تحقيقات وتقارير

الرئيس الجنوبي : لن أخذلكم ولن اخذل شعب جنوب السودان..

“البشير”: نبشر مواطنينا بالسلام ومن اليوم ستتوقف البندقية…

تفاصيل التوقيع على إعلان الخرطوم للاتفاق بين أطراف النزاع..

الترقب كان سيد الموقف أمس (الأربعاء)، حيث كان الإعلام حضوراً عند تمام الساعة التاسعة صباحا في مباني القصر الجمهوري حسب الدعوات التي وجهت لهم، وبعد تفتيش دقيق وشخصي لم يستثني رجلا أو امرأة دخل مندوبو وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى قاعة الانتظار المخصصة لهم ووسط تسريبات حول بعض التوتر الذي كان يشوب التفاوض بدأت أصوات الموقعين تتعالى واستمر الحال على ذلك حتى الساعة الواحدة حيث طلب من الإعلام الدخول إلى قاعة التوقيع التي كانت مكتظة بالمتفاوضين الجنوبيين ومندوبو الترويكا والايقاد والدبلوماسيين الذين كانوا يتناولون وجبة الغداء وما بين أصوات الأشواك والملاعق وأصوات الحضور وهم يتجاذبون اطراف الحديث كان الصحفيون الوقوف على جنبات القاعة يتساءلون عن سبب تأخر التوقيع وعيونهم ترقب وجوه الحاضرين والمنصة الخالية التي تنتظر النبأ المهم، إلى أن دخل رئيس الجمهورية، “عمر حسن أحمد البشير” والرئيس الجنوب سوداني “سلفاكير ميارديت” وزعيم المعارضة دكتور “رياك مشار” إلى القاعة- يصمت الجميع- ومن ثم ينطلق صوت وزير الخارجية دكتور “الدرديري محمد أحمد” معلنا عن توقيع إعلان الخرطوم للاتفاق بين أطراف النزاع في جنوب السودان..

بعد توقيع الرئيس “سلفا كير ميارديت” على الاتفاق بالإنابة عن الحركة الشعبية ودكتور “رياك مشار” نيابة عن المعارضة وقع ممثلو المعتقلين السابقين والمعارضة الداخلية ما عدا مجموعة واحدة اعترضت على عدم اطلاعها على المسودة النهائية للاتفاق إلا أن سفير السودان السابق في جنوب السودان “جمال الشيخ” وسفير السودان الحالي استطاعا تدارك سوء فهم وصعدا بقائد المجموعة “غبرايل” إلى المنصة حيث جلس ووقع على الاتفاق أثناء كلمة “مشار”.
ووقع على الاتفاق ايضا مندوبو الإيقاد والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والترويكا بالإضافة إلى منتدى شركاء الإيقاد.
“مشار”: هذا الاتفاق سيعمل على جعلنا نتكامل مع بعضنا..
زعيم المعارضة الجنوب سودانية دكتور “رياك مشار” قال خلال مخاطبته أمس بالقصر الجمهوري إعلان الخرطوم للسلام في جنوب السودان (بالأمس وعدناكم بأننا سنوقع اتفاقاً وها نحن نفعل ونعد بالالتزام بهذا الاتفاق ونحن متفائلون بأن مواطن جنوب السودان سيكون سعيدا وسيظهر وجها جديدا)، ولضاف (إن هذه الاتفاقية ستعمل على جعلنا نتكامل مع بعضنا وأنا سعيد جدا بمبادرة رئيس جمهورية السودان “عمر حسن أحمد البشير” وتحمله هذا الاحمال على عاتقه، ودعمنا من أجل التقدم إلى الأمام) وشكر الايقاد وكل من شارك ودعم السلام في جنوب السودان .
وأكد “مشار” أهمية التكامل بين السودان وجنوب سودان ،قائلا (قريبا سيحمل التاجر الشمالي البلح ويبيعه في الجنوب وكذلك الجنوبي سيحمل المنجا من الجنوب إلى الشمال والسمك من ملكال إلى السوق المركزي، هذا الاتفاق يجعلنا نتكامل مع بعضنا).
“سلفاكير”: لن اخذلكم ولن اخذل شعب جنوب السودان..
من جانبه قال “سلفا كير ميارديت” في خطاب قصير عقب التوقيع انه ملتزم التزاما كاملا بالاتفاق الذي وقع وكل الاتفاقات التي ستوقع لاحقا، وأضاف (لن اخذلكم ولن اخذل شعب جنوب السودان)
وأكد أنه شعر ورأى معاناة الشعب ولذلك فهو لن يخذلهم ولن يخذل الوسطاء
وتقدم بالشكر للوسطاء والسودان الذين يسروا هذا الاتفاق.
ووقعت الأطراف الرئيسة الأربعة من جنوب السودان وهي الحكومة بقيادة الرئيس “سلفا كير ميارديت” ودكتور “رياك مشار” إنابة عن الحركة الشعبية المعارضة وممثلي المعتقلين السابقين والمعارضة الداخلية إضافة إلى الايقاد والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والترويكا إضافة إلى منتدى شركاء الإيقاد.
“البشير”: من اليوم ستتوقف البندقية..
ابدى رئيس الجمهورية “عمر حسن أحمد البشير” سعادته بما تم خلال هذين اليومين بين “سلفاكير” و”مشار” والمعارضة الجنوبية وشكرهم على جديتهم وحرصهم على السلام في جنوب السودان،
وقال “البشير” خلال كلمته إن توقيع اتفاق الخرطوم للسلام في جنوب السودان يعد بداية لعودة السلام والاستقرار في كل ربوع جنوب السودان والأساس المتين للسلام في دولة الجنوب، لافتا إلى أن الاتفاق بمثابة هدية لمواطني جنوب السودان بالداخل والخارج وأضاف : (لن نخذل مواطني جنوب السودان ونبشرهم بأن السلام آت لكل الجنوب ومن اليوم ستتوقف البندقية).

