منوعات

حقيقة أم خرافة.. القطط السوداء والتمائم والرقم 13

الاعتقاد بأن الرقم 13، والقطط السوداء، وتكسير المرايا، والسير تحت السلالم وغيرها يجلب الحظ السيئ، وحمل التمائم، وارتداء ملابس محددة، وتفضيل ألوان بعينها وغير ذلك يرتبط بالحظ الجيّد، جميعها خرافات.

من يربطون سلوكهم -خاصة وقت الاقتراب من تحولات حاسمة وحتى غير حاسمة- يصنفهم علماء النفس بأنهم ذوو عقليات خرافية. وتبلغ نسبة من يعتبرون أن هذا التعريف ينطبق عليهم في الولايات المتحدة 25%.

وترتبط بالخرافة أيضا أن كثيرا من المباني أو المصاعد ليس بها زر أو طابق يحمل الرقم 13، إذ يفضل ملاكها وضع الرقم “14 أ” أو “12 ب” أو الحرف 13 في ترتيب الأبجدية بدل الرقم 13، على سبيل المثال.

لوفتهانزا والفرنسية
وهناك شركات طيران مثل الفرنسية ولوفتهانزا الألمانية ليس بها صف مقاعد يحمل رقم 13، أما لوفتهانزا فلا تتعامل مع الرقمين 13 و17 لأن هذين الرقمين في البرازيل وإيطاليا رقمان جالبان لسوء الحظ.

وتنتشر الخرافة بكثرة في الوسط الرياضي، خاصة في المنافسات الكبيرة والمباريات عالية التنافسية. وذكر أربعة من كل خمسة رياضيين محترفين -في استطلاع- أنهم شاركوا في واحد على الأقل من الأفعال الخرافية قبل المباراة.

ومن الرياضيين المشاهير الذين يمارسون أفعالا خرافية نجم السلة الأميركي مايكل جوردان الذي درج على إخفاء سرواله القصير (شورت) الذي يطلق عليه “شورت كارولينا الشمالية جالب الحظ السعيد” أسفل حقيبة أدواته الرياضية كلما سافر مع فريقه شيكاغو بولز. كذلك نجم التنس بجورن بورك الذي يُقال إنه يرتدي قميصا من نفس الماركة كلما أراد السفر إلى ويمبلدون للتنافس في مباريات ما.

طقوس للمساعدة
ونجم التنس الإسباني رافائيل نادال له طقوس يمارسها قبل كل مباراة، وتشمل الطريقة التي يضع بها قوارير ماء الشرب وأخذ حمام بارد إلى درجة التجمد. ويعتقد نادال بأن هذه الطقوس تساعده في التركيز والتحرك بانسيابية وتجويد أدائه.

وأظهر استطلاع للرأي أن 13% من الناس يعتقدون بأن الإقامة في طابق يحمل الرقم 13 في فندق ما يقلقهم، وأكد 9% أنهم سيطلبون تغيير الطابق أو الغرفة وما إلى ذلك إذا كانت تحمل الرقم 13.

ورغم أن هذه الأفعال يمكن أن تبدو طفيفة لبعض الناس، لكنها في الغالب تؤثر على خيارات تتم في الواقع الفعلي.

ورغم أنه لا يوجد تعريف واحد لأنواع الخرافات، فإنها عموما تعني الاعتقاد في قوى خفية، أو رغبات فاعلة تؤثر على وقائع من الصعب التنبؤ بحدوثها.

اعتقادات وتجارب فردية
لذلك يمكن القول إن الاعتقادات والتجارب الفردية هي الدافع المؤدي لاعتقاد الشخص في الخرافات، والتي تتعارض في الغالب مع الحكمة العلمية الموجودة.

وتوصل علماء النفس الذين يبحثون في الدور الذي تلعبه الخرافات إلى أنها تنطلق من افتراض أن هناك ارتباطا بين الأحداث التي تقع في الوقت نفسه ولا يربط بينها رابط، مثل فكرة أن التمائم تجلب حسن الطالع، أو تحمي من سوء الطالع.

وبالنسبة لكثير من الناس فإن ممارسة الأفعال الخرافية تعطي إحساسا بالسيطرة على الأمور وتخفيف القلق والتوتر، وهذا هو السبب في ارتفاع معدلات ممارسة الخرافات وقت الضغوط والأزمات.

وحدث هذا بالفعل في ألمانيا خلال الفترة من 1918 إلى 1940 وهي فترة حروب وصراعات وأزمات اقتصادية وصعود الممارسات الخرافية.

ورغم أن الخرافات تفيد في تخفيف التوتر وتوفر نوعا من الثقة لبعض الناس، فإن الدراسات العلمية أكدت أن السلوك الخرافي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز نفسه بنفسه، إلى أن يصبح عادة قوية الرسوخ يؤدي عدم ممارستها إلى قلق وتوتر عميقين.

المصدر : الجزيرة