الفاتح جبرا

غش وأجهزة تنصت؟


(المكتولة ما بتسمع الصائحة) ، مثل سوداني بليغ ينطبق تماما على حال مسؤولينا ومع ما نقوم به من (صيحات) تشهد بها مقالاتنا ظللنا ننبه فيها ضرورة محاسبة المخطئ وعقاب الفاسد لعلها تجد الأذن الصاغية و (العين) الحمراء وذلك حتى تتحسن الأمور شوية ونخرج من هذا القمقم ,
ومن أشهر الصيحات التي ظللنا نرددها دائماً تلك المقولة التي تقول (من أمن العقوبة ساء الأدب) منبهين إلى أن حالة التصالح مع المفسدين وعدم مساءلتهم وتقديمهم إلى محاكمات ينالوا فيها عقوبات رادعة من شانها أن تجعل هؤلاء النفر الذين يعيثون في الأرض فساداً يتوقفون عن إستباحتهم للمال العام وخرقهم لقوانين البلاد إذ هم كما تلاحظ غير مكترثين لأي عواقب قد تحدث (عرفين الحبة ما بتجيهم !) .
وهذا ما تم بالفعل في عدة قضايا أبرزها ما رشح مؤخراً من (تسريب) لإمتحانات
هذا العام إعترفت به الوزارة المعنية على الرغم من أن ذات الوزارة قد لدغت من ذات (الجحر) في أحد الأعوام السابقة ؟
دعونا نعود إلى تلك اللدغة قليلاً ونتساءل : ماذا حدث لأفراد تلك (العصابة) التي حاولت أن تجعل من هذه الشهادة في عام سابق وبأسلوب إجرامي غير مسبوق تجارة رائجة مربحة تدر عليها مئات اللآلاف من الدولارات فأنشات لها مكاتب في 18 بلداً عربياً من جملة البلاد العربية الـ23 ؟ حيث كانت تستقطب عبر مكاتبها تلك وإعلاناتها المنتشرة في معظم العواصم العربية (بأنو النجاح مضمون) مئات الطلاب وتقوم بعمل الفيزاء والتذاكر والحجز لهم وإستقبالهم هنا في المطار والذهاب بهم إلى الغرف المفروشة التي يتم إستئجارها لهذا الغرض (قبل شهرين فقط) من موعد الإمتحانات التي يقومون بتوفيرها للطلاب ليقوموا بحلها قبل الجلوس إليها ، تلك العصابة التي تم إكتشافها بالصدفة المحضة؟
الإجابة للأسف هي (لا شيء) فبدلاً من المضي (بالمسالة) قدماً ومعرفة الوالغين فيها وتقديمهم إلى محاكمات (علنية) قد تمت (لملمتها) بإتباع أسلوب الغتغتة وإخفاء الحقائق والتصريحات (العجيبة) هذا الأسلوب الذي أصبح نهجاً للمسؤولين في كل نازلة وكارثة و(فضيحة) ، وإنتهي العزاء حينها بإنتهاء مراسم الدفن ، رغم ملاحقاتنا المتتالية (للوزيرة) حينها، حيث دفنت القضية وكأنها لم تكن، دون أن يعلم (الشعب الفضل) عن تفاصيلها أو مرتكبيها شيئاً وماتت المسألة كما تموت معظم القضايا التي تهم إنسان وسمعة هذا البلد ولم نسمع مسؤولاً واحداً (أو أي زول ساكت) قد تمت إدانته (إن شاء الله بالتقصير) وكل ما (طلعنا بيهو) هو تصريح الوزيرة وقتها والذي قالت فيه بأن القصة ليست تسريب بل (غش) قد تم بأجهزة تنصت فائقة الحساسية (وتركت لينا الموضوع وكل زول وخيالو) !!
وطالما إنو (القصة كده) والتعامل مع مثل هذه الأمور التي تمس سمعة البلاد وتؤثر على أمنها القومي وتهدد مستقبل أبنائها يتم بهذه (الليونة) و (الغمتي) وترك الجناة دونما عقاب فإنى والله أعجب لمن (يتعجب) من المسؤولين (ا) لحدوث هذا الإختراق لإمتحانات شهادة هذا العام وتسريب بعضها وأسالهم ماذا فعلتم للذين قاموا بالتسريبات السابقة؟ من هم؟ وما هي العقوبات التي نالوها جراء عملهم الوضيع ذاك؟
نعم .. من أمن العقوبة ساء الأدب ! ولو لم تتعامل الدولة مع أي ملف فساد بالقوة والحزم اللازمين فسوف تصير الأمور إلى أسوأ مما هو عليه الآن في كل مناح الحياة (مش بس إمتحانات ) !

بالمناسبة :
(الكسرات) الليله فيها (واو جديدة) !

كســــرة:
الذين قاموا بتسريب إمتحانات الشهادة لهذا العام هل ح يحاكموا وللا القصة برضو ح تكون (غش وأجهزة تنصت) !

• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في إنتظار ملف هيثرو (ليها شهرين)

كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو (و)… (ليها سبعة شهور).

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 96 واو – (ليها ثمانية سنين)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 55 واو (ليها أربعة سنوات وسبعة شهور).

 

 

 

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. فعلا من أمن العقوبة ساء الادب وفي كل المناح – وآخرها طلب افراد شماليوا الحركة الشعبية بجنوب السودان واللذين يعملون حاليا تعلمجية هنالك واللذين قضوا زهرة شبابهم في العداء لاهل هذه الوطن الطيبين وبكل ثقة يتقدمون بطلب العفو – لانهم مطمئنون بانهم متي ما عادوا والقوا السلاح سيتم الترحيب بهم – بل التكريم – وآخرها ما سمعنا من بعضهم بانه يريد ان يدفن في الشمال بعد ان قضى زهرة شبابه في العمل المسلح ضد هذه البلاد واهلها الطيبين .