“الدرديري”: بين الترتيبات الأمنية والسياسية

قال وزير الخارجية دكتور “الدرديري محمد أحمد” في تصريحات صحفية عقب التوقيع أن المفاوضات ستستمر خلال الأيام القادمة، مشيرا إلى أنه سيتم التركيز خلال الأيام الثلاثة الأولى على الترتيبات الأمنية المطلوبة واتفاقية وقف إطلاق النار موضع النقاش، على أن يتم بعدها الانتقال إلى اتفاق التجسير المختص بالترتيبات السياسية.
وأوضح أن الاتفاق تضمن قوات أفريقية وقوات من منظمة ايقاد سيتم نشرها لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار وانه يبني على الترتيبات الحالية حول وجود للمراقبة خاص لوقف العدائيات.
وأضاف “الدرديري” (الأخوان في جنوب السودان صدقوا ما وعدوا واعتقد أنهم كانوا على قدر المسؤولية ونحن نعتقد أن المرحلة القادمة لازالت حساسة ونحن محتاجون لتكثيف الجهود للتأكد من أن ما تم الاتفاق عليه (الأربعاء)، لن يتم النكوص والتراجع عنه، وفيما يلي اعتراض مجموعة تحالف المعارضة أثناء توقيع الاتفاق قال “الدرديري” إن ذلك حدث بسبب معضلة فنية لظنهم أنهم لم يشركوا في المفاوضات في مرحلتها النهائية وعند فهمهم أنه لم يحدث تغييراً قاموا بالتوقيع).
وأضاف “الدرديري” (نحن أوضحنا للمتفاوضين أن هذه المرحلة من المفاوضات ستكون بخصوص الترتيبات الأمنية وإن هنالك متسعاً من الوقت للحديث عن الترتيبات السياسية عندما نصل لمقترح تجسير المراجعة الذي قدمته ايقاد، موضحا أن المفاوضات بين “سلفاكير” و”مشار” في البداية كانت متوترة ولكن تحركت للأمام وحدث قدر كبير من التفاهم والانسجام .
وفيما يلي احتمال نكوص الأطراف بالاتفاقية، قال “الدرديري” (النوايا عند بارئها ، ولكن ما توفر في هذه الجولة من فرص للنجاح هو قدر كاف يجعلنا مطمئنون بأن المباحثات ستسير للأمام، لكن بالتأكيد نحن ندرك أن ما تبقى أكبر وأصعب مما تم تجاوزه وليس أمامنا إلا أن نحث الطرفين على العزم والمضي قدما .
وأضاف (كل الرؤساء الأفارقة سيغادرون إلى نواكشوط خلال يومين وأن “سلفاكير” بعد مغادرته الخرطوم ومشاركته في قمة نواكشوط اذا استدعى الامر واحتاجت المفاوضات لدفعة سيعود).
وغادر الرئيس الجنوب سوداني أمس البلاد متوجها إلى عاصمة بلاده جوبا، وكان في وداعه رئيس الجمهورية “عمر حسن أحمد البشير”.
ولعل مصافحة “سلفاكير” و”مشار” لبعضهما بعد الانتهاء من الكلمات والتوقيع على إعلان الخرطوم والذي حدث لأول مرة أمام كاميرات الخرطوم كان بمثابة رسالة تطمين لمواطني الجنوب بتذليل بعض الخلافات بين الرجلين والبدء في السير على طريق السلام.

