صلاح الدين عووضة

أبو خاشك !!


*وبعض المواضيع لا تنفع معها الفُصحى..

*وأستاذ الأدب العربي كان يمنع الحديث بغير لغة الضاد الفصيحة في حصته..

*بل وكاد أن يفرض علينا لغة (أبيت اللعن)..

*وفي يوم أغضبه زميل لنا بإقحامه مفردة نوبية… يعني حتى ليست عامية عربية..

*وهي مفردة (كَجْ)… أي الحمار؛ وعند الدناقلة الحصان..

*فنسي الأستاذ نفسه… والفصحى… والمتنبئ ؛ وشتم زميلنا بعامية (فصيحة)..

*صاح فيه : والله ما كَجْ إلا إنت… أبو خاشك ذاتو ياخي..

*ونحن من غير خاش (نخش) في مواضيع لا ينفع التعبير عنها إلا بالعامية..

*فالفصحى تعجز أحياناً عن الإفصاح الفصيح… كحال أستاذنا..

*يعني عليكم الله شوفوا مثلاً الإزعاج الذي تسببه إشراقة يوماتي… لا تكل لا تمل..

*نكل نحن… ونمل نحن… وتكاد تمل الجرائد ذاتها ياخي..

*ولكنها لا تتعب من الصراخ والصياح والهياج منذ أن فارقت كرسي الوزارة..

*ولا تتعب من الهجوم على بعض رموز حزبها..

*بل بلغ الأمر حد إشهار المسدسات مرةً بمقر الحزب… فمفارقة الكرسي حارة..

*ولا تتعب – أيضاً – من كيل الثناء للرئيس..

*مرة لمبادراته… ومرة لحواراته… ومرة لمحاولته رأب الصدع في حزبها..

*فيا جماعة الخير في الحكومة : رجعوها بالله عليكم..

*والله قرَّبنا نلعن أبو خاشنا ذاتو..

*وتعالوا شوفوا أيضاً ما يقوله الركابي – صاحب الموازنة المضحكة – للأمريكان..

*قال لهم : سنقدم لكم كافة التسهيلات الاستثمارية في السودان..

*طيب ياخي مش لما تقدم التسهيلات دي لمستثمري بلدك في الأول كيلا يطفشوا؟!..

*فأغلب مستثمرينا هربوا إلى حيث (قُدمت لهم كافة التسهيلات)..

*إلى أثيوبيا… وكينيا… ويوغندا… وماليزيا… بل وحتى دولة جنوب السودان..

*والأمريكان يعرفون ذلك… والركابي يعرف أنهم يعرفون..

*ويعرف كذلك أن عوائق الاستثمار تبدأ بالروتين… والبيروقراطية… وكثرة الرسوم..

*ولا تنتهي إلا بنهاية (حق فلان وعلان وفلتكان)..

*طيب يا الركابي : عاوزهم يجوا يستثمروا في جو زي ده عشان يلعنوا أبو خاشهم؟!..

*وتعالوا شوفوا كذلك كيف بشَّعت بنا بعض فضائيات العالم..

*فعلى خلفية إقالة غندور أبرزت هذه الفضائيات الخبر… صوت وصورة..

*وجوهر الخبر أن السودان يعاني وضعاً مالياً كارثياً..

*وعجز حتى عن تسديد إيجارات سفاراته… وأجور سفرائه… لسبعة أشهر..

*وكانت فضيحةً بجلاجل… مزمزت بها بعض الفضائيات..

*وسمع هذا الخبر طبعاً الأمريكان الذين يغريهم الركابي بالاستثمار عندنا..

*وآخرون من دول أخرى… فلن يهوِّبوا ناحيتنا أبداً..

*فقد أخطأ وزير الخارجية المقال بإثارة هذه الفضيحة داخلياً… في البرلمان..

*ولكن إقالته جعلتها تصير عالميةً بامتياز..

*وكان لا بد من (هدف) أصوب نحوه غيظي… فلم أجد سوى شخصي المسكين..

*فصحت فيه : أبو خاشك ذاتو ياخي !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


تعليق واحد