صلاح الدين عووضة

مجنون !!


قمة الإبداع في قمة البساطة..

*وكلما قل الإبداع زاد التكلف… والتصنع..

* فالمبدع ذو الموهبة لا يتكلف..

* ونعني بالبساطة إخراج الإبداع في يسر… وسلاسة…وتلقائية..

*هو شيء مثل الذي فعله – ويفعل – رب العزة عبر كتابه الكريم..

* أو مثل الذي فعله إيليا أبو ماضي في مجال الشعر..

* أو فعله أنيس منصور في مجال الصحافة..

*أو فعله سارتر في مجال الفلسفة..

*أو فعله الطيب صالح في مجال الرواية..

*أو تفعله أوبرا وينفري في مجال البرامج التلفزيونية..

*أو يفعله سبيلبيرج في مجال الإخراج السينمائي..

*أو يفعله محمد سعيد دفع الله في مجال النظم الغنائي..

*ومحمد سعيد هذا مبدع حد الجنون..

*هو ينظم الشعر كما يسري نسيم السحر في جروف الشمال..

*وكما تنساب مياه النيل عند شواطئ أرض (بني شايق)..

*وكما يصدح (الكُرج) على أغصان (شتيلة قريرا)..

*فهو من (القرير) ؛ التي أنجبت الدابي…واليمني…والسقيد.

*وفي إحدى روائعه يقول :

قولن ليهو الليل ده طويل طولاً يجنن…

لا قمراً ظهر في سماه لا نجمات يضون…

*ويبدو أن الليل قد تسبب في (جنون) إبداعه بالفعل..

*وجرير – صاحب البساطة الإبداعية – قيل أنه كان له جني..

*وقد أنقذه ليلةً حين عجز عن اجتراح مطلع قصيدة له..

*فكان المطلع الذي أسعفه به :

أقلي اللوم عاذل والعتابا…وقولي إن أصبت لقد أصابا..

*فالجنون قد تكون له صلة بعالم (المبدعين) من الجن..

*من الذين كانوا يعملون لنبي الله سليمان ما يشاء..

*يعملون له محاريب…وتماثيل… وجفان كالجواب..

*أما غير المبدعين منهم فيقولون مثل قول أحدهم :

وقبر حرب بمكان قفر…

وليس قرب قبر حرب قبر…

*فقد زعمت العرب أن قائله من الجن..

*فالمبدعون من شعرائهم لا يقولون مثل هذا (الدُرَّاب)..

*أي الشعر غير ذي السلاسة… والبساطة… والإبداع… والموسيقى ..

*أو هو شيء مشابه للذي يتغنى به بعض مطربي زماننا هذا..

*أو الذي يكتبه بعض كتَّاب صحافتنا اليوم..

*أو الذي ينطقه بعض مذيعي (الهنا)..

*وشيطان الشعر حين يفتقر إلى الإبداع يكون (شيطان كوشة)..

*أما شيطان محمد سعيد فإنه من (وادي عبقر)..

*ثم أتى تلك المنطقة من (وادي النيل)..

*واستطيب الإقامة هناك؛ حيث (الطيف) نفسه يُستنطق..

*ألست أنت القائل يا (ود) دفع الله :

أي قليل يا طيف أقيف وارجاني…

وين فايتني عابر…

وأنا شن حارس وراك أنا تاني…

ياني معاك مسافر…

*يا أخي : أنت لست مبدعاً..

*أنت (مجنون !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


تعليق واحد