بين والي الخرطوم ونائبة رئيس البرلمان!
دُهش بعض الناس ولم أدهش لخبر يقول إن والي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين رفض استقبال نائبة رئيس المجلس الوطني السيدة عائشة محمد صالح التي زارته في منزله في صحبة نسوة من شرق النيل رافقنها ليشكين من تعرّض قريتهن للإزالة!
المُدهش في الخبر أن عائشة أصدرت بياناً نُشر في صحيفة (الإنتباهة) وضجّت به الأسافير عبّرت فيه عائشة عن غضبها الشديد واستنكارها للمعاملة القاسية التي تعرضّت لها سيما وأنها قالت إنها (لم تأت لغرض شخصي)!
قلتُ في صدر المقال إنني لم أدهش للغارة التي شنّتها السيدة عائشة التي عرفتها من خلال عملي في المجلس الوطني، فكثيراً ما تفجأنا بغاراتها تلك المضرية في (قروب) قيادات المجلس، ولو حكيْت بعضاً من قصصها لعرف الناس شيئاً عن شخصيتها المتفرّدة من حيث تطابق ظاهرها وباطنها، فكثيراً ما تُرسل لنا من منقولات الواتساب ما يطيّر النوم من عيوننا ويُلهب القروب بالتعليقات الناقدة أو التي يتبادلها أعضاء القروب في الخاص نقاشاً لما أثارته من الغرائب والعجائب!
حتى طريقة إدارتها للجلسات وتعليقاتها تُثير الضحك أحياناً، وفي أحايين أخرى الإعجاب بسبب غرابتها إذ يمكن أن (تخبط) النائب بعبارة لا يتوقعها كما يمكن أن توقف التداول متى ما عنّ لها ذلك، الأمر الذي يجعل طريقة أدائها مثيرة ومختلفة، وهو ما أشعر أننا نحتاج إليه أحياناً لطرد الرتابة والملل!
نرجع لقصتها مع الوالي، فقد داهمت عائشة منزل والي الخرطوم مع بعض النسوة المحتجات ممن تعرضت قريتهن (العشوائية) للإزالة ولكني لم أتعاطف مع حملتها ضد الوالي، ذلك أنها بأسلوبها الفريد الذي قصدتُ أن أجعله في مقدمة مقالي (عكت) إذ زارت الوالي بدون موعد مسبق بل بدون أن تحيط مدير أو أحد كبار موظفي مكتب الوالي بأن نائبة رئيس البرلمان موجودة وترغب في لقاء الوالي!
لكن دعونا (نفكك) الموضوع أكثر .. ألا يحق للوالي، وقد خصص يوماً للنساء في الأسبوع ويوماً آخر للرجال أن يمتنع عن مقابلة من يأتيه من النساء – بدون ترتيب مسبق – في اليوم المخصص للرجال؟!
لا أظن أن مسؤولاً ولو كان في موقع أدنى يستطيع أن يستقبل الناس في كل وقت، وإلا فإن فوضى ضاربة الأطناب ستحدُث وسيختلط الحابل بالنابل وتتقدم النوافل على الفرائض، ويتعثر الأداء التنفيذي.
قد يختلف الناس وتشتجر الآراء حول شخصية الوالي عبد الرحيم، ولكن ما لا أظن الناس يختلفون حوله أن الرجل يتمتع بصفاء (وبياض قلب) شديد وتواضع جم لا يشبه ما رمته به السيدة عائشة محمد صالح.
هب أن أحداً أراد أن يزور السيدة عائشة في مكتبها بالمجلس الوطني وكانت مشغولة طوال اليوم ببرنامج معد منذ اليوم أو الأيام السابقة ..هل ستمكنه من الدخول عليها ثم هل يحق لها، وهي المسؤولة في المجلس الوطني القومي وليس الولائي، أن تقوم بالدور الذي تصدت له مع أولئك النسوة اللائي جئن يشكين والي الخرطوم؟ أين وزراء حزبها في ولاية الخرطوم، بل أين أعضاء حزبها في مجلس تشريعي ولاية الخرطوم ؟!.. وإن تعذر كل ذلك أين الأمير الخلوق أحمد سعد عمر الجدير بأن تفتح له كل الأبواب المغلقة؟.
ما قصدتُ بهذا المقال إلا التطرّق إلى الخلل الذي يسود حياتنا وأوقاتنا نحن السودانيين الذين كثيرًا ما نفرض على من نزوره من المسؤولين أن يجلس معنا ويقضي حاجتنا متى ما زرناه في منزله حتى لو كان مضطراً إلى الخروج واللحاق بموعد آخر .
ما حدث للسيدة عشة هو قصة تحدث كل يوم بأشكال مختلفة، وتتفاوت في درجة حساسيتها بين الريف والحضر، وهي جزء من قضية قيم وأخلاقيات العمل ذات التأثير الكبير على حياتنا وأوقاتنا التي لا نُحسن التعامل معها بالرغم من أن الوقت ماعون العمل وأساس النهضة.
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة
والله امرك عجيب يا حلبى .. مقابلة الدلاهة تحتاج الى موعد ومدير مكتب !!!!والله الليلة زراطك شين بلحيل !!!
والله عائشة دي الادارية المطلوية …. يظهر انها تلقاية وبسيطة و منفعلة بهم العامة …بعدين في شنو اهم من رعية ازيلت مساكنها واصبحت في العراء عرضة للهوام واحوال الطبيعة
قلنا من قبل طالما انها ذهبت اليه في منزله من حقه يضربها بالجزمة كمان .. وبعدين اذا هي نائبة رئيس المجلس وتتحرك بهذه الفوضى والمحسوبية فمابال الاخرين .. اذا احبت ان تساعد او ترد حق فلم لا تثيرها عبر القنوات الرسمية لماذا تذهب اليه برفقة النسوة .. انها ذهبت للوساطة التي يشتكي منها الاخرون وحين صدمت ان الوساطة لا مكان لها ولو تمثيليا المها الحدث وسبب لها حرج امام مرافقاتها وتبين لهن انها لا تساوي شيء حتى مقابلة الوالي فاحسن ليها ان تتلم وتسكت وتمشي ترفع شكواهن داخل البرلمان كمسكلة قومية وليست خاصة بمجموعة