الطيب مصطفى

ما وراء استسلام عرمان؟!

وأخيراً اضطر عرمان إلى التخلي عن العمل المسلح بعد أن أهلك بمعية قرنق الحرث والنسل وبعد أن أهدر أكثر من ثلاثين عاماً من عمره وعمر وطنه وشعبه في القتل والتخريب والتدمير تسبب خلالها مع سيده قرنق ومع شياطين آخرين من الإنس والجن في إنهاك بلادهم وفي تعطيل مسيرتها وتخريب اقتصادها وتمريغ أنفها وسمعتها في التراب وتخلفها بين الأمم.

ولكن هل نملك غير أن نسعد بكل قرار يتخذه أي من المتمردين بمغادرة مربع الحرب والتخلي عن حمل السلاح حتى ولو كان ذلك القرار صادراً من رجل ما عاد يملك سلاحاً ولا رجالاً بعد الانقلاب الذي أطاحه ورفيق دربه مالك عقار من قطاع الشمال؟!

يقول عرمان في بيانه (الاستسلامي) ظاناً أننا نحمل في رؤوسنا (قنابير) : (إن ثمة تحولات محلية وعالمية تستدعي انتقالاً سلساً من الكفاح المسلح إلى النضال السلمي مقراً بأن توازن القوى الحالي لن يمكن الحركة من الحسم العسكري)!

ليت عرمان – بدلاً من (اللولوة) التي أدمنها من بواكير شبابه – يقر بأنه ما اقتنع بعدم جدوى العمل المسلح وما عاد يملك أياً من آليات (الحسم العسكري) إلا بعد أن جرد من سلاحه وجنوده وموقعه التنظيمي في قطاع الشمال.

أقول لعرمان : الآن وقد فعلت كل ذلك بوطنك وبشعبك الصابر المحتسب ، هل تريد أن تعود إلى ممارسة العمل السياسي السلمي طامعاً في أن ينسى لك الشعب كل ما فعلت بل ويبوئك مكاناً علياً في مستقبل السودان السياسي الذي ولغت في دماء شعبه حتى الثمالة منحازاً إلى شعب آخر قاتلت وطنك وأهلك في سبيله وفعلت به الأفاعيل؟

لا أجد كلمة لوصف مسيرة عرمان السياسية والعسكرية غير أنه (غير موفق) وذلك شأن من ينصر الباطل ويحادد الله ورسوله فقد تلقى من الصفعات واللطمات ما ينبغي أن يجعله عظة لغيره ويرده إلى جادة الحق.

كانت الصفعة الأخيرة مؤلمة فقد جاءت من (نيران صديقة) تتمثل في رفيق السلاح عبدالعزيز الحلو الذي أقصاه من داخل قطاع الشمال الذي بذل الكثير في سبيل إنشائه.

بعض الناس يتوهمون أن عرمان سياسي حصيف وشاطر ولكنهم يجهلون الحقيقة المرة ..حقيقة أنه لا يتمتع بقدرة الاستبصار الاستراتيجي وكثيراً ما يعميه الاستمساك بالايديولوجية عن النظر الواقعي الأمر الذي يجعله يبني قصور أحلامه على الرمال، فعلى سبيل المثال ظل عرمان مستمسكاً بمشروع السودان الجديد حتى بعد الانفصال الذي أدى إلى إحداث واقع جديد جعل مركز ثقل (قطاع الشمال) يرتكز على جبال النوبة التي تنامى فيها تيار عنصري يرفض الانقياد إلى (الجلابي) عرمان الذي لا يعبر عن قضية جبال النوبة سيما وأن لسان الرجل ظل يلهج بمشروعه القومي القديم (السودان الجديد) بعيداً عن تطلعات أبناء النوبة الذين كان الكثيرون منهم يشكون من أن الحركة الشعبية منذ أيام قرنق ويوسف كوة صعدت على جماجمهم لتحقيق أهدافها ولم تترك لهم سوى الفتات.

