زهير السراج

الرئيس المحبوب !!


* على خلفية التظاهرات الصبيانية الحاقدة التى شهدتها مدينة بوتسودان فى الأيام الماضية ــ ولا تزال ــ بسبب الأزمة المفتعلة فى مياه الشرب والتيار الكهربائى، يسرنى أن أشيد كل الإشادة بالمجهود الجبار الذى تبذله الحكومة لإسعاد أهل بوتسودان وكل مواطنى السودان ورفعهم فوق الأمم، وهو مجهود لا ينكره إلا مكابر، ولا يعجز عن رؤياه إلا حاقد، ملأ الحقد الأسود بصيرته وأعمى بصره عن رؤية التيار الكهربائى يسرى فى الأسلاك ويضئ القلوب، والمياه العذبة النقية وهى تنساب فى عزم وهمة من نهر النيل الى البحر الأحمر، تروى الظمأ وتُخضِّر الارض وتشيع فى النفس المسرة والبهجة، فيرفع الناس الأكف بالدعاء متضرعين الى الله عز وجل أن يجزى صاحب هذا الانجاز الكبير خيرا، ويجعله فى ميزان حسناته يوم القيامة بإذن الله، ويُهلك الحاسدين، ويجعلهم حطبا لنيران الجحيم!!

 

* إن أنس لا أنسى ذلك الحفل البهيج الذى شهدته المدينة فى اليوم السابع من شهر فبراير الماضى (2018) بمناسبة إفتتاح الرئيس البشير لـ(ملاحة) من أعظم ملاحات الدنيا، تخلط الملح باليود، فتشفى الأبدان وتُحلِّى الماء المسيخ، ووتنضج الفسيخ، ليكون خير غذاء وخير شفاء لأهل المدينة الصابرين المحتسبين، فيمدون ألسنتهم ساخرين ممن يزعم كذبا وجورا وبهتانا، أنهم عطشى وجوعى تنتاشهم الفاقة، ويقتلهم السل!!

 

* فى ذلك الحفل المهيب أبى الرئيس المحبوب إلا أن يجدد الوعد الصادق لمواطنى البحر الأحمر، بتوصيل مياه النيل الى الولاية، فأشاع السعادة وسط الحاضرين وأغاظ الحاقدين، وأعاد الى الذاكرة تلك الايام الجميلة التى بذل فيها الوعد، وبدد الحزن، واغرق بوتسودان فى الأحلام !!

* ولا يجب وأنا أذكر ذلك الحفل وفرحة اهل بورتسودان بمَلَّاحَة اليود وبذل الوعود، أن أنسى تلك الأيام الخوالى من لدن شهر يونيو 2010 ، مرورا بشهر يونيو 2011 ، وفبراير 2013 ونوفمبر 2013 ومارس 2014 ومارس 2015 ، التى غمر فيها الرئيس مواطنى البحر الاحمر بالسعادة، بحديثه الصادق باكتمال التحضيرات لتوصيل مياه النيل، فذهب العطش وابتلت العروق بالماء !!

 

* ويا له من يوم جميل مبروك ذلك الذى تشرفت فيه بورتسودان فى 17 مارس، 2015 ، بزيارة الرئيس المحبوب لتدشين حملته الانتخابية السابقة، فاستقبلته الجماهير بالأحضان والورود، فأبى إلا أن يقابل إحسانها بإحسان، ويجدد لها العهد ويبذل الوعد بانتهاء الحزن، وقال فى كلمات قاطعة كالسيف البتار: (اليوم، الحزن انتهى فى ولاية البحر الأحمر)، وهو يقصد انتهاء أزمة مياه الشرب!!

 

* ما أحلاها من كلمات عندما ينطق بها الرئيس وهو يرتدى الجلابية والسديرى، اللذين اشتهر بهما أهل البحر الاحمر، فيعطيهم إحساسا بصدقه وقربه منهم، وسعيه الجاد لإنهاء معاناتهم، خاصة مع تلك الآية الكريمة التى ما فارقت لسانه وما برحت قلبه، وهو يبذل العهد ويجدد الوعد: (وجعلنا من الماء كل شئ حى) .. صدق الله العظيم!!

 

* نفس هذه الوعود الجميلة تكررت من قبل فى يونيو 2010 ، ويونيو 2011 ، وفبراير 2013 ونوفمبر 2013 ، ومارس 2014 والآن فى فبراير 2018 وهى أحاديث موثقة ومسجلة لمن أراد أن يستوثق من ذلك، ولقد كررها ورددها أيضا الكثير من قادة النظام الذى لا يكذب أهله .. وكيف لا يرددونها ويكررونها ويغرقون بها بورتسودان فى مياه الحلم الجميل، وقد قالها حادى الركب وقائد المسيرة، ومبدد العطش وجالب الفرح والسعد!!

 

* كما لا أنسى، ذلك الوعد الرئاسى فى عام 2015 بأن تكون بورتسودان المركز الصناعي الأول بالبلاد وإنشاء موانئ جديدة، وتطوير مقدرات عمال الشحن والتفريغ للتعامل مع الماكينات الحديثة، وإكمال مشروعات الكهرباء التي ستغطي كل مدن الشرق، بجانب تأهيل الطرق الداخلية والخارجية التى ستمدد وتمتد لتربط بورتسودان بكل مدن العالم، ولقد صارت المدينة المحظوظة، ولله الحمد، وللانقاذ ورئيسها المحبوب الفضل، المدينة الصناعية الاولى فى العالم وليس السودان فقط، وأصبح ميناؤها الأول فى العالم، وشعبها الأسعد فى العالم!!

 

* ولا ننسى أنها صارت ملكة المهرجانات، وقبلة السياح، وملتقى رجال الأعمال، وهوليوود الشرق، وجنة الاحلام، ومهبط الوعود.. التى لا يكذب اهلها، فليمت الحاقدون بحقدهم، وينكوى الحاسدون بنيران حسدهم، وكل الشكر للرئيس المحبوب، الذى قال فأوجز ووعد فأنجز، ولا نامت أعين الجبناء!!

 

 

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


تعليق واحد