زهير السراج

فضيحة (أبو خَنَّاق) !!


* تحاول السلطات السودانية عبر كل الوسائل المتاحة لها تبرئة شحنة الماشية التى أعادتها السلطات السعودية من ميناء جدة، من تهمة الإصابة بوباء (التسمم الدموى) الذى قضى على نصف الشحنة تقريبا، وهو مرض بكتيرى فتاك سريع الإنتشار، ومستوطن فى السودان، وأحد الأمراض التى كانت تخضع لبرنامج تحصين منتظم، ولكن نسبة للفوضى التى عمت البلاد، وانعدام المسؤولية والفساد وسرقة المال العام، فلم يعد أحد يأبه بتحصين، ولا بغيره، ومن الطبيعى أن ينهش المرض وغيره من الأمراض الأخرى فى جسد وسمعة الماشية السودانية، وتعيد السعودية شحنة ضأن لإصابتها بالتسمم الدموى، وهى ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، مع الاهمال والفساد المستشرى فى البلاد !!

* زعمت السلطات السودانية، أن إختناق ونفوق الضأن فى الشحنة التى اعادتها السعودية، حدث لانعدام التهوية فى الباخرة المصرية التى أقلت الشحنة من سواكن الى جدة، وهى تهمة ساذجة، لأن الاختناق الذى يصيب الماشية أو أى كائن حى آخر لانعدام الأكسجين يتوقف فور توفر الهواء، أما الإختناق الذى يسببه مرض التسمم الدموى فى الماشية فإنه ينجم عن إحتشاد الرئتين بالسوائل، وتكسر كريات الدم الحمراء بكثافة بفعل السموم التى تفرزها البكتريا المسببة للمرض ..إلخ، مما يؤدى للأختناق الذى لا يتوقف بتوفر الهواء، ومن المعروف أن النقل والإجهاد والإكتظاظ يساعد على ظهور وانتشار المرض !!

* من الأعراض التى تظهر على الحيوان المصاب بالمرض ـ حتى لو كان موجودا فى وفرة من الهواء فى المرعى هو (الاختناق) أو صعوبة التنفس، لذلك يسمى المرض باللهجة السودانية (أبو خنَّاق)، وهو أحد أهم وسائل التشخيص، كما ان تشخيصه معمليا سهل يتمثل فى رؤية الميكروب (الباكتريا) فى عينة من دم الحيوان بواسطة المجهر العادى، ويستطيع أى فنى أو خريج مبتدئ أن يفعل ذلك!!

* وبالتالى لا يوجد مجال للتشكيك فى نتائج الفحص المعملى، كما تحاول السلطات السودانية التشكيك فى نتائج الفحوصات المعملية السعودية، ورمى التهمة على انعدام التهوية فى الباخرة المصرية التى نقلت الشحنة من ميناء سواكن الى ميناء جدة، فى محاولة ساذجة لاستغلال كون الباخرة (مصرية) واستجداء العواطف الشعبية، والتأكيد على التهمة بفتح بلاغ فى محكمة سواكن ضد الشركة صاحبة الباخرة، وصدور قرار قضائى (بسرعة الصاروخ) بحجز الباخرة فى الميناء الى حين تسديد تعويض مالى عن الماشية التى نفقت!!

* كل ذلك لا يفيد بشئ، فالمملكة السعودية التى أعادت الشحنة تعرف أكثر مما نعرف عن مشاكل الماشية السودانية، وهى الوحيدة التى تستورد الضأن الحى من السودان، لاغراض موسم الهدى، ولا شئ يجعلها تعيد ما اشترته بثمن رخيص جدا (لا يتجاوز 20 دولارا للرأس) ــ بعد أن كانت فى السابق تشتريه بما لا يقل عن ثمانين دولارا ــ إذا كان سبب النفوق هو انعدام التهوية فى الباخرة، وليس باكتيريا التسمم الدموى !!

