تحقيقات وتقارير

(لوح شوكولاتة) يهدم عش الزوجية… (دلع العروس)…آخر تقليعات الزواج في الخرطوم.!

لم تضع اهتماماً آخر عدا التباهي و(البوبار) عندما قالت لزوج ابنتها المستقبلي : (بنتي لازم تعرس زي صحباتها وأخواتها، وإنت جبت الشنطة والشيلة والمال ومابغلبك تجيب ليها دلع العروس ما كتير عليها تفرح)، ليبدأ هو فوراً في البحث عن وسيلة لجمع المال الخاص بهذا (الدلع) الجديد الذي دخل ضمن تقليعات الزواج في السودان، والذى ينحصر في جلب أنواع متعددة من الشوكلاتات التي يوضع في نصفها خاتم ذهب او هاتف باهظ الثمن.!

 

(1)
حول الموضوع أبدى الشاب محمد العبد دهشة واضحة تجلت في تعابير عبارته عندما قال : (دي بتكون حاجة جديدة جابوها لينا المغتربين ديل).!…وواصل: (نظراً للحالة الاقتصادية السيئة فإن الرفض القاطع هو لسان حال المجتمع السوداني لهذه العادة التي لا تتناسب مع الأوضاع الحالية وكل ما يزيد في تكاليف الزواج مع اختلاف المسميات مرفوض)، واختتم: (خطيبتي لو طلبت تدلع حاجيب ليها بس ما تلفون أو شوكلاتات ممكن أهديها كتاب أو رواية وأشياء ليست مكلفة وبها مغزى جميل وذكرى رائعة).

(2)
الطالبة وجدان أحمد التي تم تحديد موعد زفافها تحدثت مع (كوكتيل) قائلة : (مخطوبة لي 3 سنوات وما حصل اتلاقينا بدون يجيب لي هدية ومرات برسل لي قفة فرح) وأضافت : (قبل ايام تم سداد المال وبقية العادات التي تتبع إليه ومن ضمنها كانت (دلع العروس) وكانت عدد من العطور معها الأنواع التي أفضلها من الشوكلاتات وموبايل آي فون)، وأكدت أنها لم تطلبها لكنه أحضرها تعبيراً عن حبه لها.!

(3)
الموظف أمير عادل الحديث قال لـ(كوكتيل): (نحن بقينا كل يوم بنسمع باختراع جديد والمشكلة الاقتصاد متراجع والناس ما دايره تفهم)، وواصل: (هسي دلع العروس دا بستفيدن منو شنو البنات ديل.؟…بدل تفكر بالعقل وتساعد الراجل في تيسير الزواج بتزيد في الطين بلة) وتابع : (كثير من الأشياء تضمن للزوجة حب زوجها لا يجب إقحام المال فيها فالحب تثبته المواقف ولا يثبته (الجيب) وكلها في النهاية عادات استحدثتها الطبقات المخملية).

(4)
ربة المنزل أمنية حاتم ذكرت بدورها : (من ناحية العروس طبعاً أي إضافة تعتبر تقييم واهتمام ولو كانت بسيطة لكنها تحمل معاني تؤكد إحساس السعادة في الحياة الزوجيه لكن لا يستطيع كل فرد توفيرها عدا ذلك فإن مجتمعنا تتباين طبقاته وإمكانات أفراده)، وواصلت: (هناك فتيات يتمسكن بأشياء ليس لها فائدة كـ(فلانة جابو ليها أنا لازم يجيبوا لي زيها وأحسن) وذلك دون مراعاة للوضع المادي والمعنوي للزوج وهنا يأتي دور الأزواج ومستوى وعيهم للحياة في إقناعهن أن السعاده لا تجلبها أشياء ثانوية و(بيت الحلال أهم من كل شيء).

(5)
من جانبها تحدثت اختصاصية علم الاجتماع علياء الطريفي حول الموضوع قائلة : (ظلت قضية مستحدثات تقاليد الزواج في السودان محط جدل وصراع اجتماعي منذ وقت طويل فقد تداخلت كثير من المبتكرات التي لا تتناسب مع أعداد كبيرة بينما يمارسها بعضهم بكل أريحية وترف متجاهلين بذلك عدم استطاعة غيرهم في الإيفاء بتلك المبتكرات، و(دلع العروس) عادة تتضارب في مجملها مع مقدرات شباب اليوم خاصة في هذه الآونة التي تشهد حالة من الصراع المهلك للتوصل إلى استقرار معيشي بسبب ارتفاع أسعار كثير من الخدمات وما يجب التوعية إليه هو أهمية إتباع أساليب منهجية لاستقرار العلاقات.

 

 

تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. قال : (دي بتكون حاجة جديدة جابوها لينا المغتربين ديل).!…لو لا المغتربون لمات نصف الشعب السوداني وسبب موته من اغتنوا علي حساب فقره وهؤلاء هم من اتي بهذا التقليعات ، فالمغترب يكد ويجتهد وماله من عرق جبينه وليس من عرق الاخرين ، شعب موهوم وما قادر يواجه الحقائق ويرمي كل حاجة علي المغتربين ……واجهوا واقعكم