زاهر بخيت الفكي

كيف يعني يا مالية..؟


كشفت وزارة المالية عن انخفاض نسبة الفقر (بالسودان) من 46% إلى 36.1% ..
نعم هذا ما جاءت به وزارة المال في السودان أُكرر في السودان لمن يُشكك..
يُذكرني هذا بقصة الزين الفنجري مع زوجته الصابرة عليه ، ورث الزين وحيد والديه منهما بعض المال تزوج منه وأنفق بقيته في سنوات الزواج الأولى ودخل في نفق الفقر المُدقع ولكن تأبى نفسه من الاعتراف به حتى لا يُحسب في زُمرة المُفلسين العاطلين ، استدان من أهله وجيرانه ومعارفه وما من سداد والفقر بالطبع يُحدِث عن نفسه ، يتعالى على العمل والكسب الحلال والإنتاج المُعين على استمرار الحياة لا سيّما وصاحبكم أصبح مسؤولاً عن أسرة ولكن الفنجرة والفشخرة في الفاضي يمنعانه من الاعتراف بالفقر وسوء الحال ..
الزوجة أعلم الناس بمآلات الأحوال والعفة والصبر على زوجها يمنعانها هي الأخرى من التشهير به وللزين كُل يوم حكاية جديدة بأنّ الفقر في طريقه إلى زوال ، وكيف للفقر أن يزول وأنت عاطل من العمل والديون تمنعك الخروج من البيت ، جاهز كان دائماً للرد على أسئلتها التي لا تنقطع وسخريتها من اقواله ، أحياناً بأن له صديق مغترب تواصل معه وسيُرسل له بعض الأموال يستثمرها له مُقابل نسبة كبيرة في الفوائد تنفرج بها الأحوال وتارة أخرى بأنّ له زميل دراسة وعده بأموالٍ يُريد أن يودعها له بلا فوائد فضلاً عن علاقاته بمدراء بعض البنوك وجاهزيتهم في منحه ما يُريد من قروض ولكنّه يتمنّع ..
إلى أن فاض بها وذهبت إلى أهلها تطلُب الطلاق من عاطل لا أمل يُرجى منه..
وقد فاض بأهل السودان من سياسة أوردتهم موارد الهلاك وما زال ساستها يُحدِثونهم بما لا يتفق مع واقعهم والحال يزداد سوءاً مع كُل فجر جديد ، أوصدوا كُل الأبواب التي قد يخرُج بها الفقر من ديارنا ووفروا له البيئة التي تُناسبه واعانوه على هزيمة المواطن وما من سببٍ يدعوه للخُروج والحكومة عاطلة بلا إنتاج والمواطن مُقعد مُجهد تحتوشه التزاماته الحياتية المستمرة ، يبحث عن طلاق يتحرر به من سياسات عرجاء وأنّى له الخُروج..
هل حدثتنا المالية عن سبب واحد يتراجع به الفقر أم الحكاية كلام والسلام ، وهل فعلت الدولة شيئاً إيجابياً واحداً تتغيّر به النسبة والتي نعتقد من مُعطيات واقعنا المُعاش بأنها أكبر بكثير من نسبة (46%) المذكورة والفقر يدخُل في دُورنا بلا استئذان متى شاء ويبقى فيها لا يُبارحها وما من سببٍ يدعوه للمُغادرة ..
تصريحات يُطلقونها داخل قُبة البرلمان يُكذبها بعض الخُلص من أعضاء البرلمان ويسخر منها المواطن المُنتظر خارج البرلمان يُقاوم حرارة الشمس علّه يُحظى بوسيلة تقِله إلى داره ويحلم برغيفاتٍ من خُبز يحملها إلى من ينتظر قدومه بفارغ الصبر..
والله المستعان..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. اي كلام عن نسب ولا ارقام تدعيها الخكومة كلام فارغ لانو ما في عمل احصاء دقيق ده واحد قاعدﻻفي مكتبو وينظر ساي عشان كده احسن تبتعد الخكومة مت ايراد اي ارقام في اي مجال .لانهم ببساطة ما عارفين عددهم في الحكومة كم .