ما حقيقة أن الوفيات تكثر في ليلة النصف من شعبان؟
هناك الكثير من معتقدات الناس في بعض الشهور أو الأيام تنتشر فيما بينهم، رغم أنه لا أساس لها في الشريعة الإسلامية، ولم يأت بها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن هذه المعتقدات أن البعض يظن أن الوفيات تكثر في شهر شعبان، خاصة في ليلة النصف من شعبان، وهو أمر لم تذكره الأحاديث النبوية الشريفة، ولم يقل به أحد من العلماء المعتبرين.
والسبب وراء اعتقاد بعض الناس لهذا الأمر، يُعتقد أن هناك بعض الآثار الضعيفة والتي أشارت إلى أن أسماء من كُتب عليهم الموت في العام كله توحى إلى ملك الموت في شهر شعبان، ويخبر بأسمائهم في صحائف من عند الله سبحانه وتعالى، وأن آجالهم تحدد في هذا اليوم.
وهي آثار ضعيفة دون سند من الكتاب أو السنة، ولا تدل على أن الوفيات تكثر أو تقل في شهر شعبان أو غيره، وعن هذا قال القاضي أبو بكر ابن العربي في كتابه “أحكام القرآن”: “وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يُعوَّلُ عليه، لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها”.
وأثر آخر أخرجه الخطيب وابن النجار عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان، ولم يكن يصوم شهرًا تامًا إلا شعبان، فقلت: يا رسول الله! إن شعبان لَمِن أحب الشهور إليك أن تصومه؟ فقال: “نعم يا عائشة! إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان، فأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح”.
ولفظ ابن النجار: (يا عائشة! إنه يكتب فيه ملك الموت من يقبض، فأحب أن لا ينسخ اسمي إلا وأنا صائم).. رواه الخطيب في “تاريخ بغداد”، وقد ضعف الإمام الدارقطني في كتابه “ميزان الاعتدال”.. راويه أبو بلال الأشعري.
ومن هنا يتضح أنه لا يوجد حديث أو أثر صحيح يدل على أن الموت يزيد أو يقل في شهر شعبان أو في غيره من شهور السنة، ولا في ليلة النصف من شعبان، بل هي آجال مكتوبة، ولكل أجل كتاب.
مصراوي