الفاتح جبرا

من يدري؟

وها هي الأيام تجري مُسرِعةً كعهدها وقد أصابها الجنون بعد أن أصبح اليوم يمر في (دقيقة) ويَنقضي العام في لمح البصر ننظر إليه في دهشة ووجوم وقد مضى وأطل غيره ونحن نتساءل (متين السنة إنتهت؟) وتأتي السنة (الجديدة) التي سرعان ما تنزوي مسرعة نحو (أرشيف الماضي) لتأتي غيرها وهكذا !
أليس لحظات إستقبالنا لشهر رمضان الماضي كانت وكأنها الأمس القريب؟ ، كلنا يتذكَّر كيف استقبَلْنا هذا الضيف الحبيب بشوق وتلهُّف، وعزمٍ على عبادةٍ وطاعة وبرٍّ، وحفاوة بالغة تتناسب وجلاله المهيب ، كما نتذكَّر أيضًا كم ودَّعناه بحزن ولوعة ونحن نستمع إلى المذياع يردد (شهر الصيام ودعتنا) ، متحسرين على ما فاتنا فيه من خير وفير عاقدين العزْمٍ على أن نكون في رمضان التالي له أكثر عبادة وخشوع يرضي الرحمن .

 

هذا هو (رمضان التالي لذاك) قد جاء حيث مرَّ العام كلمح البصر، فماذا أنت فاعل يا أيها القارئ الكريم ؟ ماذا أعددت لاستقبال هذا الضيف الحبيب؟ وهل سيكون رمضان فعلاً مختلفًا هذا العام ؟ أم سيكون كما الأعوام السابقة؛ يبدأ بلهفة وشوق، وينتهي بحسرة وندم؟!
لا زلت أذكر ليله عيد الفطر الماضي وكأنها ليلة الأمس والجميع في فرحة وسعادة بقدوم العيد السعيد وأنا جالس سارحاً بخيالي في أيام (الشهر الكريم) التي مضت ُ كشريط يُعرض أمامي وأنا أحاسب نفسي وأسألها كم من أوقات ثمينة في هذا الشهر المُبارَك ضاعت بلا فائدة؟!
فتغلبني دموعي ألمًا وحسرة على ما فرطت وضيعتُ، وأعاهدها أن رمضان القادم سيكون لي معه شأن آخر، وها هو رمضان قد أتى، فماذا أنتِ فاعلة يا نفس؟ إنك مهما فعلتي من طاعة وإخلاص وخشوع قلب فهو زاد قليل .. قليل .. ليوم عظيم عظيم ..

أحمد الله تعالى أن أمد في أيامي حتى أعيش رمضان مرة أخرى ، نعم والله إنها نعمة وأي نعمة؟! أن يتاح للإنسان فرصة إغتنام فضل هذه الأيام المباركة مرة أخرى، وان يمنحنا الله (أنا وأنت) فرصة أخري فتعال معي نعمل على ألا نضيعها فكم من أناس كانوا معنا رمضان الماضي مثلي ومثلك الآن ولم يَدُر بخلدهم أنه آخر رمضان لهم، وأنه سيأتي رمضان جديد وهم ليسوا أحياء، تاركين هذه الفانية ، راحلين إلى دار البقاء حيث أُغلقت صحائف أعمالهم في إنتظار الحساب ويا له من حساب فإن ثقلت موازينهم فهنيئًا لهم، وإن خفت فلا مكان لاستدراك ما فات، لذلك دعنا عزيزي القارئ نستشعر نعمة إدراكنا لرمضان، وأن نعدَّ العدة لاستِقباله فرحة وعزمًا ونيةً صادقة، نعم، فلنجعل رمضان هذا يكون مختلفًا، فلنكن أكثر طاعة وعبادة وإخلاصًا لرب العالمين سبحانه وتعالى فربما يكون آخر رمضان (لنا) .. من يدري ؟

كسرة :
كل رمضان وأنتم بخير !

• كسرة تصريح النائب العام: (لا حماية لفاسد ولا كبير على القانون)… في إنتظار ملف هيثرو 4 واوات (ليها أربعة شهور)!

كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو (و)… 8 واوات (ليها ثمانية شهور).

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 97 واو – (ليها ثمانية سنين وشهر)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 56 واو (ليها أربعة سنوات وثمانية شهور).

 

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. ياخي رمضان الفات بتاع شنو؟ و الله لي حسه بنتذكر المارشات العسكرية و بيان العميد عمر البشير المسجل في مباني منظمة الدعوة و لسه متذكرين حالة الطوارئ و حظر التجول الاستمر سنوات و العميد العوير يبرر انو حظر التجول عشان النسوان عشان الرجال يجو البيت بدري