المتحدث الرسمي باسم المعارضة “مناوا بيتر” رحب من جانبه بإعلان الخرطوم للسلام واعتبره رسائل موجهة لأطراف النزاع في دولة جنوب السودان لتصل لحلول للمشاكل العالقة، وقال (بفتكر انو دي خطوة جيدة من الخرطوم بإجبار أطراف النزاع في جنوب السودان أنهم يدخلوا في محادثات مباشرة لمعالجة القضايا الخلافية بينهم ويمكن واحد من الفصائل المعارضة ما وقع بعد الاتفاق ويمكن لديها اسباب او لما ذكرته بعدم منحها الدرف النهائي وافتكر انو التحالف القوي المعارضة الجنوبية هم دخلوا في حوار مباشر مع الرئيس “البشير” وشرح ليهم تبعيات مبادرة الخرطوم للمساعدة في تقريب وجهات النظر وافتكر أن المبادرة والحديث عن أن الدرف النهائي ما كان في متناول اليد كان يمكن الاطلاع عليه لأن معظم النقاط الست هي نقاط متفقين عليها ضمنيا القوى السياسية المعارضة متفقين على الترتيبات الأمنية فيما يلي وقف شامل لإطلاق النار ومتفقين على ضرورة العمل معا لتحقيق السلام في جنوب السودان ومتفقين على العمل على بناء التحتية في جنوب السودان واصلا دا مطلب في الاتفاق الذي تم خرقه) واضاف (الحديث عن تفعيل قطاع النفط في الجنوب استجابة للوضع الاقتصادي المتردي في جنوب السودان هي كلها نقاط محتاجين أن نفصلها في مقبل الأيام القادمة وافتكر انو قرارهم الرفض التوقيع على الاتفاق لم يكن موفقا نحن هنا نقدم مصلحة المواطن على مصالح الأحزاب السياسية لأن المواطن في الجنوب أكثر من نصف سكانه لاجئون في دول الجوار في السودان وكينيا ويوغندا وإثيوبيا وهناك ضرورة الآن للقيادات السياسية أن تجمع شمل الجنوبيين والحكومة اخطأت وهناك مشاكل كثيرة لكن من خلال اتفاق السلام تحقق التحول الديمقراطي والإصلاح المؤسس على مستوى الجيش والأمن والشرطة ومؤسسات الدولة بتم من خلال اتفاق سلام لكن السلاح لن يحل الأزمة.
إعلان مبادئ
هو ليس اتفاقا نهائيا هو إعلان مبادئ حول قضايا أساسية كان هناك اختلاف حولها ويمهد لاتفاق شامل بين كل القوى السياسية في جنوب السودان ويفضي في النهاية لعودة د. “رياك مشار” إلى جوبا لأن واحدة من بنود الاتفاق ضرورة العمل معا وهي تأكيد على أن “سلفا كير” و”مشار” سيعملان معا والقيادات ستعمل مع بعضها في حكومة الوحدة الوطنية القادمة عكس تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي يتحدث كل يوم بعدم رغبتهم في عودة “مشار” والآن رئيس الدولة وقع على هذا الاتفاق وما عارف بكرة حيقول شنو للصحافة والإعلام.
افتكر انو كان من الحكمة أن يتبنى شخصيا الوساطة بين “سلفا كير” و”مشار” لعلاقاته مع الرجلين، د.”رياك” عمل مع “سلفا كير”، و”سلفا كير” عمل مع “البشير” وكان النائب الأول للرئيس أكثر من 5 سنوات، وأكثر شخص بعرف الشخصين ولديه ثقل ووزن افتكر انو كان من الضرورة انو “البشير” يتدخل، الشي الثاني الوضع الاقتصادي في الجنوب مربوط مع الوضع الاقتصادي في السودان الوضع في الجنوب ينعكس إيجابا على السودان واستقرارها في السودان ينعكس إيجابا على الجنوب وافتكر انو لو تم التوقيع على اتفاق سلام في جنوب السودان من واجبنا كقوى سياسية جنوبية دفع المعارضة السودانية أنها تصل الى اتفاق سلام مع الحكومة وهذا مش رد جميل فقط بل إن استقرار الأوضاع في السودان سيطور الأوضاع ومن مصلحة الخرطوم تحقيق السلام في جنوب السودان حتى تضمن هدوء الحدود مع الجنوب وانسياب الاقتصاد ومن جانبنا لازم نضمن انو السودان فيه استقرار.

“ربيكا”: “البشير” أخونا الكبير
في وقت قالت “ربيكا قرنق” “البشير” أخونا الكبير والشي العملو اليوم هو شي عملو لأخوهو الصغير ودا شغل واتفاق مهم.
أما باقي الاتفاقيات سيتم مناقشتها وهذا الاتفاق الذي وقع اليوم مناسب ونحنا دايرين نشتغل تمنيات الجنوبيين وليس تمنيات الرؤساء.

#مشاهدات:
– بعد توقيع الاتفاق ..”مشار” بدا سعيدا بينما احتفظ “سلفاكير” بملامحه في مكانها دون أي تعبير حتى دار بينه وبين “البشير” حديث ابتسم بعده.
– القائم بالأعمال الأمريكي انضم لاجتماع “البشير” و”سلفاكير” و”مشار” الذي طال قبل التوقيع على الاتفاق.
– أحد المجموعات ترفض التوقيع مما يحدث قلق واضطراب وسفيري السودان الحالي والسابق يتداركان الموقف ويلحقانها بالتوقيع.
– تصفيق حار في طاولة الترويكا عقب التوقيع.
– سفير الاتحاد الأوربي يشحن هاتفه على طاولة الإذاعة السودانية..
“ربيكا قرنق” تؤكد أن مطالب إنسان الجنوب البسيط هو مطالبها..
– لليوم الثاني على التوالي لم يتم توفير مقاعد للإعلاميين ولا سماعات للترجمة الفورية.

الخرطوم – ميعاد مبارك
صحيفة المجهر.