تهانئ وأفراح.. درجت الأسر السودانية على تنظيم مناسبات الأفراح في الأعياد نظرا لأنها تجمع الأهل والأصدقاء
درجت الأسر السودانية على تنظيم مناسبات الأفراح في الأعياد لجهة انها تجمع الأهل والأصدقاء الذين يحرصون على قضاء المناسبات السعيدة مع الجميع.
وللزواج في عيد الفطر نكهته الخاصة لاسيما عند أهل العروس الذين تثقل كاهلهم بعض الالتزامات المعروفة تجاه أم العريس وعائلته حتى، ولو حدث ذلك في ظروف استثنائية تتمثل في رهق الصيام الممزوج بجهود مكثفة في كواليس منزل العروس.
تواصل مستمر
وتمضي على الإنسان السوداني أحايين من الدهر ولا تفتر زيجات العيد ولا تتعب ويستمر الشباب في إكمال نصف دينهم خلال الأيام السعيدة، والشاهد امتلأ صالات الأفراح خلال هذه الأيام وازدهار الأسواق ونشاط الكوافير والاستديوهات، بجانب مناسبات ولايات السودان المختلفة، وتعليقا على ذلك قالت مريم حسين – ربة منزل لـ (اليوم التالي) عن انعكاسات رمضان على زيجات العيد: إنه يؤثر في بعض النواحي خاصة الجانب الاقتصادي. وأضافت: المجهود الذي يبذل في زواج العيد مضاعف، فتجد أن أهل العروس يجهدون في قضاء بعض المهام قبل حلول شهر رمضان مثل (دق الريحة والبخور والدهن) لكسب الوقت أولا وتجويد وإتقان صنع هذه الأنواع من العطور الفلكورية. واستطردت: أما بقية الخدمات فيتم توزيعها بشكل تلقائي على فتيات ونساء الأسرة بما فيها شغل المطبخ من التقلية والبليلة.. الخ، بينما تستاجر أغلب الأسر عاملات باليومية للغسيل الذي يشغل حيزا كبيرا في المناسبات.
أعباء إضافية
في السياق أشارت ليلى سليمان – موظفة – في حديثها لـ (اليوم التالي) إلى أن الصرف على الزواج يزداد في رمضان، فمائدته تستلزم إضافة بعض الأطباق مثل الفطائر والسلطات والحلويات بسبب (عسكرة) الضيفات من النساء في بيت العرس بحجة المساعدة في إعداد فطور العريس وبقية الأعمال. وتابعت: طبعا إذا جاءك ضيف لازم تتكلف وتصلح الصينية ولا تنسى أن تكون الأاطعمة (فريش) لأن فطور رمضان لا يتحمل (البايت)، ذلك مع مراعاة أهل العروس للضيوف، إذ منهم من يتناول فقط طعام الإفطار ومنهم من يتناول أيضا طعام العشاء أو السحور ما يشكل عبئا اقتصاديا على الأسرة.
مستلزمات جديدة
لكن فاطمة الفاتح أشارت إلى أن الخبائز التي تصنع أصلا للعيد لا تعفي أهل العروس بطبيعة الحال من تجهيز (جردلين) منها على الأقل لفعاليات العقد أحدهما بسكويت، وآخر من مشكل، إضافة إلى البلح والمكسرات، وثلاثة (جرادل) أخرى (واجبة التسليم) يداً بيد لأم العريس من الكعك والبسكويت والأشكال. وأضافت: عروس العيد أيضا تتأثر نسبيا بالصيام حيث يفقد جسدها الكثير من السوائل يفاقم ذلك خضوعها لدخان كثيف، فلا تقوى على الصمود جراء (الفقدين الجللين)، ما يؤثر في (نورتها) سلبا. وختمت قائلة: ذلك رغم إن رمضان يسعف بعض العروسات النحيفات في زيادة أوزانهن لإكثارهن من تناول العصائر والحلويات.
الفرحة فرحتين
قالت الباحثة الاجتماعية سلمى الطاهر: رغم التعب والإرهاق إلا أن هذه العادة (الزواج في العيد) أضحت راسخة ومسيطرة على المجتمع السوداني على أساس أن تكون (الفرحة فرحتين)، فضلا على الشعور بالسعادة والفأل الحسن جراء ذلك، أما بالنسبة لما يكتنف هذه الزيجات من رهق وتعب، فإن ذلك كله لا يضاهي الفرحة بالزواج، خاصة في ظل وجود أسر ممتدة وإحساس جماعي بالفرحة.
الخرطوم – ابتسام محمد
اليوم التالي