من يسامح الآخر يا باقان ؟! 1-2
وبجرأة لا يملكها إلا عدو السودان اللدود باقان أموم يُنكر الرجل أنه قال قبيل مغادرته السودان بعد الانفصال : (ارتحنا من وسخ الخرطوم) و(باي باي للعبودية) وغير ذلك من العبارات التي تنضح بالكراهية والحقد الأعمى الذي تنوء بحمله الجبال الرواسي.
يُنكر باقان مقولته تلك التي نقسم بالله ، ونحن صائمون ، أنها صدرت منه بعد أن اكتشف أنه لا ملاذ له ولا حضن دافئ يحتمله وأمثاله من ناكري الجميل غير الخرطوم (الوسخة) التي لن يجد أنظف من قلوب شعبها الخلوق من بين كل شعوب العالم حتى وإن حمله حقده الدفين على ألا يقر بذلك.
نعم ، يُنكر باقان مقولته تلك ليمهّد طريق العودة إلى السودان بعد أن (قنع) من جنته الموعودة التي كان قد انتقل إليها من الخرطوم بعد الانفصال ممنياً نفسه بشجرة الخلد وملك لا يبلى فإذا بها تلفظه لفظ النواة وتسجنه وتوشك أن تقتله لولا أنه فر منها ناجياً بجلده، ومنذ ذلك اليوم ظل هائماً على وجهه متنقلاً بين عواصم الدنيا شريداً طريداً لا يستطيع أن يعود إلى بلاده خوفاً وفرقاً.
باقان يظن أننا أغبياء إذ يُسوِّق نفسه من جديد بعد كل ذلك التاريخ الحافل بالمخازي والآثام ليس خلال سنوات الحرب السابقة لاتفاقية نيفاشا بما فيها قصة معركة جبل بوما وهروبه المذل وهو عار كما ولدته أمه والتي وثقها اللواء صديق البنا في كتاب رائع .. إنما خلال الفترة الانتقالية التي قاد فيها المعارضة للحكومة التي كان ويا للعجب أبرز وزرائها داخل مجلس الوزراء ثم تلك الفضيحة المدوية التي لن ننساها لباقان .. فضيحة خدعة احتلال الجيش الشعبي لهجليج في العاشر من ابريل 2012.
باقان ، قبل انفجار الحرب الأهلية في دولته والتي إطاحته ، وكان وقتها أميناً عاماً للحركة الشعبية ووزيراً كبيراً في حكومة الرئيس سلفاكير ، وبالرغم من كل سيرته المجللة بالعار ومخازيه مع السودان وشعبه ، زار الخرطوم في الخامس من أبريل 2012 حاملا دعوة من رئيس دولة الجنوب سلفاكير للرئيس البشير لزيارة جوبا واستقبل باقان من قبل السذج من قياداتنا السياسية كأنه ولي حميم وأقيم له عشية مغادرته للخرطوم حفل عشاء فاخر في بيت أحد رجال الأعمال من الحزب الحاكم وصدرت الصحف تحمل صور الضحكات المجلجلة التي فغر فيها السياسيون أفواههم بالضحك (والقرقراب) وكنا وقتها نتلوى من الألم حزناً على ما يحدث وكأننا كنا نوقن أن هناك خدعة كبرى تطبخ على نار هادئة من رجل لا يجيد غير الغدر والتآمر .
تلك الزيارة أحدثت استرخاء كاملاً في جبهات القتال وظنت قياداتنا السياسية وقواتنا المسلحة أن باقان جاء حاملاً غابة زيتون وليس مجرد غصن صغير وكانت المفأجاة …
في الوقت الذي تحركت فيه طائرة باقان إلى جوبا بدات قوات الجيش الشعبي تحركها في جنح الظلام نحو هجليج وبعد أقل من يوم من مغادرة باقان اقتحم الجيش الشعبي هجليج التي كانت تنتج ما يقرب من نصف بترول السودان وأحدث في المصفاة أضراراً بليغة وظل الجيش الشعبي في المنطقة يخرب ويدمر معلنا عن ذلك في اعلامه في فخر واعتزاز .
في اليوم التالي لليوم الذي احتلت فيه قوات الجيش الشعبي هجليج كان مفترضاً أن تهبط فيه طائرة الرئيس البشير في مطار جوبا فهل من مكر أكبر من ذلك وهل من غفلة وسذاجة أعظم من تلك التي طبع عليها من كانوا يتولون أمرنا؟!
ذلك غيض من فيض من الكيد الذي وجهه باقان للسودان الذي ظل يلدغنا من ذات الجحر مرات ومرات وبالرغم من ذلك ستجد في الغد القريب من يتصدى للدفاع عن الرجل وستجد من يفرش له البساط الاحمر مرحبا.
لم أحدثكم عن تعنته وهو يقود التفاوض بالنيابة عن حكومته وكيف كان يدعم قطاع الشمال التابع له عبر الرويبضة عرمان الذي كان يقود تفاوضاً آخر حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وكيف كان باقان وعرمان يتلاعبان بمفاوضينا من أولاد نيفاشا الذين لطالما انكسروا لهما ومنحوهما من التنازلات ما أوشك أن يدخلنا في نيفاشا أخرى سميت باتفاق نافع عقار بل منحوا باقان ودولته اتفاقاً للحريات الأربع ولولا لطف الله الكريم بهذا الشعب الصابر الذي أجهض كل ذلك بحوله وقوته وتدبيره لدخلنا في متاهة كبرى مثلما لطف بنا ربنا حين خر قرنق من السماء فتخطفته (الطير) وهوت به الريح في مكان سحيق.
وبالرغم من كل ذلك الكيد وبغيره مما يضيق المجال عن سرده يقول باقان في الحوار الذي أجراه معه الأخ المثنى عبدالقادر لصحيفة الانتباهة :(أسامح الطيب مصطفى)! فمن يُسامح الآخر يا باقان؟!
أواصل
الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة
انت فرقك من باقان شنو قضيتوا علي الزرع والضرع ربنا يرينا فيكم يوم كيوم عاد وثمود