عرمان ظل يتجاهل الطبيعة العنصرية للقضية التي خاض غمارها سواء قبل أو بعض الانفصال بالرغم من أن أذنه قد قطعت عضاً من قبل أحد الجنوبيين لا لسبب إلا لأنه جلابي ثم بعد الانفصال أطيح به من قبل مجلس تحرير جبال النوبة لأنه جلابي كذلك بل أنه طوى وقفز بماركسيته العمياء على المراحل وتعامى عن الواقع السوداني ليتبنى ايديولوجية قومية في مجتمع ينوء بالعصبيات الإثنية والقبلية والجهوية ولو درس دستور الحركة الشعبية وورقة قرنق حول نظرية : (التنوع السوداني) (The Sudanese diversity)

او تعمق في مغزى استبعاده ورفاقه الشماليين جميعا مثل منصور خالد والواثق كمير وياسر جعفر ، من مؤتمر رومبيك الذي انعقد قبل شهر واحد من توقيع اتفاقية نيفاشا ، لفهم أنهم مجرد كومبارس في حركة جنوبية لم تنشأ إلا (لتحريرالسودان) أو قل لتمكين الجنوب من حكم السودان من خلال الوحدة ، على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا وروديسيا ، أو الانفصال في حال الفشل في تحقيق ذلك الهدف.

نواصل

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة

‫5 تعليقات

  1. كلام في الصميم، سلمت يداك، هؤلاء الشرذمة من الشيوعيين يجب أن يعلموا حجمهم جيداً، لقد أصبحوا الآن اضحوكة ومثاراً للسخرية والتندر عليهم بعد الصفعات التي تلقاها قادتهم. لكنهم رغم ذلك يصرون على الظهور أمام الناس، لقد تبلدت أحاسيسهم وصارت مثل عقولهم. يا للشماتة ..!!

  2. ظهور خاسر سجمان بهذه الوداعة والمسكنة و الإنكسار ما هي إلا خدعة وتجسيد للمثل القائل:- [تمسكن حتى تتمكن] ويتعقد ذو النوايا السيئة انه سيخدع الشعب السوداني بتمثيل الإنكسار ليسامحه الشعب ،ولكن هيهات لن ينسى الشعب السوداني ماضيك الاسود وعمايلك السيئة .خِبتَ وخسرتَ ولن يُسامحك الشعب السوداني الكريم الأبي

  3. وايضا نحن كشعب يكون عندنا قنابير كان صدقناكم
    لا انتم تريدون خيراً لنا ولا التمرد كلكم في الهواء سوي
    الفساد = التمرد
    انت مصدق انك مصلح للبلد ابداً هذا لا يمكن
    وعرمان اذا قرر هذا الشئ من نفسة بمعني انه ليس مخطط له سوف يلحق قرنق عاجلاً
    شعب السودان الطيب المسكين ربنا بينصره عليكم جميعاً بإذن الله
    فساد، عمالة، ارتزاق
    تدمير شامل لكل مقدرات البلد
    زراعية، صناعية، بشرية،

  4. واحد من اوليك الذين تسببوا بالازمة الاقتصادية الحادثة الان هو الطيب مصطفي حيث لعب دورا كبيرا في تغذية التيار المويد للانفصال
    متجاهلا ملايين الانفس التي ضحت من اجل وحدة السودان وناسيا المورد الضخم للجنوب الذي كان سيحل مشاكل عموم السودان…الجنوبيون اجبروا علي التصويت للانفصال في ظل وجود قيادة ضعيفة لم يكن لهم نظرة استراتيجية كل الدول الافريقية بها شمال وجتوب وبها مسيحيين ومسلمين ولكن لم تلجا لخيار الانفصال…..فالاحسن لك يا الطيب مصطفي ان تصمت ف بسببك يعاني ملايين السودانيين من الضايقة المعيشية في بلد يمتلك موارد ضخمه فوذر هولاء حتما سيسالك منه الله

  5. ولماذا تلوم سجمان يجب أن تلوم أبن أختك الذى أصدر عفوا رئاسيا عن سجمان ثم كافئه بالرتب والمناصب ثم تمرد عرمان ثانية ثم وافق بن أختك الخيخة الدلوكة العيطة أبوريالة وافق على مفاوضته من جديد وعلى استعداد لأصدار عفوا ثانيا وعاشرا عنه عرمان شيوعى ملحد لكنه يجب العيش فى الغرب الرأسمالى الطفيلى نشأ وترعرع فى الغابة لا يؤمن بالديمقراطية البتة لا فى الفكر الماركسى وأدبياته وماضيه خلال 70 عاما ولا فى احراش الغابات حيث قانون الغابة البقاء للأقوى اللهم ببركة هذا الشهر الكريم ارحنا من البشير وزمرته وعرمان وزمرته والحلو ومرتزقته وما تبقى من حركات دارفور العميلة اللهم أرزقنا عسكرى غير متحزب لا يؤمن بالحزبية يبد كل الاحزاب عن بكرة أبيها ويوحد الشعب ويسحق التمرد والمتمردين بضرب أعناقهم بالسيوف وصلى اللهم وسلم على سيد الخلق وأحفظ وطننا وشعبنا