الفاتح جبرا

أسماء الركاب !

(القطط السمان) مصطلح سياسي يصف الطبقة الغنية الجشعة في المجتمع التي نالت ثروتها عن طريق الفساد و(اللولوة) وإستخدام النفوذ وهو في الأصل مصطلح إنجليزي fat cats ومن أوائل من استخدم هذا المصطلح كاتب في “نيويورك تايمز” وذلك كرمز لعمق الفساد المالي في إحدي الحملات الإنتخابية .
والتسمية تعبير ذكي في وصف فئة المنتفعين وآكلي السحت من المال الحرام دون وازع من ضمير أو خشية من الله ، وقد يتساءل سائل (ليه القطط بالذات؟) ، العبدلله يعتقد أن التسمية خصت القطط دون غيرها كون أن معظم القطط تلتهم كلما يأتي في طريقها من أكل (ما عندها قشة مرة) ، وهي بعد أن تشبع وتستريح تنام نوما عميقا في حين أن آكلي السحت لا يفرقون بين الغث والسمين ولا هم يشبعون ولا ينامون.
وربما لكون أن القطط قد تبدوا وديعة مسالمة حتى إذا ما حاولت أن تنازعها (أكلها) كشرت عن أنيابها وشحذت مخالبها فهي تعتبره حقا مستحقا لها ولا تسمح لغيرها من الاقتراب (مع إنها لاطشاهو) !
مناسبة هذه المقدمة (السمينة) أن العبدلله لله لا زال ينتظر كغيره من المواطنين من أبناء هذا الشعب مآلآت ونتائج ما يسفر عنه حديث السيد رئيس الجمهورية بخصوص (القطط السمان) حيث صرح سيادته في خطاب جماهيري قبل حوالي ثلاثة أشهر قائلاً :

(القطط السمان البمصوا دم الشعب السوداني بندخلهم جحورهم و نقول للناس البتاجروا في الازمات ويحاولوا يمصوا دم الشعب السوداني بدينا اجراءت اولية ولو ما جابت نتيجة عندنا دواء تاني) !
ولأن القصة (طولت شوية) فمن الواضح ان الجهات المسؤولة المعنية بأمر (القبض) على هذه القطط تجد صعوبة في تحديد هويتها ومن ثم الإمساك بها فهذه الجهات تقوم منذ ثلاثة أشهر بتمشيط كافة الأماكن (جحر جحر) و (حجر حجر) بحثاً عما يرشدها للقبض علي هذه القطط ولكن هيهات .
وبيني وبينكم تحديد هوية هذه (القطط) مشكلة كبيرة في بلاد تعد نسبة الفساد فيها (صفر في المية) كما صرح بذلك البرلمان السوداني من قبل ، أها في الحالة دي السلطات (تتبلى) على الناس ساكت في صمة خشمها !
كما إنو من الواضح أن (الحكومة) لا تريد أن تلقى القبض على (الناس) بالشبهات تمشياً مع المنهج الرباني الذي تسير عليه، فخير لها أن تبريئ المجرم من أن تدين بريئاً واحداً أو (تسيئ) إلى سمعته ولا ننسى أن القوم (لا لدنيا قد عملوا بل يبتغوا رفع اللواء) .

بالطبع من الأشياء التي تحمد للحكومة (كما ذكرنا في مقال سابق) أنها قامت بإنشاء (محكمة) متخصصة لهذه القطط وعينت لها قضاة وهيأت لها كل الأسباب لتكون جاهزة متى ما قام أحد القطط بتسليم نفسه والإعتراف بأنه (قط سمين) أباً عن جد وأن (لحم كرشه) من خيرات هذا الشعب المسكين.

أكثر ما يعجب العبدلله ويحوذ على رضاه هو التأني الذي تمارسه حكومتنا المجيده في ممارسة العدل فالتأني والتمحيص وعدم التعجل شيئ مطلوب في مسألة التقاضي (يا جماعة) ويا حبذا لو أن التحريات في القضايا والملفات هذه قد أخذت وقتها بالكامل ويكون جميل لو تم تقديمها (يوم الموقف العظيم) مرة واحدة مع ملف هيثرو الذي لا زال (فريق التحري) يقوم بجمع المعلومات فيه بحنكة وصبر شديدين لمده تسعة سنوات شملت حتى الآن حصر نوعية الطائرات السودانية التي هبطت في المطار في الستين عاما الماضية وأرقام (محركاتها) منذ أول رحلة لسودانير في الثامن من يونيو عام 1959م والتي كانت بطائرة Vickers Viscount V 831 ، وكذلك حصر الأسماء (الرباعية) لجميع الكباتن الطيارين السودانيين والأجانب وكذلك (مساعديهم) الذين عملوا بسودانير منذ 1959 وقاموا بقيادة الطائرات التي هبطت بمدرج المطار المعني، وعدد ساعات الطيران الداخلية والخارجية الذي سجله حتى تقاعده ، وحصر المتوفيين منهم مع معرفة مكان وتاريخ مواراتهم الثري وإحداثيات (قبر) كل واحد منهم وأيضاً حصر أسماء المهندسين الجويين الذين رافقوا تلك الرحلات وكذلك أسماء أطقم المضيفات والمضيفين الذين عملوا على تلك الرحلات وكذلك الوزن الكلي (للعفش) الذي تم شحنه من السودان لهيثرو خلال الفترة المعينة وجاري الآن حصر قوائم المأكولات والمشروبات التي قدمت للركاب في تلك الفترة يليها (بإذن واحد أحد) يتم حصر قوائم (أسماء الركاب) الأحياء منهم والأموات وبالطبع كلما إستطاعت النيابة التأني وتقديم قضية (ما تخرش المية) للمحكمة كلما زادت فرصة إدانة من قاموا بسرقة الخط ومطالبة (ورثتهم) بدفع الثمن !

كسرة :
صورة بعلم الوصول لـ :
السيد وزير العدل
السيد رئيس القضاء
السيد النائب العام

• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في إنتظار ملف هيثرو 4 واوات (ليها أربعة شهور)!

كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو (و)… 8 واوات (ليها ثمانية شهور).

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 97 واو – (ليها ثمانية سنين وشهر)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 56 واو (ليها أربعة سنوات وثمانية شهور).

 

 

 

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. وهل يستطيع عمر الحقير السماح للنائب العام بالتحقيق مع زوجته وداد وإخوانه اللصوص و هل تستطيع الشرطة السودانيه فتح بلاغات وتقديم اللصوص إلى القضاء السوداني المرتشي اصلا ..
    تغير نظام الحقير عمر البشير هو الضامن الوحيد لمحاكمة اللصوص والقتلة من أعضاء المؤتمر الوطني وعصابة الحركة الإسلامية الذين سرقوا وقتلوا واغتصبوا وتستروا على السارقين أما خط هيثرو وتهريب الذهب والأموال إلى الخارج
    فكل دول العالم سوف تتعاون وتتعامل مع نظام ديمقراطي وقضاء نزيه .ليس حبا في الشعب السوداني ولكن خوفا من الرأي العام في داخل تلك البلدان وخارجها .. نظام البشير يترنح والكثير من أعضاء النظام نراهم يتقربون الي الشعب ويحاولون إظهار براءتهم والتملص من أفعالهم وأعمالهم القذرة وإظهار دموع التماسيح في كل المناسبات