صلاح الدين عووضة

واحد (بدون) !!

*السادة حكومة السودان الشقيق :

*ومفردة شقيق هنا على سبيل المجاز بما أننا لا ننتمي لأية دولة أخرى..

*فقد وجدنا أنفسنا هنا… ولا نعرف بلداً غير بلدكم هذا..

*فاحتوانا… واحتوى آباءنا… وسيحتوي أبناءنا وأحفادنا أيضاً إن مد الله في (عمره)..

*وأنتم – أيها السادة الكرام – لم تقصروا معنا أبداً..

*ولا قصَّر الذين سبقوكم مع السابقين منا طوال العهود كافة..

*من لدن مجاعة (سنة 6) زمان… وحتى مجاعة (جكسا في خط 6) الآن..

*فمجاعة اليوم أضحت (هي والقون)… ودفاعاتنا متهالكة..

*أهلكها الجوع… والمرض… والسوق… والفقر… والرسوم… والصفوف..

*وبما أننا صرنا منكم وفيكم فنرجو معاملتنا كقلة مستضعفة..

*فنحن مستضعفون في الأرض؛ بين فيالق الوافدين… وجيوش الحاكمين..

*فالوافدون هؤلاء باتوا (يتضايقون) من مزاحمتنا لهم..

*وأنتم الحاكمون تمدد أتباعكم الكثر في كل مناحي حياتنا حتى (ضيَّقوا) علينا..

*فأين نذهب أيها السادة ونحن لا هوية لنا ولا وطن؟!..

*وقد سمعنا قبل أيام أن (بدون) الكويت رفضوا الاستقرار معنا في أرضكم..

*وما ذاك إلا لأنهم سمعوا بأحوال (بدونكم) ولا شك..

*فعلى الأقل هم يجدون هناك من مقومات الحياة ما يكفل لهم العيش الكريم..

*ونحن عيشتنا ضنك… ورهق… وعذاب… و(شلهتة)..

*فأما إن كانوا وافقوا فما كان لدينا مانع من مقايضتنا بهم… ويدفعون لكم الفرق..

*فأنتم في أمس الحاجة للمال… ونحن في أمس الحاجة للراحة..

*فـ(بدونٌ) مرتاح خيرٌ من (بدون) تعبان ؛ وكله في النهاية بدون… بالنسبة لنا..

*وبما أن ذلك تعذر – للأسف – فلنا طلب عند سيادتكم..

*وأعذرونا إن بدونا فيه مفتقرين إلى الأدب… والكياسة… وأدب الضيافة..

*وهو أن تقللوا لنا من وجود منافسينا الأجانب..

*ومعذرة ؛ فنحن كلنا أجانب في دولة حضرتكم… ولكنا نتميز عنهم بميزة..

*وهي أننا أقدم وجوداً منهم على أرضكم… وأكثر انتماءً..

*ثم إن لهم دولاً يمكنهم أن يعودوا إليها بخلافنا نحن الذين لا نعرف سواكم..

*فبالله عليكم خففوا من إحساسنا بالغربة الذي تنامى مؤخراً..

*فما كان الأمر كذلك عند آبائنا – وأجدادنا – في كل الحقب السياسية الفائتة..

*ولا حتى عندنا نحن قبل أن (ترثوا) هذا البلد الغني..

*ولكنكم – وتقبلوا صراحتنا – بددتم كل الذي ورثتموه… وصيَّرتم السودان فقيرا..

*وصيَّرتمونا نحن أنفسنا فقراء… لا نملك شيئا..

*لا نملك حق الغذاء… ولا الدواء… ولا الكساء… ولا حتى (العواء) ؛ إن تظاهرنا..

*ولكن الغريبة أنكم تبقون أثرياء وسط كل هذا الفقر..

*ونحن لا نحسدكم… ولا نحقد عليكم… لأن (البلد بلدكم وأنتم أسيادها)..

*فقط نتمنى ألا تجعلونا مع الوافدين… سواءً بسواء..

*عن شعب البدون ببلادكم…….

*واحد (بدون !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

‫4 تعليقات

  1. تعبير دقيق جداً عن الوضع وعن المواطن الذي كان سودانياً قبل الإنقاذ !!!!!!!!!!

  2. تعبير دقيق جداً عن حالة الخنوع والخضوع التي يعيشها (المواطن )

  3. يا جماعة خلونا نكون حزب للبدون. …على فكرة نحن ما شوية. ..
    ملحوظة
    البدون الحقيقى هو الذى بدون وازع ولا ضمير ولا أخلاق. ….8