تحقيقات وتقارير

السودانيون في مصر.. تملَّك العقارات

تبدو قضية منع تملُّك السودانيين لعقارات في بعض المناطق المصرية عقبة جديدة في مساعي تنقية أجواء العلاقات المصرية السودانية بنسبة 100%، وهو ما دفع السودان للاستفسار عنه عبر طلب رسمي للخارجية المصرية عما وصفه بقرار غير معلن عن حظر تملُّك السودانيين لأراضٍ وعقارات بمنطقة (وادي كركر) بمحافظة أسوان، بعد أن فوجئ عدد من السودانيين بعدم إكمال إجراءات معاملاتهم، وإبلاغهم بأن هناك قرارات صدرت مؤخرا بمنع تملُّكهم في تلك المنطقة.

وبحسب المستشار الإعلامي للسفارة السودانية بالقاهرة راشد عبد الرحيم لـ(السوداني) أمس، فإن معاملات التملك تتم عبر الشهر العقاري كجهة مختصة داخل مصر بمعاملات ملكية الأراضي بالتالي لا تملك السفارة أعداد السودانيين الذين تملكوا مؤخراً، حيث تصنف هذه المعلومات كمعلومات شخصية.

منطقة تعويض متضرري السد العالي

منطقة وادي كركر والقرى المحيطة بها جنوب السد تعتبر من مناطق توطين النوبيين التي خصصت الحكومة المصرية مواقع منها لتعويضات وتوطين المتضررين من النوبيين منذ ستينيات القرن الماضي حيث أنشأت عددا من المساكن فيها، وشكلت منطقة أسوان خلال السنوات الأخيرة قبلة لأعداد مقدرة من السودانيين الذين يقصدونها بهدف العلاج والتجارة وكذلك التملك لتوفر شقق بأسعار مناسبة بحسب البعض الذين أفادوا (السوداني) بأنهم فضلوا الشراء بمنطقة أسوان لأن أسعار شراء الشقق أقل من مثيلاتها في القاهرة وكذلك توفر السلع بأسعار مناسبة وسهولة التنقل بينها وبين السودان عبر المعابر المختلفة خاصة بعد موجة ارتفاع الأسعار مؤخرا في السودان.

مناطق انتشار السودانيين

وبحسب تقارير إعلامية مصرية تناولت الوجود السوداني بالجارة الشمالية قدرته بحوالي خمسة ملايين مقيم سوداني يتركز وجودهم في المحافظة الشرقية والسويس والإسماعيلية – مدن القناة – وأسوان والقاهرة وتعتبر الجالية السودانية من الجاليات المندمجة في المجتمع المصري بحكم علاقات الجوار والتصاهر حيث يشمل الوجود السوداني عدداً من الفئات بعضها حاصل على صفة الإقامة الدائمة من أبناء الجالية الذين كانوا ضمن قوات الهجانة وحرس الحدود وبعض القوات التي ظلت لأكثر من أربعة أجيال موجودة بمصر حيث يتركز وجودهم في منطقة الجبل الأصفر وضاحية عين شمس (شرق القاهرة) بينما يمثل السياسيون وجودا معتبرا في ملاك العقارات بمصر بما فيهم أبناء الطائفتين الرئيسيتين (المراغنة وآل المهدي) كما تشمل القائمة وزراء ومسؤولين ضمن حكومات السودان المختلفة التي تعاقبت على السودان، وتضم فئة أخرى رجال الأعمال وأبناء المغتربين بدول الخليج الذين تزايدت أعداد المقيمين الذين ينطبق عليهم تجديد الإقامة بصورة دورية في الأراضي المصرية.

هجرة متبادلة!

ويعزو مراقبون تزايد أعداد الراغبين في التملك العقارى بمصر، إلى أن كثيرين يرون فيها فرصة استثمارية لناحية تأجير الشقق للمتوجهين إليها بهدف السياحة أو العلاج أو التجارة وكذلك القرب الجغرافي بين البلدين الذي مثل خلال فترات مختلفة عمقا شعبيا لكلا البلدين تنعكس فيه اتجاهات الهجرة المتبادلة كل فترة وأخرى بحسب الأوضاع المعيشية والاقتصادية بينهما حيث مثل السودان قبل عقود مهجرا لأعداد مقدرة من الأيدي العاملة المصرية والتجار في أوقات سابقة وما شجع هذه الهجرات المتبادلة التقارب الشعبي وسهولة الاندماج والتقبل المشترك لكلا الشعبين.

واعتبر البعض أن مثل تلك القضايا على الرغم من خفوتها إلا أن تراكمها يمكن أن يشكل عامل توتر بين الخرطوم والقاهرة، خصوصا إذا تغاضت القاهرة عن تقديم توضيحات ملائمة، تشبع فضول الخرطوم لمعرفة دقائق الأمور فيما يختص بمواطنيه، في وقت يرى البعض أن حرية التملك جزء لا يتجزأ من ملف الحريات الأربع، الأمر الذي يعيد الجميع لنقطة البداية من حيث إعادة قراءة مدى تفعيل تلك الحريات.

الخرطوم: لبابة جفون
صحيفة السوداني.

تعليق واحد

  1. المصائب يجمعن المصابين…ياها شبهك يا كرور…دراويش لاقو مدَاح

    بلادى وإن جارت علىَ عزيزة ….وأهلى وإن ضنوَ علىَ كرام