منوعات

كيف حصلت أميركا على اسمها؟

يوم الثاني عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1492، كان العالم على موعد مع حدث فريد من نوعه.

فأثناء إبحاره من أجل العثور على طريق بحري جديد يربط القارة الأوروبية ببلاد الهند بلغ المستكشف ذو الأصول الإيطالية كريستوف كولومبوس جزيرة سان سلفادور والتي تعتبر واحدة من جزر الباهاما.

لاحقاً خلال نفس ذلك الشهر أبحر كولومبوس مجدداً ليحل بجزيرة كوبا معتقدا أنها الصين.

فضلا عن ذلك، وقع كريستوف كولومبوس في خطأ ثانٍ عقب بلوغه لجزيرة هيسبانيولا والتي خلط بينها وبين اليابان.
رسم يجسد المستكشف الإيطالي الأصل أميريغو فيسبوتشي

إلى حدود آخر يوم من حياته آمن البحار ذو الأصول الإيطالية كريستوف كولومبوس بفكرة بلوغه لشرق آسيا خلال رحلته الشهيرة.

وفي الأثناء انتظر العالم حلول المستكشف الإيطالي الآخر أميريغو فيسبوتشي ليدرك الجميع أن ما بلغه كولومبوس سنة 1492 قارة جديدة أسقطت جميع خرائط العالم القديمة.

على حسب أغلب المؤرخين قاد أميريغو فيسبوتشي Amerigo Vespucci رحلاته نحو القارة الأميركية خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 1497 و1504.
رسم لأول ظهور لتسمية أمريكا سنة 1507 والتي أطلقت حينها على جنوب القارة الأمريكية

وفي الأثناء تصنف أغلب المراجع التاريخية أميريغو فيسبوتشي كواحد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل خلال فترة الاكتشافات الجغرافية، ويعزى السبب في ذلك أساساً إلى حزمتين من الرسائل المختلفة التي تركها هذا البحار الإيطالي.

ومن خلال الحزمة الأولى والتي كتبت في لشبونة سنة 1504 حدّث فيسبوتشي عن قيامه بأربعة رحلات نحو القارة الأميركية.
موضع جدل

وفي المقابل تضمنت الحزمة الثانية والتي أرسلت نحو آل ميديشي حديثه عن رحلتين فقط. وبينما أكد الجميع صحة رحلتيه الثانية والثالثة، فلا تزال الرحلات الأولى والرابعة لفيسبوتشي موضع جدل.

خلال رحلته الثالثة والتي انطلقت من لشبونة يوم الثالث عشر من شهر آيار/مايو سنة 1501 اتجه أميريغو فيسبوتشي نحو الرأس الأخضر قبل أن ينطلق عقب ذلك نحو جنوب القارة الأميركية ليبلغ البرازيل.

من خلال رسائله أكد فيسبوتشي أن الأراضي التي بلغها كبيرة جدا وتختلف عن آسيا التي وصفها الجغرافي الإغريقي بطليموس والرحالة الإيطالي ماركو بولو معلنا حينها اكتشافه لقارة رابعة لقّبها بالعالم الجديد، إضافة لكل من أوروبا وآسيا وأفريقيا (حسب المعطيات الجغرافية لتلك الفترة).
رسم تخيلي للجغرافي الألماني مارتن فالدسميلر رسم تخيلي للجغرافي الفلمنكي جيراردس مركاتور

ظهر اسم أميركا لأول مرة على الخريطة سنة 1507. فخلال تلك السنة أقدم رسام الخرائط الألماني، مارتن فالدسميلر على طباعة كتابه الذي حمل عنوان مقدمة في الكوسموغرافيا (Cosmographiae introductio)، معتمداً على عدد من الوثائق والخرائط التي تركها فيسبوتشي أثناء رحلاته نحو العالم الجديد.
قارة جديدة

ومن خلال خريطته التي رسمها سنة 1507 منح فالدسميلر اسم أميركا لجنوب القارة الأميركية نسبة لشخصية البحار الإيطالي أميريغو فيسبوتشي، والذي غيّر مفاهيم خريطة العالم بعد إعلانه أن ما بلغه كولومبوس سنة 1492 ليس سوى قارة جديدة.

ومع حلول سنة 1538 قدم الجغرافي الفلمنكي جيراردس مركاتور خريطة جديدة جمع من خلالها بين جزئي العالم الجديد حيث أطلق الأخير اسم أميركا على شمال وجنوب القارة الأميركي

العربية نت