غندور والتاريخ
لم أجد إجماعاً على وزير تم التضامن معه بعد أن أعفي من منصبه مثل البروفيسور “إبراهيم غندور” وزير الخارجية، فهو شخصية نادرة ونقابي عركته الساحات منافحاً ومناصراً ومدافعاً عن حقوق الآخرين، ولذلك وجد كل هذا التضامن معه، فالبروفيسور “غندور” رجل حصيف وكامن يعلم تبعات الخطوة التي قام بها أمام البرلمان، ولذلك رتب أموره تماماً لأنه لم يتحدث عن نفسه، ولكن تحدث بلسان تلك السفارات وسفرائها الذين لم يصرفوا مرتباتهم لسبعة أشهر، كثير من الآراء كانت تقول لقد استعجل الخطوة وكان ينبغي أن ينتظر أو يطرح الموضوع في الغرف المغلقة، ولكن كل هذا لم يفت على نقابي ودبلوماسي يعرف ماذا يقول ومتى يتحرك وما هي التبعات التي يتوقعها نتيجة للفعل الذي قام به، فالتاريخ سيسجل له ما فعله وستشهد له الخارجية وكل السفراء الذين دافع عنهم بل كل العاملين في الوزارة سيكون مرفوع الرأس أمامهم، إن البروفيسور “غندور” قال كلمته للتاريخ وقالها بالصوت العالي ولم يخش تبعات ما قام به، فإذا فقد موقعه في الوزارة، فهو طبيب مشهور يمكن أن يعود إلى عيادته أن أراد،
فخلع الضرس الواحد فيه ما يكفيه لسد رمقه، بخلاف التدريس بالداخل أن أراد أو يمكن أن تتخطفه عشرات المستشفيات بالخارج.. عكس ما يواجهه من رهق في الوزارة، البروفيسور “غندور” لم يتعود أن يمشي تحت الحيطة، فهو دائماً مرفوع الرأس ويقول كلمته من أجل المصلحة العامة، وفوق كل ذلك فـ”غندور” ورغم الإقالة فهو ابن المؤتمر الوطني، فلن يخرج من مبادئه ولن يتمرد عليه، ولن يجعله له منصة أخرى كما فعل الكثيرون من أبناء المؤتمر الوطني الذين اختلفوا أو أقيلوا فذهبوا فإما أن أسسوا أحزاباً أو تمردوا مع الحركات الأخرى، ولكن ود أم درمان المشبع بالقيم والتاريخ والمبادئ فلن يفعلها كما فعلها غيره، فـ”غندور” يمشي مرفوع الرأس بطلاً لا أحد يستطيع أن ينعته بأي شيء، فهو طاهر السيرة والسريرة، عرفناه نحن أهل الإعلام، عف اللسان، طاهر اليد، أخو أخوان، لم يتغاب العرفة مهما كانت الظروف، قابلته في جلسة مجلس الوزراء (الأربعاء) الماضي، فما إن شاهدني حتى ألقى علىَّ التحية مهنئاً الصحيفة بعيدها السادس، ومعتذراً عن غيابه عن المشاركة بسبب سفره خارج البلاد، هذا هو “غندور” الدبلوماسي المناصر للضعفاء إبان كان المسؤول الأول عن اتحاد نقابات عمال السودان.. شاهدناه يجلس معهم ويطالب برد حقوقهم، ونخشى أن يكون قرار إعفائه كتماً لأصوات الآخرين الذين يواجهون نفس مشكلة “غندور”، وقد سبق للأستاذ “السموأل خلف الله” نفس الموقف عندما كان مديراً لهيئة إذاعة وتلفزيون الخرطوم، عندما طالب بحقوق العاملين وعندما منح جزءاً منها رفضها، ونال نظير ذلك الإعفاء من منصبه، ولكن كسب احترام الزملاء من الإذاعيين والفضائية، فالجهر بالحقوق يجب ألا يفهم أنه تحدٍ للدولة، ولكن طالما الدولة وضعته في هذا الموقع يجب أن تعينه بدلاً أن تتركه يواجه مصيره أو أن تقول في النهاية منحناه المنصب فأخفق فيه، ربما الذي حدث للبروفيسور “غندور” لا يشجع الآخرين أن يطالبوا بحقوقهم أو حقوق الآخرين بل يجعلهم يلوذون بالصمت، وهذا سيخلق لنا قيادات ضعيفة وخانعة لا نرجو منها شئيا لا لنفسها ولا للدولة.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي
البلد دى فيها كم هندى عزالدين؟
غندورك الذى تصفه بنصير الضعفاء هو مدمر النقابات التى تولى رئاستها من 2001 وحتى 2016 ، وكءب طوال تاريخه لتبقى انقاذ السجم والرماد ، لكنكم تجعلون من الاوغاد ابطالا …تبا لكم ولاقلامكم الرخيصة