تحقيقات وتقارير

لكمات…واشتباكات…وشتائم… احترس…في بيتنا (متعصب رياضي).!

ظلت تثير الشغب وتتسبب في إفلات أعصاب والدها مَراراً وتكراراً في المناقشة التي تتعلق بكرة القدم وخصوصاً عندما يكون فريقا القمة هما ضيفا المباراة ، (م.خ) التي تبلغ من العمر خمسة وعشرين عاماً ظلت المهتمة الوحيدة دون شقيقاتها بالعالم الرياضي المحلي بالرغم من تلقيها للشتائم اللفظية وبعض اللكمات أثناء مناوشتها والدها الذي يعرف عنه شدة التعصب لفريقه الرياضي المريخ، فيما كانت مباراة القمة الأخيرة بين الهلال والمريخ سبباً مباشرة في أن يظل والد الفتاة طريح الفراش الأبيض بعد أن تعرض لجلطة دماغية تسببت في تعطيل الجزء الشمالي من جسده في تلك المباراة التى تفوق فيها فريق الهلال.

 

(1)
القصة أعلاه قصة حقيقية حدثت بأحد الأحياء الطرفية في ولاية الخرطوم وكثيرة هي القصص الأخرى التي ترد على مدار الساعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والمنصات الإسفيرية والتي تتحدث بصورة مباشرة عن الأساليب المختلفة وأنواع وأشكال التعصب الرياضي في المجتمع السوداني على مختلف الفئات، فالحديث عن ذلك قد يقودك عزيزي القارئ لرفع حاجب الدهشة وأحياناً الاستنكار، خصوصاً قصة الشاب الذي أجهز بالضرب على صديق طفولته في إحدى المباريات تلك التي تُعد دليلاًً مباشراً على التعصب الأهوج بالإضافة إلى قصة الأخ الذي بتر أحد أصابع أخيه بسبب نقاش حاد في إحدى المباريات.!

(2)
الموظف بجامعة الجزيرة احمد عثمان تحدث لـ(كوكتيل) قائلاً انه عرض مبلغ 5 الف جنيه على ابنه ليقوم بتغير لون الطلاء بنوافذ غرفته من الأزرق والأبيض للأحمر والأصفر، فرفض الابن ذلك العرض الأمر الذى جعل الاب يقوم بضرب ابنه البالغ من العمر 30 عاماً أمام ابنه الصغير. أما رب المنزل عباس الطاهر فقد قام بضرب بناته بصورة مبرحة عندما احتدم النقاش بينهن وعلت اصواتهن اثناء مشاهدتهن لكرة القدم فما كان منه إلا أن يسدد لهنّ بعض الضربات مردداً عبارة: (إنتو أولاد ولا بنات) ، والقصص التى ترد عن الخلافات بين الأزواج كثيرة جداً داخل المجتمع السوداني لدرجة أن الدراما السودانية تحدثت كثيراً عن الأمر من خلال المسرحيات والاسكيتشات الصغيرة.

(3)
أما ما يحدث داخل الاستادات فهو كثير فما أكثر حوادث الضرب والعنف والتخريب داخل الإستادات خصوصاً في مباريات القمة، إضافة إلى أن التعصب الرياضي لم يعد يختصر على الذكور فقط فالملاحظ دخول الإناث بصوره كثيفة إلى طوائف التشجيع والتعصب كما أن وجود الجنس الناعم داخل الإستادات السودانية أصبح أمراً فعلياً داخل المدرجات وأصبحت الفتيات يشاركنّ ويشجعنّ ويهتفنّ لفرقهن من داخل الإستادات تلك الظاهرة التي لم يتقبلها المجتمع السوداني لحد كبير رغم تفهم البعض وتقبلهم للأمر.

 

 

تقرير: وسام أبوبكر
صحيفة السوداني