بالصور .. اكتشف أغرب القبائل “أصحاب العين الزرقاء” ما دينهم.. وكيف يعيشون وسط المسلمين؟
تواصل “سبق” اكتشافها لأغرب القبائل في العالم، وفي هذا التقرير نكشف إحدى أكثر القبائل غموضًا في آسيا.. إنها “الكلاش”.
فشلت المصادر التاريخية في الكشف عن أصولهم وكيف وصلوا إلى تلك المنطقة الوعرة والمرتفعة للغاية وسط امتداد جبال الهملايا. إنهم قبائل الكلاش الذين يعيشون في أعالي جبال هندوكوش الممتدة من الهملايا والمكللة بالثلوج والواقعة على الحدود الأفغانية الباكستانية، يعيشون منذ قرون طويلة ولا يعرف عنهم الشيء الكثير.
الشيء المميز لأفراد تلك القبيلة هو بياض البشرة وشعرهم الأشقر وعيونهم الزرقاء، هم يؤكدون أنهم من نسل الإسكندر المقدوني الذي غزا تلك المنطقة في القرن الرابع قبل الميلاد، أي قبل نحو2300 عام.
والغريب أنهم يعيشون في المنطقة الواقعة بالقرب من معقل حركة طالبان الباكستانية، فهذا أشبه بالمعجزة أو الأسطورة.
وعلى الرغم من أن الغالبية الساحقة من الباكستانيين اعتنقوا الإسلام، إلا أن أفراد تلك القبيلة احتفظوا بتقاليدهم الوثنية، وظلوا يتخذون معبودات خشبية حتى وقتنا الحاضر.
في قوانين القبيلة، لا فرق بين المرأة والرجل، والجميع يعمل في الرعي، ويرتدون جميعًا ملابس مزركشة الألوان.
وبعد زواج المرأة والرجل لا طلاق بينهما، ويشربون الخمر، ولا يمكن أن يتزوج منهم إلا من “الكلاش” أنفسهم، ويبنون البيوت الخشبية فوق بعضها بعضًا.
ويقدم “الكلاش” قرابين من الأغنام لمعبوداتهم الجبلية القديمة، والبشرة البيضاء أساس لبقائهم، ولا يعترفون بأي طفل يُولد داكن البشرة، وتتهم فيه المرأة، وقد تقتل، وتبقى منهم حتى الآن نحو 6000 شخص، ولديهم رقصات فلكلورية مختلفة تشبه الفلكلور اليوناني القديم.
وبالأخذ في الاعتبار الميول الجيني لشعب “الكلاش” اعتقد العلماء أنهم قد ينحدرون من أوروبا الشرقية أو من الشرق الأوسط أو من القوقاز.
وبما أن عددهم قليل جدًا فقد تأثروا بالشعوب التي حولهم، واعتنق معظمهم ديانة الإسلام، ولكن ذلك لم يمنعهم من التشبث بطريقتهم التقليدية في العيش.
و”الكلاش” شعب فقير جدًا، معظمهم من المزارعين، يصنعون منازلهم من الخشب، ولكن قاعدتها متينة من الحجر وحياتهم قاسية وصعبة جدًا.
وخلافًا لثقافة الشعب الباكستاني المحافظ؛ لا يتم الفصل بين الجنسين في قبيلة كلاش، ويتمسكون بلغتهم الخاصة وتقديس معبوداتهم الخشبية بالرقص والموسيقى وغيرها من العادات الغريبة.
وتحتفظ القبيلة أيضًا بعاداتها في الزواج، إذ تختار المرأة الزوج المناسب لها، وتخلعه متى استحالت الحياة معه، ومن حقها استبداله بعد إعادة المهر له مضاعفًا.
وتختلف مراسم دفن موتى تلك القبيلة عن بقية الشعوب، إذ تشيع الجثامين بالرقص والفرح بدل الحزن والبكاء.
ويعيش أفراد القبيلة على رعي الماعز والزراعة، ولا تؤدي السياحة دورًا رئيسًا في اقتصادهم على الرغم من توافد جيرانهم الباكستانيين من المدن الكبرى لزيارة ما يعرف عندهم بـ”الريف الملون”، فالأعداد قليلة، ولا ينفقون الكثير.
صحيفة سبق