آمنة الفضل

شعب من ذهب

* هذا الانسان السوداني العظيم ، الذي كلما احترق زاد لمعانا ونضارا ، هذه الطرقات الضيقة ، وتلك الأشواك الملقاة في كل مكان ، الأحذية باتت غير مجدية ، فصناعتها ليست ذات جودة عالية او ربما معدومة الجودة أحيانا ، المياه تخرج من كل مسام لحظة ان نشربها ، كأنما الشمس تعمل لدى مكتب لتحصيل ضرائب قطرات الماء ، التي نعشق ان تستقر في أعماقنا والتي باتت أقرب إلى شبه صحراء …

* الصراخ ليس مطلوبا هنا ، أو بمعنى آخر لن تجده ، لكن سيحاصرك الأنين ، ويبكيك الإهمال ، وتحزنك المشاهد البائسة ، كل شئ بات مشوها ، بعد ان كان مفعما بالجمال ، نحتاج الى كثير من عمليات التجميل ، لنعيد للأماكن رونقها ، نحتاج أن نعبث ببعض الالوان ، أن ننثر أمنياتنا السعيدة مع نسيم الصباح ، نحتاج أن نؤمن بأنه ثمة طريق للنجاة …

* رغم كل الذي حدث ،ومازال يحدث على امتداد الأيام الماضية وحتى الآن ، رغم كل شئ لم يزل هذا الإنسان السوداني يلمع كما الذهب ، لا يصدأ ولا يخبو بريقه ، فقد اعتراني شعور بالامتنان ، كواحدة من بين كثيرات خرجت من رحم هذا الانسان الجميل ، وأنا ألمح بعضا من الصور ، التي تشير إلى مثل هولاء النبلاء ، وهم يحملون الطعام والشراب بكرم حاتمي الملامح ،لإخوانهم المصطفين في إحدى محطات الوقود ، في العاصمة الخرطوم ، وكان ذلك من أصل هذا الشعب الذهبي …

قصاصة أخيرة
لن نقتل ماتبقى من فرح

 

 

 

قصاصات – أمنة الفضل
صحيفة الصحافة

تعليق واحد

  1. للاسف يصر الكيزان اصرار غريب علي قتل كل ما هو جميل داخل هذا الشعب الذهبي يا امنة بتي
    الله غالب وسيظل الذهب ذهبآ

شاهد أيضاً
إغلاق