منوعات

موقع أمريكي يتحدث عن سر فرعوني خاطر علماء بحياتهم من أجل إنقاذه

تم اكتشاف كتلتين كبيرتين من الحجر الجيري، المزين باللغة الهيروغليفية والصور المنحوتة، بجانب هرم أمنمحات الأول في قرية الليشت جنوبي مصر.

تمكن علماء الآثار بقيادة محمد يوسف علي، من وزارة الآثار المصرية، من إنقاذ الكتل الجيرية من اللصوص، الذين كانوا يحفرون بالقرب من الهرم في يناير/ كانون الثاني 2011، من أجل سرقتها، وهو اكتشاف تم نشره مؤخرا في مجلة الآثار المصرية، بحسب موقع “لايف ساينس”.

وكانت جهود إنقاذ الكتلتين الحجريتين خطيرة، إذ خاطر علماء الآثار بحياتهم من أجل إخراجها بأمان من الصحراء، وهو عمل تطلب مجهودا بدنيا ودقة ومهارة.

ويبلغ طول واحدة من الكتل الحجرية ما يقرب من متر ونصف، وعرض نصف متر، وتصور الفرعون أمنمحات الأول، الذي حكم مصر في الفترة من 1981 حتى 1952 قبل الميلاد، وهو يرضع من الإلهة التي تم تحديدها بأنها الآلهة بوتو، بينما يقف بجانبهما إله الخصوبة خنوم، ويقول لهما: “أعطيكم الماء. حاشية الآلهة” ، وفقا للترجمة الهيروغليفية.

وتقترح الرسمة أن خنوم وبوتو هما والدا الفرعون أمنمحات الأول، حسبما يفسر محمد يوسف علي، الذي أشار إلى أن “الماء” يرمز على الأرجح إلى الحيوان المنوي لـ”خنوم”، الذي يجعل من بوتو حاملا، وهو ما يسمح بولادة الفرعون.

وعن سبب ظهور أمنمحات الأول في الكتلة الحجرية وهو يرضع من “بوتو”، ففسر علي ذلك أن الفراعنة يظهرون عادة على الحجريات والبرديات على أنهم بالغين وليسوا رضع، وهو ما قد يفسر لماذا يرضع أمنمحات، بينما يظهر كرجل ناضج.

وأشار علي إلى أن هذه القطعة جزء من نحت أكبر، وأنه تم اكتشاف كتلة أخرى من هذا النحت في قرية الليشت المصرية في عام 1908 من قبل علماء الآثار، بالتعاون مع متحف متروبوليتان للفنون، والتي تضم صورة لإله السماء “حورس”، والمتواجدة حاليا في متحف مت فيفث أفينيو، بداخل غاليري 108، وفقا لموقع مت.

أما بالنسبة للكتلة الجيرية الثانية التي تم إنقاذها، فتم العثور عليها بالقرب من هرم الفرعون أمنمحات الأول في كانون الثاني/ يناير 2011. والتي تظهر مجموعة من 6 أجانب، ربما رجال ليبيين، مع ثلاثة أطفال”، بحسب ما كتب محمد يوسف علي في مقاله بمجلة الآثار المصرية.

وأشار علي في المقال إلى أن الكتلة يبلغ عرضها ما يقرب من 5 أقدام وارتفاع 2 قدم (1.5 في 0.5 متر)، وترجع على الأرجح إلى قرون قبل كتلة أمنمحات الأول.

وكتب علي في مقاله أنه لا يوجد على المنحوتة ما يشير إلى أن ذلك المشهد الذي يجمع الأجانب مع الأطفال يتعلق بحدث معين، مثل حرب أو تجارة مهمة.

وخاطر علي وفريقه العلمي بحياتهم، من أجل إنقاذ الكتلتين الحجريتين من يدي اللصوص، بعد اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني في عام 2011، وسط انتشار الفوضى، والغياب الأمني في القاهرة، واندلاع حرائق في أقسام الشرطة، وهروب المساجين من سجن طره.

ويشغل محمد يوسف علي، منصب المدير العام في وزارة الآثار المصرية، والمدير العام لقسم التسجيل في أهرامات الجيزة.

صحيفة الجديد