناء بورتسودان، وقال إن الدراسات الفنية المتعلقة بالمشروع آنف الذكر تجري على قدم وساق وإنه سيتم التحديد في وقت لاحق لتوقيع العقود النهائية.

ووصف وزير النقل والطرق والجسور خلال مخاطبته حفل التوقيع، زيارة الوزير القطري بالمهمة والأولى من نوعها، مشيراً إلى أن الاتفاق يشمل جوانب كثيرة منها التدريب والاستثمار.

ويرى الوزير، أن “اختيار قطر تحديدا لإنشاء الميناء كان بناء على توجيهات ورغبة الحكومة”، مضيفا أن “قطر تنوي تطوير ساحل البحر الأحمر” في السودان.

(3)

قال جاسم بن سيف السليطي، وزير النقل والاتصالات القطري، إن العلاقات بين السودان وقطر قائمة على تطوير التعاون المشترك المبني على الثقة المتبادلة، لافتا إلى أن بلاده تتطلع للمزيد من الاستثمار في السودان حسب الخطة المدرجة.

أما سفير دولة قطر لدى السودان راشد بن عبد الرحمن النعيمي فقد أكد أن العلاقة بين السودان وبلاه تشهد تطورا يوما بعد يوم وتسير في المسار الصحيح.
وقال إن زيارة وزير المواصلات والاتصالات القطري للسودان تتويج للعلاقة الطيبة بين البلدين وهي واحدة من توجيهات صاحب السمو أمير دولة قطر واهتمامه بالسودان واهتمام فخامة الرئيس البشير بتطوير العلاقة أيضا.

وأشار السفير إلى أن الوفود القطرية على تواصل لزيارة السودان ورغبة المستثمرين القطريين بالسودان.

الخرطوم – أماني خميس.
صحيفة اليوم التالي.

‫2 تعليقات

  1. من يعرف خطورة الأمارات الأمارة ودسها وتحالفها مع المصريين علي دولة السودان وشعبها سيفهم لماذا العداء للشعبين السوداني والقطري
    النقطة الجوهرية الخطيرة المؤكدة والثابتة هي ان موقع السودان الجغرافي وامتداده داخل القارة الأفريقية يجعل بورتسودان اهم ميناء في الشرق الأوسط والأدني لأنه يمكن ان تتم كل المعاملات التجارية و تنقل حركة البضائع والمنتجات من قارة آسيا كلها الي كل افريقيا ماعدا مصر التي ستفقد اهمية قناة السويس كمعبر دولي لأن الصين تبني حاليا وتدعم طريق الخطوط الحديدية بينها وبين اوروبا مرورا بدول وسط آسيا فتستفيد كلها ومع اسرائيل التي ستشق قناة اخري من ناحية خليجها العقبة وهو ممر دولي الآن فأذن تركيا او قطر مرحبا بهما فوالله هذا مشروع بأذن الله تعالي سيجلب علي الشعب السوداني رفاهية تضاهي السويد
    اللهم انصر السودان وولي خيار خلقك عليه من احب الناس اليك اشرفهم وأشجعهم
    آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين

  2. مما لا شك فيه ان الإستثمارات القطرية في الموانيء السودانية والإستثمارات التركية في اعادة تأهيل مدينة سواكن التاريخية هي ايجابيات كبيرة ,, ارجو ان تحقق النهضة المرجوة لبلادنا.. ونرى في التقدم الإقتصادي الذي حققه القطريون والأتراك في بلدانهم ما يشجع على أن الامل كبير.
    لكن أعتقد ان اكبر عقبة تواجه التنمية في بلادنا هي المحسوبية والفساد المتأصل داخل الحكومة. وهاتين الخصلتين الذميمتين هما أكبر عائق امام السودان ,, فهل يستطيع القطريون والأتراك تجاوز جاجز الفساد الصخم الموجود داخل السودان ؟؟ ام أنهم سيفشلون في ذلك؟ هذا ما ستكشف عنه الايام.