الفاتح جبرا

الله يكضب الشينة


في العام 1931 قام السيد المرحوم عبد الفتاح المغربى عضو اول مجلس سياده بعد الاستقلال بنشر مقال باحدى الصحف السودانيه يحث فيه المواطنين على إنشاء جمعية خيرية تهدف لايواء أبناء (الغبش) من يتامى وفقراء عن طريق إيوائهم وتعليمهم بعض الحرف التي تجعلهم قادرين على مواجهة الحياة ، وسرعان ما استجاب المواطنون الخيرون لذلك النداء وإنتظموا في جمع التبرعات التي حددت بقرش واحد للفرد إلى أن تم إنشاء (ملجأ القرش) والذي تمت بعد ذلك تسميته بمعهد القرش الصناعى وقد قام المعهد عبر مسيرته الطويلة بتخريج المئات بل الآلاف من الحرفيين في المجالات المختلفة معتمداً في تمويله على ذاته من ريع ايجار المباني الملحقة به ومما يقوم الطلاب بإنتاجه من منتجات حرفية .

للأسف الشديد فإن هذا المعلم الوطني الشامخ والمؤسسه الشعبيه التي انتجتها روح التضامن والوفاء للوطن والناس قبل حوالى (90) عاما لتأخذ بيد اليتامى والفقراء من إبناء وبنات هذا الشعب نحو الحياة الكريمة بتأهيلهم بسلاح الصنعه والمهاره اليدويه ، للأسف قد توقف عن العمل نتيجة إهمال الدولة وعدم رعايتها له حيث لم يتم إستيعاب منتسبين إليه في العام الماضي وربما في هذا العام أيضاً مما يعني بداية تجفيفه .

ولأن المواطن (ضاق قرص الدبيب) وبقى يخاف (جر الحبل)، ولأن (الجماعة) لايتورعون عن بيع أي أراض (مميزة) كالمدينة الرياضية وغيرها أو بيوت (كبيوت لندن) فقد توجس المواطن خيفة و(خت إيدو في قلبو) وهو يتابع تجفيف هذا الصرح العتيق .
وجاء أخيراً بالصفحة الأولى لهذه الصحيفة بعدد (السبت) نفياً لذلك (التوجس) من قبل السيد (حسن آدم) مدير الإدارة العامة للتدريب المهني بوزارة تنمية الموارد البشرية والعمل حيث أوضح سيادته أنه لا صحة لما تردد عن نية رسمية لتجفيف معهد القرش الصناعي العتيق بأم درمان بغرض التخلص منه عن طريق البيع للاستفادة من موقعه ومساحته المميزين
(وأضاف) إنه ليس بالضرورة أن تبيع الحكومة أي أرض وضعت يدها عليها، وزاد: «والله يا اخوانا ما دايرين نبيعو»، !

على الرغم من (حليفة) أخونا (حسن آدم) فإننا نخالفه ونقول ليهو (نحنا ضايقين يد الحكومة) فالشواهد الماثلة أمامنا والأمثلة التي لا حصر لها تقول أن (الحكومة) و (ناس الحكومة) لديهم شراهة غير مخفية و(ضعف شديد) أمام (المواقع المميزة) و(المساحات الشاسعة) والقطع (النواصي) ولو شاء (السيد حسن) لأعطيناه عشرات الأمثلة (جوه و بره) !
ولأن (ربنا عرفوهو بالعقل ما شافوهو بالعين) تعالوا نقرأ معاً ما صرح به نائب عميد المعهد طه عبد الجليل محمد لـ(الجريدة) حيث قال أن هنالك عجز وصعوبة غي توفير المواد الخام التي يتدرب عليها الطلبة من (خشب وحديد ولحام) فإن كانت حكومة لا تقوم بتوفير (خشب وحديد ولحام) يمكن أن يوفره أي صاحب ورشة (كحيان) ليتم إستيعاب طلاب جدد فالحكومة أكيد بايته ليها فوق رأي … والله يكضب الشينة !!

كسرة :
أمة لا تحافظ على منجزات من سبقوها أمة لا تستطيع أن تنجز شيئاً (وأهو شايفين براكم)!

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 99 واو – (ليها ثمانية سنين وثلاثة شهور)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 58 واو (ليها أربعة سنوات وعشرة شهور).

 

 

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. أنا شخصياً أجزم بأنهم قرروا بيع معهد القرش الصناعي كما باعو الكثير غيره، والأيام ستثبت ذلك.

  2. هو لسه ما باعوهو؟ المؤكد انه لحق امات طه من زمااااان ….
    كدي خلينا من مسالة البيع و معهد القرش … هل سمعت عن ” تفتيش الفروج” للنساء المسافرات الى الهند في مطارنا ” الدولي” بواسطة حارسات امن الدولة ” الاسلامية”؟
    بالله كدي اتاكد و قول لينا … و يا ريت لو تستفتي لينا جماعة علماء السلطان عن حكم تعرية النساء و تفتيش فروجهن بحثا عن ذهب مهرب