العيسابي: غندور ضحك حتى سالت دمعته عندما قال البشير (غندور متزوج من أربع نسوان، وكلهن قادر عليهن)

وطبيب الأسنان يومها يدعو الرئيس ليشهد إفتتاح مشروع كلية الرازي الجامعية لطب الأسنان، والرئيس يمسك بالمايكرفون مُعتزاً ومُفاخراً بنجاحات مضيفه قائلاً :غندور يترأس نقابة عمال السودان وغندور يمسك بملفات مُهمة في الحزب وغندور عميداً لكلية الرازي للاسنان وغندور متزوج من أربع نسوان، وكلهن قادر عليهن ..

ثم ينفجر الحضور بالضحك، ويضحك غندور حتى تسيل دمعته، ليكتشف بعدها بسنوات أن طريق السياسة وعراً لاتردم هُوته القُرب من أعلى السلطة ولا “القفشات” ولا الضحكات .

الرجل خلوق وإنساني وودود ، ونكتب قبل ثلاثة أعوام مقالاً بصحيفة السوداني الرائدة في عمودي من الآخر (مَن لعلاج المُبدع صديق أحمد) كروان السودان الشجي، وصَديق ومُحِب الأستاذ صِديق، أخي الهميم “محمد علي دول” ، يلقي بالمقال في بريد غندور، ومن بين مشغوليات الرجل ومهامه الجسام يتذكر أن هناك عمل إنساني جديراً بالإهتمام ويتصل غندور طالباً الفحوصات ليتفاكر مع السفراء في أي بلد حول العالم يناسب العلاج، والقصة تطول، ويبقى نُبل الرجل ومشاعره الإنسانية التي لم يفقدها وسط الزحام، محفورة في الأذهان.

أعتقد أن أفضل ليلة نامها طبيب الأسنان هاديء البال مُنذ سنوات وقد سَكَن ألم الضُرس كانت عشية إقالته يوم أمس، وهو يضع من عاتقه حِمل تنوء به الجبال الراسيات، ظل يحمله وسط أمواج متلاطمة عاتية وحفر عميقة ومياه دميرة عكرة تَعمِي كل مافيها من أحياء.

بقلم
ابومهند العيسابي

Exit mobile version