أزمة فجرتها مسرحية .. توتر في النمسا بعد غلق 9 مساجد وطرد 60 إمامًا
في حملة تستهدف “الإسلام السياسي والتطرف” بدأت الحكومة النمساوية في اتخاذ إجراءات تقضي بغلق ما يزيد على 9 مساجد وطرد أكثر من 60 إمامًا، حسبما أعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز عن طرد أئمة يحصلون على تمويل خارجي من تركيا.. في التقرير التالي يساعرض مصراوي تفاصيل الأزمة:
تفجير الأزمة
كان الأمر مستتبًا حتى بداية شهر يونيو الماضي حتى نشرت صحيفة “فالتر” النمساوية من اليسار الوسط نشرت في مطلع الشهر صور إعادة تمثيل معركة “غاليبولي” من قبل أطفال مسلمين ضمن نشاط في مسجد “فيينا” الذي تديره الجمعية الإسلامية في النمسا، ويؤدون ما يشبه العرض المسرحي يجسدون من خلاله الانتصار العثماني في معركة غاليبولي خلال الحرب العالمية الأولى، مما أثار رد فعل قوياً في أوساط الطبقة السياسية في النمسا على مختلف انتماءاتها.
ويظهر في الصور صبيان في زي عسكري يؤدون التحية العسكرية، وهم يقفون في طابور ويلوحون بأعلام تركية أمام حضور من الأطفال، وفي صورة ثانية يتمدد بعض الأطفال أرضا حيث يمثلون دور ضحايا المعركة، وقد لفوا أجسامهم بالعلم التركي.
وقالت هيئة الإذاعة النمساوية الممولة من الدولة (أو آر إف) إن صور أطفال يؤدون تحية منظمة الذئاب الرمادية القومية التركية جاءت من مسجد في حي فافوريتن في فيينا، الذي تديره منظمة الذئاب الرمادية، والتي تمتلك فروعا في بلدان عديدة.
وتستند السلطات النمساوية في هذا القرار إلى قانون الإسلام الصادر عام 2015، والذي يطالب بتبني موقف أساسي إيجابي تجاه الدولة والمجتمع.
وأشار وزير الداخلية النمساوي هربرت كيكل إلى أن بين من ستشملهم هذه التدابير نحو 60 إماما. وأوضح أن عائلاتهم معنية أيضا، ما يعني في المحصلة أن 150 شخصا قد يفقدون حق الإقامة في النمسا.
وذكر نائب المستشار النمساوي، هاينتس-كريستيان شتراخه، المنتمي لحزب الحرية، أن السلطات تراقب حاليًا 60 إمامًا من إجمالي 260 إمامًا في النمسا، وقال: «نحن لا نزال في البداية».
تنديد إسلامي بفيينا
نددت منظمة إيجو أكبر الهيئات التى تمثل المسلمين فى النمسا، الأحد، بقرار الحكومة إغلاق 7 مساجد، والتهديد بطرد عشرات الأئمة فى إطار مكافحة “الإسلام السياسى”.
وقال رئيس هذه المنظمة إبراهيم أولجون، فى بيان رسمي نشره عدد من وكالات الأنباء، إن الائتلاف الحاكم من اليمين واليمين المتطرف برئاسة المستشار سباستيان كورتز “يعمل على الحط من شأن المجموعة الاسلامية فى البلاد استنادا إلى حسابات سياسية”.
واعتبر أولجون أن إجراءات الحكومة “غير مناسبة للحد من الإسلام السياسى، بل ستؤدى فى نهاية المطاف إلى إضعاف هيئات المسلمين فى النمسا”.
وأوضح أن الحكومة لم تقدم “تبريرات منطقية” لقرارها بإقفال 7 مساجد بينها 4 فى فيينا.
ويأخذ أولجون على الحكومة عدم إعلامها المنظمة بإجراءاتها هذه، وبأنها دعت إلى مؤتمر صحفى فى آخر جمعة من شهر رمضان، فى حين تؤكد رغبتها بالتعاون مع منظمة إيجو.
وأضاف رئيس هذه المنظمة “الحلول يجب أن تكون نتيجة عمل مشترك حول طاولة حوار، بدلا من أن تتخذ بشكل أحادى على حساب الأقلية المسلمة”.
فيما أدان الكاتب الصحفي النمساوي، فيلهلم لانجثالر، القرار، مؤكدًا أن حكومة بلاده تقود حملة تستهدف المسلمين في البلاد- بحسب وكالة الأناضول التركية.
أردوغان يتدخل ويحرّض
لم يمر الأمر على الرئيس التركي مرور الكرام، فقد نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحات لرجب طيب أردوغان الرئيس التركي انتقد فيها بشدة قرار المستشار النمساوى إغلاق مساجد فى إطار حملة ضد “الإسلام السياسى”، محذرا من “حرب بين الصليب والهلال”.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها في اسطنبول تعليقًا على الأزمة: “يقولون إنهم سوف يطردون أئمتنا خارج النمسا. هل تعتقدون أننا سنقف مكتوفين حيال ذلك؟ هذا يعنى أنه سيتوجب علينا القيام بشيء ما”، من دون أن يُعطى مزيدا من التفاصيل.
بينما قال ابراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركى على تويتر، إن “إغلاق النمسا سبعة مساجد وطرد أئمة هو نتيجة الموجة الشعبوية المعادية للاسلام والعنصرية والتمييزية فى هذا البلد”.
مصراوي