* لقد مارست السلطات السودانية ــ كعادتها ــ سذاجة كبيرة فى محاولة تبرئة الماشية السودانية، بدءا بنشر أخبار كاذبة فى مواقع إلكترونية تابعة لها، بأن الشحنة سليمة لا تعانى من مرض، ثم اتهام بالباخرة بانعدام التهوية واحتجازها بأمر قضائى فى ميناء سواكن، ثم التشكيك فى نتائج الفحص المعملى السعودى، بينما يعلم القاصى والدانى أن الماشية السودانية التى ظلت تتعرض للإهمال الشنيع لدرجة توقف برامج التحصين، بيئة خصبة وحاضنة لكل الأمراض الوبائية المعروفة وعلى رأسها التسمم الدموى الذى يسبب الاختناق والموت السريع!!

* لا فائدة من دفن الرؤوس فى الرمال وإلقاء التهم على آخرين، لتبرئة النفس من الاهمال والفساد، ولن يفيد الكذب فى شئ غير أن يفضحنا ويجعلنا مسخرة للآخرين أكثر وأكثر، ومن الأفضل والأجدى أن نحاسب أنفسنا ونحاول التخلص من أخطائنا، فهما السبيل الوحيد لوضع أقدامنا على الطريق الصحيح، ونيل ثقة الآخرين !!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫6 تعليقات

  1. الله يفضحهم في الدنيا و الاخرة الكيزان ديل زي ما فضحونا في الدنيا و وسط العالم
    مافيهم راجل واحد عنده دين او عقل او رجل دولة .. منتهى البلادة و الفشل و الفساد و سوء الادارة … كمان كضب و قلة ادب و انكار لخطأ كانه الشمس في منتصف نهار الصيف! ناس لا عندها حياء لا ادب لا وطنية لا اخلاق لا معرفة
    الغريب انو رموا الخرفان الميتة – الاف – في البحر …جريمة اكبر من الاولى … و لا هماهم يعني كل ما يعملوا حاجة يضاروا بيها سوءاتهم تطلع اسوأ من القبلها
    الاغرب من كل ذلك مطالبة الباخرة المصرية بالتعويض ! السؤال البسيط من الذي اختار هذه الباخرة لنقل الخراف و ما هي المواصفات الموضوعة في عطاء استئجار الباخرة – طبع لو تمت عطاءات اصلا – و من راجع الباخرة لسلامة القطيع قبل ان يتم التعاقد معها؟
    المشكلة لو الباخرة فعلا ما صالحة لنقل الخراف ..ايضا الجريمة و الاهمال على مسئولينا!
    اصبحنا ملطشة في الدنيا و اصبحنا مشبوهين ولا احد يثق فينا و لا في منتجاتنا … و ما بعيد عن الاذهان حكاية النعاج الركبوا ليهم اعضاء صناعية ( شنابير و بيضات بلاستيك) باعتبارهم ذكور و كانوا مصدرنها و اكتشفها احد العاملين بالصدفة في اخر مراحل نقلها ؟!
    عليكم الله الكيزان ديل عندهم دين او اخلاق او حياء او وطنية او ذوق؟ بالله دي مخلوقات تمت باي صلة للجنس البشري؟

  2. يا زهير أنا أتابع كتاباتك وتحليلاتك بإستمرار … لاحظت إنك سلبي في كل مقالاتك

    يمكن لك أن تكون معارضا وتنقد النظام …لكن هل ما في شيء أبدا إيجابي يمكن أن تكتب فيه

    مقالك فيما يخص الماشية المعادة سلبي للغاية وفيه عدم وطنية ، فأنت تكتب من مكتبك ولا يوجد أي دليل على صحة معلوماتك وهناك جهات مختصة تقف على الأمر الواقع فأرى مثل هذه المواضيع ستكون خصما على كتاباتك

    إذا كنت حقاني خاااالص وتريد قول وإنو المصريين مظلومين في هذا الجانب ، فخليهم يخرجوا من حلايب ويرفعوا الظلم عن أهلها ويكفوا شرهم عننا

    1. اكتب لينا انت يا أبو أحمد عن أي شي أي شيء أي شيء ( التكرار متعمد ) تراه يدعو للنفائل …

      انا حأقول المصريين مظلومين في هذا الجانب – هل فرضت هذه الباخرة علينا أم تم ايجارها وأين اسطولنا

      .
      .
      .
      .
      “فأرى مثل هذه المواضيع ستكون خصما على كتاباتك”
      لا تعليق
      مطلوب نفاق