شنو الهبل ده!!

أمس الأول تابعت قناة الهلال على امل ان اشاهد كورة الهلال ضد فريق دي سانجو..كانت تلك المرة الاولى في حياتي التي ادير فيها الريموت نحو تلك القناة..وبرغم ان عدد لا بأس به من أصدقائي الاعلاميين يعملون في تلك القناة الا ان هاتفا غريبا كان يصرخ في داخلي كلما هممت بتحويل المؤشر الى هناك :

اوعك يا محمود..اوعك اوعك
كنت قايل الكورة الساعة تمنية فجهزت حالي من سبعة ونص وعملت قهوتي وقعدت مصاقر التلفزيون..اصدقكم القول يا اصدقائي كانت تجربة مرعبة..مرعبة بمعنى الكلمة.. زي الساعة تمانية جابوا حاجة اسمها استديو الهلال.. كان يقدمه شخص غريب الاطوار يطلب من اي واحدة تتصل بالتلفون ، زغرودة..زغرودة ليه؟ مافي زول عارف..يعني لو كان الهلال غالب كان معليش لكن الكورة لسة ما تلعبت..وبين كل فقرة والتانية كان المذيع الهمام ينقلنا الى مكتبة القناة واغنية عن الكاردينال.. اغنية – في قالب المناحة المعروف – تتحدث عن مناقب الكاردينال.. وتتزين الشاشة – عندها – بصور الكاردينال..صور الكاردينال البهيجة.. بكسكتة وابو من غير كسكتة..اغنية ورا اغنية وصورة ورا صورة..كله الكاردينال..كله اشرف السيد الكاردينال..ليه كده؟! شنو الهبل ده!!
طوالي عرفت لماذا حكمتنا الانقاذ تلاتين سنة..ياخ معقول..هل وصلنا ال هذا الحد؟..هل بلغت بنا الذلة والهوان ان نغني لشخص؟ الاغاني التي نظمت في الكاردينال لم تنظم في اي انسان آخر طوال تاريخ البشرية البائس ، ليس في السودان فحسب ،وانما في العالم قاطبة..اب عاج ذاتو ما غنوا فيهو جنس الغناده
كيف يقبل اصدقائي وصديقاتي ناس مين ومين ومين (بدون ذكر اسماء)..كيف يرضو يشتغلوا في قناة زي دي..يا اخي حتى القذافي بكل جنونه لم يصل الى مرحلة عمل قناة تلفزيونية لتمجيده وتأليهه الى هذا الحد الذي ذهب اليه الكاردينال..واقول ليك حاجة يا كاردينال..مش لو عملت قناة فضائية..مش لو خليتم يغنوا ليك.. برضو مش حينفع..المسألة دي محسومة لسبب بسيط شديد..وجهك يا صاحبي مش فوتوجينيك..يعني الكاميرا ما بتحبك..يعني يستحيل تظهر ليك كاريزما من خلال الصورة..ممكن انت في الحقيقة يكون عندك حضور..يكون عندك جاذبية (انا في الحقيقة ما عارف.. ما قابلتك فيس تو فيس)..لكن في اللحظة التي تتدخل فيها الكاميرا يختفي هذا الحضور..تختفي الجاذبية (ان وجدت) ..يعني يا كاردينال لو ختيت في راسك اخطر برنيطة في العالم برضو حتظهر شين..شيييييييييييييين.. وما حيخيل فيك ابدا..

طبعا بعد ده كلو المبارة ما نقلوها..وبعد ده كلو الكورة طلعت تعادل..تعادل بطعم الهزيمة..لاحظ الكورة ملعوبة في ملعبنا (آسف معليش ملعب الكاردينال)..ولاحظ تاني انو المنافسة دي بتاعة الفرق البغلبوها في دوري ابطال افريقيا..يعني بشتركوا فيها الفرق التعبانة..اخخخخخخخ واخيرا يا سيد يا كاردينال..زي ما خلينا السودان للبشير وعصابته اها الهلال ده خليناهو ليك..ان شاء الله تتهنى بيهو

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version