منوعات

بالصور . . قرية الشيخ الياقوت . . ملجأ روحي للسودانيين وعابري السبيل


تقع قرية “روضة الشيخ الياقوت”، جنوبي العاصمة الخرطوم، على بعد واحد كم من منطقة “جبل الأولياء”، التي بها الخزان المشهور في السودان، وأسست القرية في عام 1932، على يد الشيخ محمد مالك الإمام، أحد شيوخ الطريقة “السمانية”، التي تعود إلى الشيخ أحمد الطيب بن البشير، ناشر الطريقة في السودان وخارجه قبل 200 عام.

 

وكانت بداية نشأة القرية بأسرة الشيخ محمد مالك وبعض الأسر الصغيرة، ثم توسعت شيئا فشيئا، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، كما هو الحال في الكثير من نشأة وتطور مدن وقرى السودان.

ويشكل “المسيد” مركز قرية الشيخ الياقوت، وهو مؤسسة دينية معروفة في السودان، عبارة عن مجمع كبير يضم المسجد والمدرسة القرآنية (الخلوة)، وهذه الخلوة أشبه ما تكون بالمدارس الداخلية، حيث تتكون من مساكن الطلاب و(التكية)، وهو مكان كبير يصنع فيه الطعام للطلاب وللضيوف وللمحتاجين وكان لاستقبال الضيوف وإيواء أبناء السبيل.

 

                                         

 

وقال أحد المشرفين على المسيد، ياسر عبد الله، لوكالة “سبوتنيك”: “في خلوة الشيخ الياقوت، يحفظ حوالي 500 طالب، القرآن الكريم ويدرسون علومه، ويتحمل شيخ المسيد، جميع النفقات الدراسة، كما هو معمول به في كافة أنحاء السودان، مشيرا إلى أن “أعمار الطلاب الدارسين للقران تتراوح بين السابعة والثامنة عشرة، كما تتفاوت فترات حفظ القران بين الطلاب على حسب كل طالب”.

وتابع موضحا “أن معظم الطلاب، ينتمون لمناطق كردفان ودارفور، غربي البلاد”.

ويضيف عبد الله، أن “مسيد الشيخ الياقوت، يشتمل على برامج ثابتة، من أداء للصلوات الخمس يعقبها وقراءة الأوراد والأذكار، وأجزاء من القرآن الكريم والدروس، بالإضافة إلى قيام عبادة الليل حتى صلاة الفجر، كما أنه يتم إحياء ليالي الإثنين والخميس بالأذكار وأناشيد المدح النبوي، إلى جانب الاحتفالات الراتبة بالمناسبات الدينية المعروفة، كالإسراء والمعراج، والنصف من شعبان وغيرها من المناسبات الإسلامية الأخرى، ويكون ختام البرنامج بإحياء ليلة الذكر عصر يوم الجمعة، ومشهود له بحضور الكثير من الناس وأهالي القرى المجاورة”.

ويشير عبد الله إلى أن “الشيخ الياقوت، يعتبر من أبرز الشيوخ في السودان، حيث قرن بين العلم والعمل؛ فالرجل على درجة عالية من العلم، وتعتبر مكتبته الخاصة من أكبر المكتبات بالسودان، ويقوم الشيخ الياقوت، بتقديم التعليم وتوجيه وتربية وإرشاد لتلاميذه منذ نحو خمسين عاما الماضية، بعد أن أمسك الخلافة الطريقة من والده الى جانب، القيام بإدارة المسيد، كما يوفر الشيخ الياقوت أيضا سبل معالجة الأمراض النفسية بالقرآن الكريم والأدعية والأذكار؛ فمسيد الشيخ الياقوت يعد من المناطق المشهورة في السودان لعلاج الأمراض النفسية، إضافة إلى حل مشاكل المواطنين المجتمعية وقضاء حاجة المحتاجين والإصلاح بين المتخاصمين شأنه في ذلك شأن بقية مشايخ الطرق الصوفية في السودان”.

وأردف عبد الله، قائلا إن الشيخ الياقوت حسب مكانته الرفيعة في نفوس الكثير من السودانيين، ومقام أبوي، يرعى حاليا “المجمع الصوفي العام”، وهو كيان تنظيمي صوفي كبير، يضم معظم الطرق الصوفية والجمعيات العلمية في السودان، وهذا المجمع الصوفي له نشاط كبير في السودان وخارجه عبر البرامج العلمية والدعوية والمجتمعية حيث شارك المجمع مؤخرا في مؤتمر الشيشان الشهير عن أهل السنة والجماعة”.

 

                                         

 

 

وكشف عبد الله، “أن منطقة الشيخ الياقوت، وعلى الرغم من دورها الكبير في خدمة المجتمع، إلا أنها تعاني من مشكلة صحية كبيرة وهي كثرة البعوض الناقل للملاريا وداء الفيل، وهذا البعوض ناتج عن إنشاء مشروعات قرب مساكن المواطنين لزراعة نبات الرودس [أعلاف خضراء للماشية]، وهي مشروعات استثمارية أجنبية، وهذا البعوض الناتج عن المشروع أدى إلى أضرار صحية كبيرة على المواطنين وقيد حركة حياتهم وأصابهم بالأمراض بل أدى إلى نفوق الكثير من الماشية في المنطقة”.

وأضاف أن أهالي القرية لا يستطيعون الخروج من منازلهم خلال فترة المساء نتيجة لكثرة البعوض، لافتا إلى أنه تم توجيه مناشدات عديدة للسلطات الرسمية، ليتم نقل هذا المشروع بعيدا عن المساكن، ولكن لم تلق تلك المناشدات استجابة، معتقدا أن بعض المتنفذين في الدولة، يشكلون حماية للمستثمر لأنهم شركاء معه في المشروع.

 

 

الخرطوم -سبوتنك.